يشكل رجال السياسة لأي دولة سياستها الخارجية ويوجه نخبتها المحنكون دفتها من خلف الكواليس في بحر العلاقات الدبلوماسية ونشرت مجلة فورن بولسي الأمريكية في عددها الشهري لمارس - أبريل عن شخصيات دبلوماسية ساهمت في إعداد الأجندة العالمية لقوي العالم المنبثقة بالوقت الراهن مثلما نهج كيسنجر بسياسة الولاياتالمتحدة الخارجية منذ أكثر من 50 عاماً، مدرجة اياهم في «قائمة كيسنجر الدبلوماسية العالمية». وعلي رأس هؤلاء الشخصيات لي كيوان يو رئيس الوزراء السنغافوري السابق والمستشار الوزير حالياً وهو منصب أعد خصيصاً له. يعرف يو (86 عاماً) برسول النموذج الآسيوي للنمو حيث مزج بين التحرر الاقتصادي والحكم السياسي الصارم في بلاده دافعاً اياها إلي نمو اقتصادي غير معهود لها من قبل خلال فترة رئاسته للحكومة آنذاك. يأتي في المرتبة الثانية سيلسو أموريوم وزير الخارجية البرازيلي الذي استطاع أن يحدث توازناً حقيقياً بين الولاياتالمتحدة والجيران الشماليين للبرازيل من فينزويلا وكوبا في الوقت الذي تؤسس فيه بلاده تحالفات أخري مع القوي المنبثقة المختلفة، ويعتبر أموريوم (67 عاماً) من الشخصيات الدبلوماسية الأكاديمية المثيرة للجدل حيث قام بمقارنة تكتيكات التفاوض للدول الغنية بفن التكتيكات لجوزيف جوبلز المبنية علي الأكاذيب. ومتحدثاً لحلفائه من روسيا والهند والصين، قال أموريوم «كل لديه تصوير جديد لظهور القوي بالعالم.. ولا يمكن أن ننقاد من خلال وجهات النظر القادمة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي.. يجب أن ننظر من خلال منظورنا». ويحتل المرتبة الثالثة تركي الفيصل سفير المملكة العربية السعودية السابق في بريطانيا والولاياتالمتحدة والمدير الأسبق لإدارة المخابرات العامة السعودية حيث ساعد الابن الأصغر للملك فيصل الراحل باعتباره رئيس المخابرات العامة في تمويل وتنظيم المقاومة الأفغانية ضد احتلال قوات الاتحاد السوفيتي. كما ظهرت دبلوماسية تركي (65 عاماً) المحنكة في وقت ما كان سفيراً بريطانيا وأمريكا عقب فترة أحداث الحادي عشر من سبتمبر قبل أن يستقيل من منصبه في 2006 .