مرت الخميس الموافق 15 من إبريل ذكري رحيل الفنان هاني الجويلي، الذي رحل عن عالمنا عام 2007 إثر حادث علي طريق مصر الإسكندرية. وفي مفارقة غريبة، كما يقول كمال الجويلي شيخ النقاد ووالد هاني: وافقت الذكري الثالثة لرحيله وصول صندوق يحوي أعمال كان هاني شارك بها منذ سنوات في بينالي إيطاليا، وعندما أراد الاتحاد الدولي في باريس أن يرسل له مجموعة من الأعمال شارك بها منذ سنوات في بينالي إيطاليا، ولم يعرفوا أين ستوجه هذه الأعمال بعد رحيله، ومن دقة بحثهم، أرسلوها إلي فنان مصري عضو في الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي، وكانت موضوعة في صندوق كتب عليه بخط يد هاني، وهي عبارة عن ثماني لوحات من أحدث أعماله، تأخذ اتجاه التجريد اللوني بالفوتوغرافيا، فأردت أن أعرضها في ذكراه هذا العام في معرض خاص، لكن الأسرة اقترحت أن ننتظر معرضا جماعيا أو مسابقة سنوية أو بينالي للتصوير الفوتوغرافي لنقدمها به لقلة عدد اللوحات. وأكمل الجويلي: أعمال هاني دائما محيطة بي ومعتز بها، ويوجد لوحة أضعها أمامي باستمرار تحمل بورتريه لهاني، مطبوعة من "النساجون الشرقيون" علي قماش، كان يرتدي فيها ملابس شرقية وغطاء رأس وهي من أفضل اللوحات، وقد قدمت هذه اللوحة لي من زملاء هاني في مناسبة ذكراه، وهي عبارة عن جدارية كبيرة علي قماش ارتفاع 2.5 متر، علقتها أمامي في الصالون لأشاهدها باستمرار، بالإضافة إلي عدد كبير من أعمال هاني أقدمها في أي مناسبة أو معرض. وعن احتفال الأسرة بذكري رحيله هذا العام قال: أقمنا ذكراه في المنزل يوم الجمعة، حضرها الكثيرون من الأصدقاء والأقارب، وفي النهاية أقول له في ذكراه الثالثة "أنت لم تغب عن عيني لحظة واحدة". تخرج الفنان الراحل في كلية الفنون التطبيقية قسم الزخرفة التطبيقية جامعة حلوان عام 1992، واستطاع أن يحصل علي عضوية نقابتين معا وهما: نقابة الفنانين التشكيليين، ونقابة مصممي الفنون التطبيقية. أقام أول معارضه الفنية وهو في الخامسة من عمره، أقام له الناقد محمود بقشيش معرضا خاصا في أتيليه القاهرة، وشارك في افتتاحه الفنان الكبير صلاح جاهين، الذي أعجب بإحدي لوحاته التي صورت بنتا جميلة، واشتراها وقتها بخمسة جنيهات، واحتفظ بها في مكتبه طوال حياته إعجابا بالموهبة. أقام فترة في إيطاليا، قدم فيها الحياة الإيطالية والطبيعة والمشاهد والتاريخ والتراث الإيطالي، ثم عاد الجويلي إلي وطنه محملا بخبرات جديدة اكتسبها من الخارج، ودفعه حماسه إلي إقامة معرض بأتيليه القاهرة في فبراير عام 2000، وبعدها بشهرين أقام آخر في المعهد العالي للفنون التطبيقية بمدينة 6 أكتوبر، قدم فيها الطبيعة المصرية، فصورها من الأقصر وأسوان حتي الإسكندرية، ومن أعماله الشهيرة لوحات عن الأسفلت، التي قدمها في معرض خاص تحت عنوان "صحراء المدينة"، أما عن آخر أعماله التي قدمها في آخر معارضه فكانت تحت عنوان "بني آدم"، التي تناول فيها الشخصيات المصرية البسيطة في الشارع المصري. حصل في حياته علي عدد من الجوائز منها أربع جوائز في صالون الشباب السنوي، وجائزة الدولة للإبداع الفني الفوتوغرافي عام 1998، وشهادة تقدير من الجمعية المصرية للنقاد عن المشاركة في مسابقة نقدية عن فن وحياة الفنانة تحية حليم عام 1994 . كما اشترك الجويلي مع بعض الفنانين في إقامة معارض ثنائية، ولم يبخل في التبرع بريع بعض أعماله في معرض "فناني مصر لصالح شهداء القدس". وابتكر هو وأصدقاؤه معرض اليوم الواحد الذي أقيم بقاعة الهناجر. وما لبث أن سلك أيضا طريق النقد كوالده الناقد الكبير، وقام بتحليل الفن والمعارض التشكيلية في عدة إصدارات، وأصدر كتاب "النصوص والفوتوغرافيا - دنيا وعلامات لأشياء أخري"، ومن أهم أعماله مجموعة فوتوغرافيات السمبوزيوم الدولي للنحت بأسوان، وآخر معرض شهد إبداعه في الخارج هو "علي حافة الذاكرة"، في مدينة حلب بسوريا وكان بمناسبة احتفالياتها كعاصمة للثقافة الإسلامية.