يبدو أن الهند والصين اصبحتا مصدراً لإزعاج العالم فمع النمو المطرد في اقتصادهما تسببتا في اشتعال أزمة أسعار الغذاء والتي وصلت ذروتها في فبراير 2008 باعتبارهما أكبر قوتين استهلاكيتين كما تسببتا أيضا في ارتفاع أسعار السكر والحديد وها هما اليوم تشعلان أسعار الغزول نتيجة لوجود عجز كبير في إنتاجهما فضلاً عن قيام الهند بإلغاء الدعم علي الغزول والمقدر ب7.5% وتتردد حالياً شائعات وسط صناع الغزول في مصر عن نية الحكومة الهندية لوقف تصدير الغزول ، رغم انها أكبر منتج له في العالم وهو ما ينذر بأزمة كبيرة في صناعة الغزول داخل السوق المصري ويهدد استثمارات ب20 مليار جنيه في 100 مصنع قطاع عام وخاص واستثماري خاصة أن تلك المصانع تلجأ إلي استيراد نحو مليوني قنطار سنوياً لاستخدامها في تصنيع الغزول القصيرة والمتوسطة والتي لا تنتج محلياً نتيجة لزراعة القطن طويل التيلة فقط وبين تقرير لغرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات أن أسعار الغزول حققت زيادة كبيرة بلغت 100% خلال الربع الأول من العام الجاري حيث ارتفعت من 2.3 دولار إلي 4.4 دولار للكيلو. وأكد التقرير أن مصانع الغزل مهددة بخسائر فادحة خاصة وأنها مرتبطة بعقود تصديرية طويلة الأجل فضلا عن عقود داخلية خاصة بالوزارات والهيئات الحكومية وطالب محمد المرشدي رئيس الغرفة الحكومية بإعادة النظر في تلك التعاقدات وفقاً لمتغيرات الأسعار كما شدد علي أهمية زراعة الأقطان القصيرة والمتوسطة التيلة لحل أزمة الغزول وتجنب تقلبات الأسعار العالمية مشيراً إلي تراجع استخدام القطن طويل التيلة عالمياً. إذ يتراوح استخدامه في التصنيع ما بين 3% -5% وأوضح المرشدي أن ارتفاع أسعار الغزول سيتسبب في إحجام التجار عن الشراء بتلك الأسعار مما يرفع من قيمة مخزون الإنتاج بالمصانع ويقلل من طاقتها الإنتاجية فيما شدد مجدي طلبة رئيس المجلس التصديري السابق للملابس الجاهزة علي أهمية توفير أراض جديدة لزراعة الأقطان القصيرة والمتوسطة لافتاً إلي تراجع المساحات المزروعة بالقطن خلال هذا الموسم لتصل إلي 285 ألف فدان فقط وهو انخفاض لم يحدث منذ 150 عاماً كما شدد علي ضرورة زيادة الدعم التصديري للغزول من 8% إلي 12% لمواجهة المنافسة العالمية بعد الزيادات الرهيبة في أسعارها وأكد طلبة علي أهمية تخفيض الفائدة البنكية إذ تعتبر مصر من أعلي الفوائد البنكية في العالم إذ تتراوح ما بين 16% - 18% سنوياً مقابل 4% - 6% لدول أمريكا واليابان و3% - 5% لدول جنوب شرق آسيا وطالب رئيس المجلس التصديري للملابس بأهمية تخفيض تكلفة الإنتاج عن طريق تقسيط أسعار الغاز والكهرباء والمرافق فضلاً عن إلغاء ضريبة المبيعات علي السلع الرأسمالية والتي تحد من قدرة المصانع علي تحديث خطوط الإنتاج. ومن ناحيته توقع باسم سلطان رئيس لجنة الكويز بالغرفة الأمريكية أن يحدث انكماش كبير في الطلب علي الغزول بعد ارتفاع أسعارها مما يهدد بخسائر كبيرة للمصانع المحلية وطالب بإلغاء 5% جمارك علي واردات الغزول للمساهمة في حل الأزمة بينما أكد سيد البرهمتوشي عضو غرفة الصناعات النسيجية أن صرف دعم 275 قرشاً لكل كيلو غزل لم يعد لها «لزمة» خاصة أن الزيادة في الأسعار العالمية فاقت كل التوقعات لتسجل 1600 جنيه ارتفاعاً في طن الغزول مطالباً الحكومة بإعادة النظر في قيمة هذا الدعم.