ديك النهار فعلت كما يفعل اغلبنا ... يعني ضربتللي برنامجين توك شو من بتوع الفضائيات علي واحد حكومي علي حداشر جرنان اشي معارضة علي حكومة علي معاهم معاهم عليهم عليهم وحبست بجرنان اصفر لزوم الهضم والمحصلة ايه ؟ اكتئاب حاد ... اول مرة افهم يعني ايه سواد ... قوم حصللي تغيرات فجائية ف شكلي وانا قاعد... تمام زي اللي حصل للعظيم توفيق الدقن في فيلم كوميدي مش فاكر اسمه اما اتفق مع حبيبته يخطفها علشان يتجوزها فرجالته خطفوها ولفوهاله جه يفك اللفة لقاها والعياذ بالله حماته قام صارخ ... يا عكرة ... وشعره طقطق ابيض وعجز في مكانه ونقلوه مستشفي الامراض العقلية .. وده بالظبط اللي حصللي شعري طول ودقني نبتت من الاكتئاب وهالات سوده بقي تحت عنيا وهيصة و حسيت ببوادر امراض الشيخوخة ودوار بحر ف عبوة واحدة .... يعني يا جدعان مافيش حاجة حلوة خالص ... مافيش حد يطلع علينا يشجع حد عمل حاجة كويسة ف البلد دي ... كله ضرب ضرب مافيش شتيمة خالص ... المهم بعيد عنكوا قلت مابدهاش جهزت كل العدة علشان اخلص العالم من واحد متفائل جبان زيي وظبط بقي كوباية زرنيخ علي مسدس سريع الطلقات لزوم الايقاع علي حبل مشنقة مدلدل م السقف وشربتللي قزازتين حاجة ساقعة علشان اتشجع ... ولسه هاقدم علي اختيار الوسيلة المناسبة اتصلوا بيا من مركز الابداع علشان عندي امتحانات الدفعة الجديدة للمركز ... قلت للي كلمني مش فاضي والله ورايا انتحار ... قاللي خلص وبكره الجمعة اجازة ابقي انتحر براحتك ... صدقت اللي كلمني ونزلت علي المركز لحضور لجنة الامتحان وفي الواقع اكتشفت اني هاضطر أأجل عملية الانتحار دي شوية لان عدد المتقدمين للامتحان ف المركز 4500 متقدم يعني علي ماخلصهم هاكون مت موتة ربنا ..(ومركز الابداع لمن لا يعلم فكرة لوزير الثقافة فاروق حسني لرعاية الموهوبين ف مجالات التمثيل والاخراج وتصميم الديكور والازياء في منحة دراسية مجانية لمدة عامين بتمويل من صندوق التنمية الثقافية ومديره دمث الخلق المهندس محمد ابو سعدة تحت اشرافي الفني) ... وابتدت الامتحانات ومع مرور الوقت بصيت لنفسي واندهشت الاعراض بتاعة الاكتئاب ابتدت تزول واحدة واحدة يعني لقيت شعري بيقصر ودقني بتلمع زي ماكون حالقها بمكنة حداشر موس والهالات السودة بتختفي من تحت عنيا ولا افلام هاري بوتر واعراض الشيخوخة بتروح ... ليه بقي ... لاني لقيت باب نور ف وسط العتمة .... باب نور كبير ... طوفان من المواهب الحقيقية اللي تفرح الروح وتشرح القلب اصوات شبه اسمهان علي فريد علي حليم علي وديع الصافي وطاقة كوميديا وتراجيديا لممثلين شبان رائعين جايين من كل حتة ف مصر وحاوطتني بؤر النور اللي جاية من تراب مصر واحترت اختار مين والا مين ... الاختيار صعب .... صحيح طبعا ف النص كان فيه مواهب م اللي تجيبلك تخلف عقلي لان محدش وجههم لاحلي حاجة فيهم واكتر حاجة ممكن ينجحوا فيها ... لكن الجانب المضئ كان اكبر ... شوفوا انا راجل ماحبش افتي غير ف مجالي يعني الفن هو ده اللي انا اتعلمته وباعرف اعمله كويس .... بس سألت نفسي سؤال عبيط ... هل لو تجربة مسرح مركز الابداع في البحث عن الشباب المبدع في مجال الفن ورعايته مجانا وتقديمه للوسط الفني ف مصر اتكررت مع مجالات تانية مش كان راح الاكتئاب من حياتنا يعني تصوروا معايا لو ده حصل ف الرياضة والادب وحتي الطب والهندسة بس من خلال البحث عن النابغين في المواد المؤهلة للطب والهندسة والرياضيات وغيرها من مختلف المجالات ... طب فاكرين مهنة الكشاف بتاع زمان ... وانا صغير كان فيه واحد عظيم اعتقد ان اسمه كان (عبده البقال) الراجل ده كان بيجوب نوادي مصر لاكتشاف الموهوبين ومرة عدي علي نادي اسمه نادي النصر لقي فيه حته دين لعيب ... كان ممكن يسيبه ومانشوفوش ابدا وساعتها ماكانش هيبقي فيه اسطورة الكورة في مصر وافريقيا (محمود الخطيب) .... لو جيبنا الجيل المخضرم الرائع ف كل مجال ودورولنا علي خلفائهم في مجالاتهم مش هايكون احسن من البكا والغم والعكننة لو خلصت النية وساهم كل مصري في اظهار اخوه الموهوب مش هايكون احسن وبالمناسبة ماتصدقوش ابدا كلمة ان الموهوب بيخاف علي مكانه فبيدفن الآخرين ... الموهوب الحقيقي مابيخافش ... قصره انا دلوقتي عندي امل ف بكرة وف اسعد حالاتي وبعد ماكنت باقول يا ليلة سودة بقيت باقول كلام جميل من عينة ... مصر بخير ودهب مرجان ياقوت مواهب احمدك يارب والحياة بقي لونها بمبي ... بمبي وانتظروا المواهب الجديدة قريبا في الدفعة التالتة علي خشبة مسرح مركز الابداع.