منذ انطلاق بطولة الدوري موسم 1948 عجزت أندية الصعيد عن تقديم نفسها واحتلال مركز داخل المربع الذهبي للمسابقة المحلية تاركة المجال لأندية الوجه البحري والقاهرة رغم أن محافظات الصعيد «11» تمثل أكثر من نصف مساحة مصر.. وبلغة الأرقام شهد موسم 1962 صعود المنيا كأول فريق من الصعيد للدوري الممتاز وهبط بعد موسم واحد ليعود للمسابقة بصحبة بني سويف عام 1972 وظلت المنيا صاحبة أفضل جولات بين أندية الصعيد بالدوري تصعد وتهبط في موسم 98 دون انجاز محلي واحد وأفضل مركز احتله الفريق المرتبة الثالثة عشرة حتي أسوان الذي ظهر موسم 1988 لم يكن أفضل حالا من المنيا وظلت تصعد وتهبط حتي موسم 98 خمس مرات وأفضل انجازاته المركز الثالث عشر بالدوري والوصول للمباراة النهائية في كأس مصر عام 1991 وخسر بهدف محمد رمضان أمام الأهلي وحل بترول أسيوط في المركز الثاني عشر الموسم الماضي كأفضل مركز لأندية الصعيد بالدوري. وترقبت جماهير الصعيد الموسم الحالي ليكون موسمًا استثنائيا لكرة القدم بالصعيد لوجود ممثلين في حجم بترول أسيوط والجونة أصحاب الإمكانات المادية لاتباعهم شركات لمنازعة الكبار في الدوري إلا أن ممثل أسيوط هبط رسميا قبل نهاية الدوري بأربع جولات، ممثل البحر الأحمر فريق الجونة يصارع للبقاء بالدوري ليظل السؤال الذي يفرض نفسه علي كرة القدم بأندية الصعيد حتي تري فريقًا بالمربع الذهبي بالدوري مستمرًا؟! «روزاستاد» فتحت هذا الملف لمناقشته مع رؤساء الأندية وبعض المدربين في البداية تحدث رئيس نادي أسوان حسين الناظر عن صعوبة وجود فريق قوي للصعيد في الدوري الممتاز خاصة من أندية جنوب الصعيد في ظل وجود المنظومة الحالية لاتحاد الكرة وتميزهم بين أندية الوجه البحري والصعيد لارتباط المسئولين بالاتحاد بعلاقات خاصة مع رؤساء أندية الوجه البحري والقاهرة تجبرهم علي تحقيق مطالبهم علي حساب أندية الصعيد والجميع يعلم مدي هذه العلاقات والمصالح المشتركة وأضاف أن اتحاد الكرة لا ينظر لمعاناة أندية الصعيد من بعد المسافة عن الوجه البحري والإرهاق البدني الذي يتعرض له أعضاء الفريق من هذه الضربات الطويلة قبل المباريات فضلا عند تكبد خزائن أندية الصعيد لمبالغ كبيرة عند السفر من أسوان إلي القاهرة لخوض مباراة واحدة ثم العودة إلي الصعيد. وواصل الناظر هجومه الشديد علي اتحاد الكرة وأندية الوجه البحري قائلاً إن هناك تفرقة عنصرية رياضية مع أندية الصعيد من اتحاد الكرة ووسائل الإعلام المختلفة لعدم اهتمامهم بفرق الصعيد بالدوري الممتاز «أ» خلاف اهتمامهم بأندية الوجه البحري في الدوري الممتاز والقسم الثاني. وأوضح الناظر أن أسوان ملئ بالمواهب الرياضية في شتي الألعاب الرياضية وأن هناك الآلاف بالمحافظة في مستوي شيكابالا وفاروق جعفر وأحمد الكأس ومحمود صالح وضياء السيد وعلاء عبدالصادق أبناء المحافظة. وأشار إلي أن سوء التخطيط من اتحاد الكرة وراء فشل الأندية الجماهيرية بالصعيد مثل المنياوأسوانوسوهاج والبداري وقنا من التواجد في الدوري الممتاز رغم امتلاكهم المواهب الكروية. واختتم نادي أسوان تصريحاته لصعوبة مشاهدة فريق من أندية الصعيد مستقلا بالمربع الذهبي خاصة الأندية الجماهيرية إلا عندما يتغير النظام الذي يدار به كرة القدم في مصر وتطبيق العدالة بين جميع الأندية مع مراعاة المشاكل المادية والجغرافية لأندية الصعيد. وتحدث عمر شريت المشرف العام السابق لكرة القدم في بترول أسيوط عن المعاناة الشديدة التي تواجه أندية الصعيد بالدوري الممتاز مثل التفريط في أبرز اللاعبين بالفريق لعدم رغبتهم في الاستمرار مع أندية الصعيد لابتعادهم عن الإعلام بخلاف