وسط آلاف المخطوطات في خزينة الأوقاف السرية الملحقة بمسجد «السيدة زينب» كشفت روزاليوسف عن مصحف فريد من نوعه يثير جدلاً واسعًا بين علماء الأوقاف والأزهريين حول الشائعات التي تتردد عن أن الجن كتب المصحف كاملاً علي لوحة مساحتها 88 * 58سم، بينما يقول المعارضون إن الملائكة هم الذين فعلوا ذلك، ومع استمرار هذا النقاش المثير، لاحظنا أن هناك بين المحتويات 90 كتابًا عن السحر الأسود السفلي بكل أنواعه موضوعة علي أرفف محظور الاقتراب منها ومحفوظة في علب حمراء، ويسعي الكثيرون لشراء هذه الكتب بأي مقابل حتي إن بعضها وصل إلي مئات الآلاف من الجنيهات، بينما يحظر علي العاملين قراءة هذه الكتب أو تصويرها. وعلمنا أنه تم الكشف عن هذه الكتب المثيرة في المكتبات التاريخية وخزائن المساجد العتيقة بالقاهرة الفاطمية وفي محافظات الوجهين القبلي والبحري، لكن أعجب ما قاله مدير المكتبة «د. خلوصي محمود خلوصي» إنه يتردد أن الجن كتب أحد المصاحف المحفوظة في المكتبة ويحتوي علي جميع سور القرآن الكريم وعلي الهوامش أدعية وطلاسم في شكل رموز ومربعات ومثلثات مكتوبة باللون الأحمر لا يمكن قراءتها بالعين المجردة بل من خلال عدسات لتكبير حجم الكتابة 60 مرة.. خزينة المسجد السرية تحتوي أيضاً علي مصحف عثمان بن عفان.. أقدم وأكمل وأكبر مصحف علي وجه الأرض ووزنه 80 كيلو جراماً. مقبرة الأمير محمود خلوصي يسرد حدوتة مصحف الجن بدأت عندما عثرت علي ورقة قديمة داخل مقبرة الأمير محمود حمدي مطوية في شكل حجاب أرجعها فنيو المخطوطات إلي عام 1141 هجرية مكتوبة بخط صغير جداً لا يمكن قراءته بالعين المجردة بل من خلال عدسات لتكبير حجم الكتابة 60 مرة. وأكد خبراء المخطوطات أن تلك القصاصة الورقية تحتوي علي القرآن الكريم كاملاً بأجزائه الثلاثين بدءاً من فاتحة الكتاب وانتهاء بسورة الناس مؤكدين أن الإنس لا يستطيع كتابة القرآن كاملاً بهذه الحرفية الفنية والدقة علي هذه المساحة الصغيرة التي لا تتعدي 88 * 58 سم. خلافات بين العلماء أضاف: ذهبنا بهذا الاكتشاف إلي وزير الأوقاف د. محمود حمدي زقزوق الذي أمر علي الفور بضرورة ترميمه ووضعه داخل خزينة مكتبة المخطوطات الملحقة بمسجد السيدة زينب، وعكف خبراء الترميم 3 أشهر حتي تمكنوا من إعادته إلي شكله الطبيعي مرة أخري مؤكداً أن الإنس في تلك الفترة من الحكم العثماني لم تكن لديهم مهارة كتابة المصحف كاملاً في تلك المساحة الصغيرة بل هي قدرات خارقة للجن تفوق قدرات البشر. ما قاله الكيميائي خلوصي حول إمكانية كتابة الجن للقرآن الكريم أثار جدلاً واسعاً بين علماء الأزهر فمن جانبه قال د.مجاهد توفيق الجندي أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر إن الجن من الغيبيات والله تعالي قال في كتابه الكريم في سورة الجن «قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجبا» وكانوا يستمعون للقرآن ويرددونه وراء النبي الذي قال في حديثه لبعض صحابته «الجن أفضل منكم» فقالوا لما يا رسول الله؟ قال: عندما استمعوا إلي سورة الرحمن كانوا يقولون بعد كل آية لا بشيء من نعمائك ربنا نكذب. الجن شيوخ وعلماء ولم يستبعد د. مجاهد أن يكتب الجن شيئا من القرآن الكريم فمنهم مسلمون «شيوخ وعلماء» مثل عالم الأنس ولكن الدراسات التاريخية تؤكد أن بعض الكتاب العثمانيين كانوا يعشقون الكتابة علي مساحات صغيرة للغاية ومنهم شخص يدعي محمد طاهر الكردي الذي كتب سورة قريش علي حبة قمح ولم يتم اكتشافها إلا من خلال عدسات مكبرة وهي موجودة الآن بمكتبة الأزهر. الملائكة أما د. الأمير البرعي إمام المسجد الحسيني فيستبعد أن يكتب الجن القرآن الكريم علي تلك المساحة الصغيرة ومؤيدا الآراء التي تري أن الملائكة هي من فعلت ذلك استنادا إلي قوله تعالي في كتابه الكريم «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» فهناك من الملائكة الذين يسجلون تصرفات الأنس في كل لحظة. وأضاف أن الجن أجسام هوائية لطيفة ونحن أجسام كثيفة. مصحف عثمان «روزاليوسف» تجولت في المكتبة التي تضم أقدم وأزخر الكتب والمخطوطات التي جمعت من المساجد القديمة التي عادة لا تفتح لأحد من غير العاملين في الترميم فلاحظنا الانتهاء من ترميم أكبر واقدم مصحف علي وجه الأرض وهذا ما أكده الكيميائي خلوصي محمود خلوصي مدير المكتبة وهو مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي انتقل من المسجد الحسيني يوم الأربعاء 22 فبراير عام 2006 ويصل وزنه إلي 80 كيلو جراماً وكتب علي رقع من جلد الغزال وخرج في موكب شعبي ورسمي من المشهد الحسيني إلي دار المخطوطات بالسيدة زينب بناء علي تعليمات وزير الأوقاف وظل 4 سنوات كاملة يخضع لعمليات الترميم حتي عاد إلي صورته الطبيعية وستتم إعادته إلي المشهد الحسيني في وقت قريب بعد عملية الاحلال والتجديد حيث حفظ في الحسين منذ عام 1305 هجرية ويعتبر أول توثيق للمصحف قام به السلطان قنصوة الغوري عندما وضع له حافظة من الذهب الخالص مدون عليها أن المصحف تم تجديده بعد مضي 874 سنة من كتابته إلي أن الحافظة صنعت عام 909 هجرية. ولمصحف عثمان قصص كثيرة تؤكد علي بركته وأن من يضع يده عليه ويدعو بأي شيء يستجيب الله لدعائه في الحال حتي أن أصحاب الحاجات قديما كانوا يدفعون أموالا كثيرة لكي يضعوا أيديهم مباشرة علي المصحف الضخم والدعاء بقضاء حوائجهم. منظمة المؤتمر الإسلامي وقد زار الدكتور اكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي دار المخطوطات منذ عدة سنوات وحصل علي نسخة من مصحف عثمان علي أسطوانة مدمجة (سي دي) ليحتفظ بها نظرا لوصفه الفريد. وفي العام الماضي فوجئ وزير الأوقاف بطرد كبير قادم من اسطنبول في صندوق متوسط الحجم وعندما فتحه لم يصدق ما شاهده فقد قامت المنظمة وتحديدا مركز الأبحاث للتاريخ والقنوات الثقافية الإسلامية وبدعم مالي من مؤسسة أبوظبي للثقافة والتراث بإصدار نسخة من مصحف المشهد الحسيني أعدها فريق من العلماء بقيادة شخص يدعي «طيار التي فولاح» وترجمها من التركية إلي العربية صالح سعداوي وقدم لها الدكتور خالد آرن وتم عقد مقارنة بين المصاحف التاريخية المحفوظة في أماكن متعددة في العالم ومنها مصحف متحف قصر طوبقابي ومصحف متحف الآثار التركية الإسلامية ومصحف طشقند ومصحف صنعاء باليمن المنسوب للإمام علي كرم الله وجه ووجد ان مصحف عثمان هو الاقدم والاكمل علي الاطلاق ولا يوجد مثيل له في العالم بعد عقد هذه المقارنات وتم تحديد كتابته بتاريخ لا يتعدي نحو 13 و14 قرنا من الزمان وهو أقدم وثيقة للقرآن ونلاحظ انها كاملة لا ينقص منه أية واحدة ولذلك اصدرت المنظمة مجلدين فيها النسخة العثمانية في صفحة وفي الصفحة المقابلة ترجمة بالعربية الحالية، وتقوم المنظمة بإرسال بعض النسخ إلي الملوك والأمراء والرؤساء العرب لانها لا تقدر بثمن.