رغم العداء التاريخي بين الناصريين والإخوان إلا أن الجماعة المحظورة تسعي لاستغلال شرعية الأحزاب حتي لو كانت علي أجندة مختلفة وعقدت لقاء مع قيادات بالحزب تحت شعار الحوار مع الناصري. اللقاء الذي أكدت مصادر بالحزب أن مصيره الفشل لأن الجماعة لا عهد لها ولا تنفذ وعودها مع الأحزاب كما أن هذا الحوار جري علي أرضية مختلفة تمامًا.. والجماعة يجب أن تعتذر عما حاولت أن تفعله في الماضي مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عندما حاولت اغتياله في ميدان المنشية عام 1954. وأوضحت مصادر بالحزب أنه تم عقد لقاء مشترك بين قيادات بالحزب وممثلين عن الجماعة انتهي إلي «لا شيء» وأن نتيجة هذا الاجتماع ستكون نفس المصير لأن هدف الجماعة منه مجرد الخروج من مأزقها الحالي بعد التضييق عليها والسعي لتحقيق مصالحها من خلال الأحزاب. وكعادتها أثارت الجماعة ودعواتها للتنسيق مع الأحزاب الفتنة داخل الناصري بسبب رفض عدد من قيادات الناصري الحوار مع المحظورة المعروف عداؤها التاريخي للناصريين. من جانبه اعترف د. محمد أبوالعلا نائب رئيس الحزب بأن هناك قضايا خلافية وجدلية لا يمكن الاتفاق عليها مع الجماعة نظرًا لاختلاف رؤية الحزب وأجندته مؤكدًا أنه يمكن التنسيق حول قضايا مثل الديمقراطية وإنهاء حالة الطوارئ حتي لو كان التنسيق مرحليا. وأشار إلي أن الحزب سوف يقوم بعرض القضايا التي تم طرحها للتنسيق علي المستويات العليا في المكتب السياسي والأمانة العامة لاتخاذ قرار حولها. وقال د. محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية رحبنا بالإخوان كزائرين وليس من أجل أي أعمال مشتركة لأن موقف الناصريين منهم لن يتغير خاصة وأن ثوابتهم تجاه الدولة المدنية ظلت كما هي دون تطوير لرؤيتهم. وأشار إلي أنه وبصفة شخصية كان يرفض إجراء أي لقاءات معروفة النتائج مسبقًا وذلك مع أي قوي سياسية تنظر للأحزاب نظرة دونية كمجموعة البرادعي علي سبيل المثال. وقال أحمد عبدالحفيظ الأمين المساعد «كنا نعلم أن تحركات الإخوان تستهدف إضفاء صورة إيجابية علي صورتهم في المجتمع بعدما استبعدتهم الأحزاب من ائتلافاتها لأن الإخوان كعادتهم يعملون من خلال رسائل موجهة سواء للأحزاب ولذلك لم تتوقع أن تثمر عن جديد كغيرها من الزيارات المكررة.. خاصة وأن القوي السياسية ليس لديها أجندة مسبقة مع جماعة الإخوان. ولفت إلي أن خيانة الإخوان لضياء داود بالتحالف مع عناصر لإسقاطه لن تخيل مجددًا علي الناصريين الذين استوعبوا الدرس جيدًا. واعتبر الحراك الذي تحاول جماعة الإخوان الظهور به بالغامض لأنه يظهر الرحمة شكلاً ويبطن من الداخل أمورًا أخري بعيدة عن مصلحة الوطن أو مصلحة القوي السياسية معًا ويكفي القوي بأن كافة القوي السياسية لم تتخلص بعد من العداء الأيديولوجي والتاريخي الأمر الذي يظهر في مؤتمراتهم وتساءل إذا كانت محاولات التنسيق جادة فلماذا لا يتضح ذلك في الأجندة أو حتي استطلاع رأي القواعد في الحوار قبل إجرائها. وتهكم عبدالحفيظ علي تحركات الإخوان قائلاً «يرفضون مبادئ وأفكار العلمانية ويعلنون مساندتهم للبرادعي صاحب الفكر العلماني.. ويهاجمون الحزبية والأحزاب ثم يطرحون مبادرات للتعاقد معهم». ومن جانبه دعا محمد عبدالحفيظ عضو المكتب السياسي الإخوان بعدم اللجوء للتنسيق مع الأحزاب من أجل الانتخابات وأضاف يجب أن تقاطع جميع القوي السياسية الانتخابات.