قلة الإمكانات وتعرض اللاعبين لإرهاق بدني عند مواجة فرق الوجه البحري بسبب الدوري المضغوط والسفر كل ثلاثة أيام. وأضاف أن هناك مشاكل أخري داخل أندية الصعيد تقلل من فرص ظهورهم بمستوي طيب بالدوري الممتاز مثل قلة الطموح عند اللاعبين ومجالس الإدارات وعدم الاهتمام بالبنية التحتية وملاعب التدريب. وأشار شريت لغياب التنسيق بين رؤساء أندية الصعيد لمواجهة تحديات المستقبل وقرارات اتحاد الكرة التي تصب ضد مصالح أندية الصعيد. وارجع شريت هبوط بترول أسيوط للقسم الثاني هذا الموسم رغم امتلاك الفريق الإمكانات المادية إلي تفريط إدارة النادي في ابرز اللاعبين والجهاز الفني الذي كان يقوده محمد عامر لرغبته في الرحيل. وأضاف شريت أن إمكانات أسيوط أقل من مثيلاتها بأندية البترول إنبي وبتروجت وعدم قدرة ممثل الصعيد شراء نجوم كبار بالدوري. قال أحمد الصحيفي المشرف العام علي الكرة بفريق الجونة ممثل الصعيد الثاني بالدوري والذي يصارع من أجل البقاء بالدوري رغم امتلاكه الإمكانات المادية أن الجونة واجه صعوبات عديدة هذا الموسم كان يصعب معها احتلال مركز جيد في الدوري مثل ضغط المباريات وسفر الفريق كل ثلاثة أيام للوجه البحري لأداء مباراة واحدة والعودة مجددًا للبحر الأحمر. وأشار إلي أن أندية الصعيد مظلومة للغاية بالدوري ولا توجد مساواة مع أندية الوجه البحري. وتابع الصحيفي: إن الأندية الكبري خاصة الأهلي والزمالك تعلن حالة الطوارئ عندما نخوض لقاء بالصعيد أمام الجونة أو بترول أسيوط لمرة واحدة طوال الموسم بسبب بعد المسافة في الوقت الذي تتوجه فيه فرق الصعيد أكثر من 15 مرة للوجه البحري. وعن قدرة الجونة المنافسة علي مركز متقدم الموسم المقبل في حالة البقاء بالدوري قال الصحيفي إن الفريق استفاد كثيرًا هذا الموسم، وسيسعي للمنافسة علي مركز متقدم الموسم المقبل في حالة توفر العدالة بين جميع الأندية. ومن المدربين تحدث جمال عبدالحميد لاعب الزمالك السابق ومدرب سوهاج السابق وقال إن الصعيد يملك كنوزًا رياضة في شتي الألعاب الرياضية وأن قري ونجوع الصعيد بها مواهب كروية لا مثيل لها ولا تستطيع فرق الصعيد الاستفادة منها بسبب الروابط القبلية وخضوع رؤساء الأندية لرغبة الأهالي في انتقال لاعبيها لأندية القاهرة. وتابع أن تجربته مع سوهاج مثلا كانت طيبة للغاية مشيرًا إلي انعدام الإمكانات المادية والتي حالت دون عودة الفريق للدوري الممتاز. وأشار إلي أن صعود فرق الصعيد للدوري ثم هبوطها بعد موسم أو اثنين يرجع لهروب المواهب الكروية لأندية القاهرة وقلة الإمكانات المادية وحصر الدكتور جمال محمد علي نقيب الرياضيين بأسيوط والمدير الفني الحالي لفريق بترول أسيوط ووكيل كلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط والمستشار الرياضي لمحافظة الوادي الجديد مشاكل أندية الصعيد بالدوري وعدم قدرتهم للبقاء في الدوري. إلي الواقع الجغرافي لأندية الصعيد وبعد المسافة بين أندية الصعيد وباقي الأندية وضعف الإمكانات المادية بالأندية ومستوي قاعدة الناشئين ورفض اللاعبين البقاء ضمن أندية الصعيد لشعورهم بالغربة والابتعاد عن الإعلام حيث رفض رضا جمعة مصطفي جعفر أثناء فترة الانتقالات الشتوية الانضمام لرفيق بترول أسيوط من إنبي. وأضاف المستشار الرياضي ونقيب الرياضيين بأسيوط أن أندية الصعيد لن تنافس أبدًا علي بطولة الدوري في ظل النظام الحالي لاتحاد الكرة الذي يتلاعب برؤساء أندية الصعيد بوعود وهمية قبل الانتخابات وعدم مساندة الأندية بعد الانتخابات فضلاً عن غياب التنسيق بين رؤساء أندية الصعيد لمواجهة التحديات الرياضية والوعود الزائفة لاتحاد الكرة.