اختلطت الدموع بالزغاريد في محافظة الدقهلية اثناء تشييع جنازة الشهيدين احمد سليمان محمد ومحمود رضا جاد من افراد القوة المصرية العاملة ضمن قوات حفظ السلام بدارفور اللذين استشهدا امس الاول اثناء تأدية مهام عملهما. ووصل جثمانا شهيدي السلام الي قريتي الكردي بمركز منية النصر والاتحاد التابعة لمركز ميت سلسيل قبل صلاة الظهر في جنازة رسمية وحضر مراسم دفن الشهيدين مندوب عن رئيس الجمهورية ومندوبان من القوات المسلحة والقيادات الشعبية والتنفيذية. وفي قرية الاتحاد استقبل الاف المشيعين جثمان الشهيد احمد سليمان محمد سليمان 19 سنة حاصل علي دبلوم صنايع «العائل لاسرته منذ نعومة اظافره وعمره 6 سنوات حيث يعول شقيقيه محمد يدرس بالازهر وايمان بالصف الثالث الاعدادي. وكان يعمل في تصليح الاجهزة الكهربائية وينوي اتمام خطبته بعد عودته من دارفور ويخدم بقوات حفظ السلام منذ خمسة شهور. واندفع المئات من اهالي القرية علي جثمان الشهيد داخل المسجد الكبير بالقرية وحاول امام المسجد تهدئة المصلين. واضطر الي احضار قوات الامن داخل المسجد لتهدئتهم والقيام بصلاة الظهر دون صلاة السنة وتم تشييع الجثمان داخل سيارة الاسعاف بمعرفة القوات المسلحة. وأكدت عزة عقيدة «والدة الشهيد» أن آخر اتصال مع احمد كان يوم الثلاثاء الماضي واصر علي اطالت المكالمة وكأنه يودعنا وكان هو العائل الوحيد للأسرة نظرا لوفاة والده. وفي قرية الكردي شيع الاف المواطنين جثمان الشهيد محمود رضا جاد 21 سنة حاصل علي دبلوم صنايع من مسجد ابوجبهة واصرت والدته فتحية محمود علي سلامة ان تدخل المسجد وتقبيله في مشهد ابكي جميع الحضور وحاول أهلها اخراجها بالقوة وهي تبكي ابنها «اليوم عرسك يا ابني كان نفسي اشوفك عريس جيت لي شهيد» وعلا صوت النساء «الله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله» ولم يتمكن خطيب المسجد من تهيئة المواطنين للجلوس في المسجد واحتشد المواطنون في المسجد حتي ضاق بهم المسجد علي سعته حيث شارك في تشييعه المدينة بالكامل. وجلس رضا جاد «والد الشهيد» في المسجد يقرأ القرآن الكريم امام الجثمان وقال: تلقيت اتصالاً من كتيبته صباح يوم السبت واخبروني ان ابني استشهد هو وزميل له فكانت صدمة كبيرة ولكنني احمد الله علي قضائه وآخر مرة كلمته فيها كان يوم الخميس الماضي حيث طلبني من هناك ليسلم علي وعلي أمه واخوته بعد ان سافر منذ 41 يوماً وطمأني علي نفسه وقال انا هنا في احسن حال.