في القرن الثالث عشر استورد كل من السلطان الناصر بن قلاوون والسلطان برقوق عددا ضخما من الخيول العربية من شبه الجزيرة العربية، وفي بداية القرن التاسع عشر استورد أيضاً من الجزيرة العربية محمد علي باشا عددا من أنقي السلالات العربية. وقد امتد عشق الحصان العربي لحفيده عباس الأول الذي أنفق أموالاًً طائلة من ماله الخاص لتنمية ثروة جده من الحصان العربي الأصيل وتكوين أول سجل لأنسابه. هكذا كانت نواة محطة الزهراء للخيول العربية التي تعد من أهم الأماكن عربياً وعالمياً لتربية الحصان العربي وتحتفظ لديها بأنساب أهم عائلات الحصان العربي الأصيل. ومن أهم ما تقدمه المحطة من خدمات السماح للمربين المصريين باستخدام طلائق محطة الزهراء الأصيلة للتزاوج مع أفراسهم العربية، وكذلك ببيع عدد من الأمهار والمهرات من إنتاجها في مزاد علني يقام مرتين سنويا. ورغم عراقة مصر في مجال الحصان العربي إلا أنه بمرور الزمن نشعر بأن بساط الريادة يبدأ في الإنسحاب رويداً رويداً من التراب المصري. والشواهد علي ذلك كثيرة منها انخفاض أعداد المربين العرب والأجانب الذين كانوا في الماضي يواظبون علي الشراء من مزادات الهيئة الزراعية المصرية، التي تفتقر لمقومات مهمة من ترويج سياحي ودعاية منظمة وكذلك التنظيم المبتكر لها. أيضاً فإن التطورات التكنولوجية في مجال تربية الخيول وتغذيتها والعناية الصحية والبدنية بها تستلزم ميزانيات هائلة لمواكبتها.. ولعل من الأخبار الدالة علي تسرب كنز التمييز في الحصان العربي من بين أيدينا، ما نقل عن مشروع إماراتي صيني عملاق لإنشاء مدينة للخيول في الصين باستثمار إماراتي قدره 4 مليارات دولار. ويهدف المشروع إلي تدريب 8 آلاف متخصص في الفروسية وتربية ألف حصان وإقامة مزادات وسباقات عالمية للخيول، وكذلك إنشاء كلية للفروسية ووحدة بيطرية علمية لتوليد الخيول.. وفنادق وقري سياحية. والسؤال لمن يهمه الأمر... أين نحن من فكر الصين؟