شهر مايو قبل 48 عاما، اغلق اليهود ملف القائد النازي ادولف ايخمان بمنتهي القسوة. لا أحد يعلم حتي الآن تفاصيل قصة اختفاء ايخمان من الارجنتين، وظهوره في اسرائيل بعدها بساعات. الكنيسة تنفي ضلوع احد القساوسة في العملية، وواشنطن لم تفصح عن كيفية اختفائه من بيونس ايريس. اما تل ابيب فتؤكد ان اعدامه، بعد وعود بالحفاظ علي حياته كان «قرارا اداريا سريعا» فاقت الحكومة بعد تنفيذه. علي كل، ايخمان هو النازي النبيل الوحيد الذي احب هتلر وأخلص له، في الوقت الذي لم يخف رفضه ما اسماه «طاقة الاحتلال الكبري» التي تغلبت علي الزعيم النازي آخر 3 سنوات من حياته. الاسرائيليون استخدموا ايخمان في تغذية نيران الحديث عن حرق اليهود، مع ان ايخمان كان الوحيد ايضا الذي رفض اوامر هتلر باعدام مجموعة من الجواسيس في افران معسكر اوشفيتز، وعبر عن رفضه امام «الفوهرر» وجها لوجه. بعد الحرب العالمية قال ادولف ايخمان إن اليهود ضخموا قصة افران الغاز، وزادوا وعادوا في تفاصيل لم تحدث رغبة في استدرار عطف العالم. لكن اليهود ردوا بأن الرجل هو «مهندس المحرقة»، وانه هو الذي اوصل الشعور بالحقد علي يهود اوروبا الي قلب هتلر فاصدر اوامره باحراقهم. ايخمان الذي عاش بعد الحرب مطاردا ومتخفيا، كان يبعث برسائل من آن لآخر عبر الصحافة الاوروبية ليرد علي كذب اليهود، وفي احداها قال: إن الذين اعدمهم هتلر كانوا جواسيس، لم يكونوا عجائز او نساء كما قيل فيما بعد. وفي رسائل اخري قال انه نفذ اوامر الاعدام في المعسكرات الالمانية بوصفه قائدا لا يملك الرفض، الا ان هذا لا يعني اقتناعه، وقال انه رفض فكرة حرق الجواسيس لأنه يعتقد ان الانسانية حتي في اعدام المذنبين - شرف عسكري. لما بدأ العالم ينتبه للذي يقوله ادولف ايخمان، كان عملاء الموساد قد نجحوا في اختطافه من عند باب بيته في الارجنتين. واعد سجن الرملة الاسرائيلي «فرنا» صغيرا عام 1962، وضعت فيه جثة ايخمان بعد اعدامه، ثم خرجت سفينة حربية اسرائيلية بكامل طاقمها، نثرت رماد ايخمان في مياه البحر الابيض الدولية، حتي لا يكون له قبر، ولا نصب تذكاري ولا ذكري.. انتقاما لمحرقة اليهود!