"إسكندرية ماريا وترابها زعفران" هكذا قالوا عنها قديماً ولا تزال، فهي مزيجاً بين الحضارات الفرعونية والإغريقية والمسيحية والإسلامية أحبها القادمون إليها من جميع الأجناس. فأصبحت عروس البحر الأبيض المتوسط بلا منازع وعلي الرغم من أن الإسكندرية تتميز عن باقي مدن المتوسط بمقومات سياحية متفردة فشواطئها الممتدة ل70 كيلو متراً من الرمال الناعمة علي البحر تمتاز مياهها بدرجة حرارة تزيد 4 درجات مئوية علي أي منطقة أخري تطل عليه طوال العام إلا أنها لا تزال مقصداً سياحياً مهمًا. يعتمد علي السياحة الداخلية أكثر من كونها مقصداً سياحياً يأتي إليه السائحون من كل مكان واليوم تبدأ في خطة الإسكندرية الاحتفال بفوزها عاصمة السياحة العربية والتي تنافست فيها 12 مدينة عربية تحت إشراف منظمة السياحة العربية التابعة لجامعة الدول العربية.. ولعلها تكون فرصة ثمينة لإعادة النظر إلي تلك المدينة السياحية الرائعة وهو ما تنبهت له وزارة السياحة واتحاد الغرف السياحية بالتعاون مع محافظة الإسكندرية، إذ قررت جميع الأطراف استثمار الحدث عن طريق تأسيس لجنة عامة منوط بها التخطيط لاحتفالات وفعاليات الحدث التي ستستمر لمدة 8 أشهر اعتباراً من أبريل حتي ديسمبر طبقاً لما يؤكده سامي محمود رئيس قطاع العلاقات السياحية الدولية بهيئة تنشيط السياحة والذي أشار إلي أن الفعاليات تشمل إقامة عروض فنية في الأوبرا وتنظيم بطولات لكرة القدم ومسابقة للرياضات الشاطئية مثل الشراع واليخوت مؤكداً أنه كل هذه الفعاليات تهدف إلي زيادة الحركة من السياحة العربية والبالغة 1.8 مليون سائح العام الماضي. ويقول وسيم محيي الدين رئيس غرفة الفنادق إن فوز الإسكندرية بهذا اللقب ليس صدفة وإنما هو تأكيد علي مكانة الإسكندرية السياحية التي ربما تنفرد دون غيرها بالجمع بين جميع المنتجات السياحية التي يرغبها السائح، فبالنسبة للسياحة الثقافية تعد الإسكندرية متحفاً مفتوحاً - تعود آثاره إلي عام 331 ق م، عندما بناها الإسكندر الأكبر مروراً بالعصور الرومانية الإغريقية والمسيحية والإسلامية والعصور الحديثة، وبالنسبة للسياحة الترفيهية فحدث ولا حرج، فشاطئ الإسكندرية يمتد بطول 70 كم كلها من الرمال الناعمة المطلة علي البحر الأبيض المتوسط الذي تمتاز مياهه في هذه المنطقة بدرجة حرارة تزيد بمقدار 4 درجات مئوية عن أي منطقة أخري تطل عليه طوال العام. مؤكداً أن الإسكندرية تزخر بالعديد من الجوامع والكنائس والمعابد التاريخية التي تعتبر مزارات مهمة للسائح مثل جامع النبي دانيال، ومسجد أبو العباس المرسي ومسجد سيدي بشر ومسجد الإمام الشاطبي، كما توجد كنائس للعديد من الطوائف المسيحية مثل الكنيسة الإنجيلية والكنيسة السويسرية والكنيسة المرقسية وبطريركية الروم الأرثوذكس، وبالنسبة للسياحة الرياضية فتعتبر الإسكندرية أحد المعاقل الرياضية المهمة في مصر، حيث بني فيها أول استاد رياضي بأفريقيا عام 1929 وهو استاد الإسكندرية الذي يعد مفخرة بين استادات العالم من حيث جمال طرازه المعماري وبواباته ومبانيه وقد أقيمت فيه الكثير من الدورات الرياضية العالمية والأوروبية والمحلية لمختلف الألعاب الرياضية، وقد أقيم بالإسكندرية بعض الماراثونات العالمية، وأيضاً استقبلت الإسكندرية كأس الأمم الأفريقية عام 2006 . ويوجد بالإسكندرية 4276 غرفة فندقية وعدد كبير من قاعات الاجتماعات، هذا إلي جانب مكتبة الإسكندريةالجديدة التي تضم مركزاً عالمياً للمؤتمرات تم تجهيزه بأحدث التقنيات. مشيراً إلي أن الإسكندرية تمتاز بقربها للقارة الأوروبية، وأوروبا هي السوق الرئيسي المصدر للسياحة إلي مصر (أكثر من 75 ٪ )، كما أن موقعها المتوسط يتيح للسائح زيارة الهرم الأكبر ومنطقة آثار الجيزة في رحلة سريعة لا تتعدي ساعة ونصف الساعة براً في اتجاه الجنوب، وزيارة مقابر العلمين ومركز عمليات روميل الذي يقع علي بعد ساعة في اتجاه الغرب من مدينة الإسكندرية.