أسباب مجهولة وأهداف غامضة سيطرت علي اجتماع د.محمد البرادعي رئيس ما يسمي بالجمعية الوطنية للتغيير ب«10» من النشطاء الحقوقيين والذي نظم بطريقة شبه سرية في مقر منزله الثلاثاء الماضي ولم يسفر عن شيء رغم أنه استمر قرابة الثلاث ساعات. اللقاء أثار عدة تساؤلات تتعلق بمفهوم المنظمات المشاركة فيه عن الحيادية والشفافية والتي ينادي بها في جميع المؤتمرات العامة ومن خلال البيانات علماً بأن اجتماعهم وبهذه الطريقة التي تم بها أطاح بعرض الحائط بهذه الفكرة وعلي حد تعبير معلقين من الوسط الحقوقي. كما أن البرادعي أهتم بتوجيه الدعوة لنشطاء أغلبهم من أصحاب الفكر اليساري متجاهلاً تركيبة المجتمع المدني المصري بل وأنه يصر وفي استعلاء شديد علي استدعاء القوي السياسية لمقابلتهم في منزله الكائن علي طريق القاهرة - الإسكندرية رافضاً الذهاب لأحد مما أثار استياء بعض الحقوقيين معتبرين إياه ظاهرة ينتظر الناس لكي تحج إليه. إعلان ضمني وفي هذا السياق قال نجاد البرعي مدير المجموعة المتحدة للاستشارات القانونية: إنه يجب علي الحركة الحقوقية أن تنأي بنفسها عن الشأن السياسي مستطرداً البرادعي مثله مثل أيمن نور أو أي قيادة حزبية حيث أصبح حالياً رقماً في المعادلة السياسية مشيراً إلي أنه إذا أراد التعرف علي نشطاء المجتمع المدني فعليه أن يأتي لأماكن الحركة الحقوقية. وأضاف البرعي أن اللقاء بمثابة إعلان ضمني من قبل المنظمات المشاركة فيه بالمساندة والدعم للبرادعي متسائلاً كيف يمكن لها أن تمارس دورها في إطار الشفافية والحيادية خاصة أننا مقبلون علي مرحلة خطيرة قاصداً الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة مستطرداً أنا لا أستطيع أن أفهم فكرة التزام البرادعي بمقر منزله كمكان لعقد مثل هذه اللقاءات كما لو كان يريد أن تحج الناس إليه!! تساؤل هام اللافت أن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان والذي يرأسه بهي الدين حسن أحد المشاركين أصدر بياناً في اليوم التالي من عقد هذه الزيارة أشار من خلاله أن منزل البرادعي يعد المقر المؤقت للجمعية الوطنية للتغيير معتبراً أن الاجتماع جاء في إطار سعي منظمات حقوق الإنسان بالإطلاع علي وجهات نظر عدد من الفاعلين السياسيين من قضايا الإصلاح السياسي مما يثير تساؤلاً هاماً من يسعي لمن؟! هل المرشح الذي يريد دعم المواطنين أم المواطنين أنفسهم والقوي السياسية والمدنية التي من المفترض أن تطالب ببرنامج عمل واضح ومحدد الأهداف. رفض المشاركة وفجر حافظ أبوسعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان مفاجأة من العيار الثقيل حيث كشف ل«روزاليوسف» أن بهي الدين وجه له الدعوة ولكنه رفض المشاركة قائلاً كيف أوافق علي المشاركة وأنا سأقوم بمراقبة الانتخابات المقبلة مستطرداً لابد من الحرص علي الحيادية مضيفاً من الممكن تنظيم اللقاءات المعلنة لجميع المرشحين علي حد سواء ومشاركة المنظمات فيها دون أن تتخذ موقف المساندة والدعم. مناضل الكليك من جانبه شدد سعيد عبدالحافظ مدير ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الإنسان علي أن المستلقين قاصداً البرادعي وأمثاله مكانهم الطبيعي المنتديات العامة والفيس بوك قائلاً إن هؤلاء غير قادرين علي إحداث أي تغيير واقعي مستطرداً إذا أراد البرادعي الترشيح للانتخابات الرئاسية عليه أن يذهب للأحزاب لتقديم نفسه ويكف عن نضال الإنترنت الذي أطلق عليه نضال «الكليك» ومن ثم أنا لست مهتماً بحضور مثل هذه اللقاءات لأنني غير معني بظاهرة البرادعي. جرح الشفافية وأيده ماجد سرور مدير مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعايةالمجتمع المدني قائلا من المنطقي أن يذهب البرادعي للمواطنين طالباً المساندة إذا كان لديه برنامج انتخابي قوي وأبدي دهشته من مشاركة بعض المنظمات في هذا الاجتماع معتبراً أنهم بذلك جرحوا فكرة الشفافية. وأضاف المجتمع المدني ليس معنياً بالصراع علي السلطة وإلا بذلك يكون قد وقع في خلط شديد بين العمل الحقوقي والسياسي. هدف اللقاء إذا أراد البرادعي مقابلتنا لكان عليه أن يحدد موعداً لاستضافته في مقر المركز هذا ما أكده ناصر أمين مدير المركز العربي لاستقلال القضاء قائلاً نرفض فكرة الذهاب إليه حيث لابد من الوقوف علي مسافة مشتركة مضيفاً أن المنظمات يجب عليها أن تكون محط طلب مختلف القوي التي تريد التعرف علي رؤاها إذا كان هذا هو الهدف الحقيقي من اللقاء علي حد تعبيره. فيما شكك أيمن عقيل مدير مركز ماعت للسلام وحقوق الإنسان في جدوي هذا اللقاء قائلاً لم نعرف هل الهدف منه زيارة أحد الأشخاص الذي يدعي الاهتمام بعملية التغيير أم لأنه مرشح للرئاسة متسائلاً أين الأهداف التي ينادي بها لكي نناقشها علي مستوي جميع منظمات المجتمع المدني؟