إمعانا في اجراءاتها الاستفزازية ورغم توتر علاقاتها مع واشنطن اعلنت اسرائيل عن مناقصتين لبناء 426 وحدة استيطانية جديدة في القدس بالتزامن مع استمرار الاشتباكات مع الفلسطينيين وقبل الاجتماع المرتقب للجنة الرباعية الدولية في موسكو المقرر له غداً. وكشفت القناة العاشرة الاسرائيلية ان حكومة تل أبيب نشرت مناقصتين لبناء 426 وحدة استيطانية جديدة في منطقة نفيه يعقوب في القدس. وبحسب القناة فإن الحكومة الاسرائيلية تعمدت اخفاء هذا المشروع الاستيطاني عن نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن الذي غادر "تل أبيب" مؤخرا لاسيما أن تل أبيب اعلنت خلال وجوده في اسرائيل عن اعتزامها بناء 1600 وحدة استيطانية أخري. من جانبه أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن عملية السلام تواجه "صعوبات كبيرة". وشدد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البرازيلي لولا دي سلفا في رام الله، علي وجوب أن تنفذ إسرائيل الالتزامات المطلوبة منها في إطار خارطة الطريق ووقف النشاطات الاستيطانية كاملة في الضفة الغربيةوالقدس، من أجل الذهاب إلي أي مفاوضات. ميدانياً.. وبينما اعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ميكي رونفيلد رفع اجراءات الاغلاق التام الذي تم فرضها لخمسة أيام علي الضفة الغربية اكد شهود عيان أن القوات الاسرائيلية شددت اجراءات التفتيش علي الحواجز المقامة عند مداخل مدن الضفة واقتحمت عدداً من القري الفلسطينية وداهمت منازلها وعبثت بمحتوياتها. بدوره قال القيادي في حركة فتح حاتم عبدالقادر ان حكومة تسيير الاعمال برئاسة سلام فياض "تمنع الاحتجاجات وتمنع وصول الفلسطينيين في الضفة الي مواقع التماس مع قوات الاحتلال في الضفة ما لا ينسجم مع خطورة الاوضاع في الضفة الغربية"، موضحا انه "يجب ان يترك للفلسطينيين الهامش للتعبير عن غضبهم مما تقوم به اسرائيل في القدس والتضامن مع المقدسيين الذين يتصدون بصدورهم العارية لاجراءات الاحتلال القمعية وتهويد القدس وتدنيس مقدساتها". من جهته، الغي كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات زيارته التي كانت مقررة الي موسكو للمشاركة في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية المقرر له غداً. وقال عريقات "تم تأجيل الزيارة الي موسكو بسبب الاوضاع الخطيرة الناجمة عن التصعيد الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية". واوضح "انه التقي في اريحا ممثلي اللجنة الرباعية لدي السلطة الفلسطينية وسلمهم الرسائل الموجهة الي اطراف الرباعية". في الوقت ذاته، بدأ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس زيارة الي موسكو حيث سيشارك في اجتماع اللجنة الرباعية. واعرب المسئول الدولي عن امله في ان يتيح الاجتماع الذي سيعقد علي مستوي الوزراء تنشيط الخطوات التي ترمي الي استئناف المفاوضات. في غضون ذلك ذكرت صحيفة "معاريف"الاسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سيرسل مستشاره اسحاق مولخو الي واشنطن حاملا رسالة ل "تهدئة الخواطر" مع الادارة الامريكية والاعداد لزيارة نتانياهو المقررة الاسبوع المقبل واجري نتانياهو اتصالا هاتفيا مع جوزيف بايدن في مسعي لانهاء الأزمة الراهنة مع واشنطن. وفيما وجهت زعيمة المعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني انتقادات لنتانياهو وقالت ان "اداء نتانياهو اسفر عن اضعاف مكانة اسرائيل".. أكد وزير الخارجية افيجدور ليبرمان ان بلاده لن توافق علي التنازل عن فرض سيادتها علي القدس متهما دول العالم بالنفاق. من جانبها دعت صحيفة "هاآرتس" في افتتاحيتها أمس حكومة نتانياهو إلي الانصياع لمطالب واشنطن لتحريك عملية السلام معتبرة الأزمة بين البلدين تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل. ورأي الصحيفة الإسرائيلية أن مطالب وقف الاستيطان ورفع الحواجز والإفراج عن المستوطنين "عادلة ومعقولة" لاسيما أن هذه المطالب تم الاتفاق عليها في اتفاقيات أوسلو وخارطة الطريق.