ضمن احتفالات محافظة شمال سيناء بعيد تحرير سيناء افتتح الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية واللواء مراد موافي محافظ شمال سيناء معرض المعارض للمقتنيات 2010 ،هذا المعرض الذي أصبح من أهم المعارض الطوافة بعد أن قرر شعلان أن يقام هذا المعرض السنوي في كل محافظات الجمهورية مما يتيح لمزيد من التفاعل والمشاركة بين فناني مصر ويسهل علي فناني الأقاليم متابعة الأحداث الفنية ويكسر بذلك إحساس الغربة والعزلة الذي ينتاب بعضهم. أقيم المعرض في دوراته السابقة في مدينة الإسكندرية ومدينة بورسعيد، وهذا العام يقام في مدينة العريش وسوف يقام العام المقبل بمدينة المنصورة. ذهبنا إلي متحف العريش القومي للآثار والذي هو بمثابة صرح مشرف للثقافة المصرية في تصميمه وتنظيمه وما يحتويه من تراث سيناوي من زي وحلي وعادات وتقاليد، استقبلتنا الفرقة القومية للفنون الشعبية بالعريش بأغانيها البدوية المميزة وأزيائها التراثية، ثم قمنا بجولة لافتتاح معرض إبداعات سيناوية وهو معرض موازٍ «لمعرض المعارض» ضمن فعاليات المهرجان، حيث شاهدنا أعمال 17 فنانا سيناويا ما بين أشغال يدوية ولوحات تصوير زيتي وتصوير فوتوغرافي ونحت كلها أعمال من وحي التراث والطبيعة في مدينة العريش. يقول الفنان مصطفي بكير قومسير عام معرض المعارض وهو من أهم فناني العريش«سيناء عبق التاريخ.. ومهبط الرسالات.. حباها الله بالمناظر الخلابة زرقة البحر.. وفيروزية السماء والأرض الذهبية والنخيل بشموخه وتيجانه الخضراء وغابات الزيتون رمز العطاء والسلام.. هذه الطبيعة الخلابة ونقاء الهواء جعلت الإنسان علي أرض سيناء فنانا بطبعه. ولقد أعطي فنانو سيناء التشكيليون الرواد المبدعون وطنهم الغالي الكثير إبان معارك 67 وحرب الاستنزاف ومعركة التحرير الكبري أكتوبر 73، وكان أول معرض لهم علي أنقاض خط بارليف بمدينة القنطرة شرق بعد التحرير مباشرةً وتوالي أصحاب الرسالة في العطاء وسجلوا بلوحاتهم العودة إلي أحضان الوطن الأم ومعركة البناء والتنمية بل حملوا سيناء المستقبل إلي العالم كله ليعلنوا أن سيناء الأمس كانت مسرحًا للعمليات العسكرية أصبحت اليوم مسرحًا للبناء والتعمير والسلام». وبالطبع فإن معرض إبداعات سيناوية هو معرض موازٍ أي إنه خارج الاقتناء أما معرض الاقتناء فهو يتم اختياره وتقييمه من قِبل لجنة الاقتناء التي تضم كبار الفنانين والنقاد واللوحات تؤخذ من الفنانين الذين أقاموا معارض فردية أو شاركوا في معارض جماعية في الموسم الفني «2009-2010»، وهذا يوضح مستواه الجيد. شارك في المعرض 114 فنانا بأكثر من 150 عملا فنيا في جميع مجالات الفنون من رسم، نحت، تصوير، خزف، تصوير فوتوغرافي، وشارك فيه فنانون من مختلف الأجيال، فنجد جيل الأساتذة أمثال أحمد سطوحي وعبدالسلام عيد وعصمت داوستاش وفاروق شحاتة وفاروق وهبة ومصطفي عبدالوهاب وعبدالوهاب عبدالمحسن بأعمالهم المميزة التي تعتبر علامة من علامات الفن المصري المعاصر، كما نجد جيل الشباب بتجاربه ومحاولاته التي تنبئ بمستقبل مبشر لما هو قادم أمثال كلاي قاسم، أحمد الجعفري، سامية عبدالمنصف وغيرهم الكثير. هذا المعرض يعتبر بمثابة بؤرة ضوء يلقيها قطاع الفنون التشكيلية كل عام في إحدي بقاع مصرنا المحروسة ليظل التواصل بين الأجيال وبين كل فئات الشعب في كل مكان في مصر.