انخدع البعض بالافتتاح الناجح والكبير للملتقي العربي الأول لقصيدة النثر، الذي أقيم باتحاد الكتاب في الفترة من 10 إلي 13 مارس الجاري، وشهد حضورا إعلاميا وجماهيريا كبيرا، بالإضافة لحضور عدد من الشخصيات المهمة كسفير لبنان في القاهرة، فتوقعوا أن يحقق الملتقي النجاح الذي لم يحالف مثيله، الذي عقد بنقابة الصحفيين الشهر الماضي. كلمة اللجنة التحضيرية التي ألقاها الشاعر شوكت المصري مساء يوم الافتتاح بدلا من الدكتور عبد المنعم تليمة، رئيس الملتقي، الذي تغيب بسبب سفره، جاءت فضفاضة وأطلق فيها أحكاما عامة ادعوا فيها تحقيق المستحيل، وقال فيها: "راهنا علي المستحيل فكان". كانت جلسة الاحتفال بالشاعر الراحل محمد صالح، من أكثر الندوات حميمية، تحدث فيها الفنان عبد الحكيم نجل الشاعر عن والده قائلا: "كان صالح يبحث عن الخلود في مشروعه الشعري، ولم يكن يفرض علينا رأيه، وكان يداري بسخريته خجله وتواضعه". وتحدث الناقد الدكتور صلاح السروي عن المفارقة التي وقع فيها صالح قائلا: "في الوقت الذي وقف فيه بعض رموز شعراء جيل الستينيات ضد قصيدة النثر ومحاربتها ووصفها بأنها تمثل نوعا من الهيمنة الغربية، فإن ذلك لم يمنع محمد صالح من أن يكتب القصيدة التي يريدها". وأضاف: يتميز صالح بنبرة شعرية هادئة متأملة تحاول أن تقتنص من المشهد اليومي معني إنسانيا وكونيا عامًا، ولديه تتكرر تيمة الطفل كأنه يترجم كيانه الداخلي وهو الطفل الذي يبحث عن المعاني البكر. أما التوصيات الختامية فأكدت: تكرار تجربة ضيف الشرف، ودعوة المبدعين ليكونوا سفراء لقصيدة النثر في بلادهم، وتوسيع مشاركة قصيدة العامية ودعوة المؤسسات المدنية والأهلية، لتبني توصيل قصيدة النثر إلي الدول الغربية، والحرص علي دعم مجلة "قصيدة النثر" التي أصدرتها اللجنة التحضيرية أثناء انعقاد الفعاليات. وفوق ذلك طرح أداء الملتقي المنتهي العديد من علامات الاستفهام خاصة فيما يتعلق بجعل شعراء قصيدة النثر السعوديين هم ضيف الشرف لهذه الدورة، وتخصيص جلسة بحثية وكذلك أمسية شعرية لهم، علي الرغم من وجود ضيف شرف بالفعل للملتقي وهوالشاعر اللبناني وديع سعادة، وكذلك ما يتعلق بمسألة رعاة الملتقي الذين لم يكتفوا فقط بالإعلان عن أنفسهم في جلسات الافتتاح والوسط والختام، لكنهم أصروا علي أن يذكروا الجميع بأموال رعايتهم. أما اسم ومكانة الشاعر اللبناني وديع سعادة وغيره من أسماء الشعراء الذين تم تكريمهم في حفل الإفتتاح وهم محمد فريد أبو سعدة وعبد العزيز موافي ومحمد صالح وفوزية أبو خالد، فقد كانت وسيلة أعضاء اللجنة التحضيرية للبرهنة علي نجاحهم، فأشركوا سعادة في معظم الأمسيات الشعرية، وقد كاد سعادة أن يفسد عليهم تلك الوسيلة حينما أعلن في أمسيته الشعرية الأولي أنه حاول لم شمل الملتقين المنقسمين ولكنه فشل. هذا وقد فاز بجوائز الملتقي في مجال التميز في شعر الفصحي بدون ترتيب كل من: الشاعرة حنان شافعي عن ديوانها "علي طريقة بروتس"، والشاعرة غادة خليفة عن ديوان "تقفز من سحابة إلي أخري"، والشاعر المغربي رشيد الحريري عن " خارج التعاليم ..ملهاة الكائن"، وفي مجال شعر العامية فاز رامي يحيي عن ديوانه " الغريب" وتم حجب الجائزتين الأخريين، وقد تشكلت لجنة التحكيم من: الدكتور محمد فكري الجزار رئيسا ، وعضوية الدكتور عبد الناصر حسن والدكتور إبراهيم منصور أستاذ النقد بكلية الآداب جامعة طنطا.