يقول هيكل: "اللحظة الفارقة الثالثة إحنا فاتتنا اللحظة الفارقة الأولي تعبنا قوي وانشغلنا قوي باللحظة الفارقة الثانية ولو إنه قدرنا نعمل فيها حاجة مهياش لعبة بين المعسكرين المتعاركين عندنا زي ما بعض الناس بيتصوروا من منطق سياسة عدم الانحياز، عدم الانحياز يعني أن يكون لك قرار مستقل غير مقيد مسبقا بانحياز إلي طرف من الأطراف جوهر عدم الانحياز ليس لا الانتهازية ولا اللعب علي الحبال ولا الانضمام إلي ده أو الانضمام لده ولا الحياد ولكنه الاستقلال المسبق في كل قضية وفي كل رأي بمعني إن أنا أعرف إن إحنا وقفنا ضد الأمريكان مثلا في كوبا لكننا وقفنا ضد الروس في العراق ودخلنا معهم في معركة كبيرة جدا في هذه الفترة، الاستقلال جوهر عدم الانحياز هو الاستقلال وأنا فاكر إن حضرت مرة في البرلمان الهندي احتفال كان لطيف يعني وكان ناس بتتكلم علي عدم الانحياز وكان كريشنا مينون وقتها هو النجم الصاعد وكان وزير خارجية الهند وكان نهرو لسه موجود وكان فيه مناقشة علي عدم الانحياز وقف واحد من النواب بيحيي الناس الموجودين وبيقول والله إحنا غير منحازين إحنا لا في هذا الجانب ولا في هذا الجانب ولكن إحنا في نص الطريق فوقف كريشنا مينون وقاله له أه أنت في نص الطريق عشان تندهس تدهسك العربيات مفيش حاجة اسمها نص الطريق قضية عدم الانحياز وأنا بأعتقد إنها مهمة جدا لأنه الدول اللي تمسكت بها دفعت ثمنها واستفادت منها لكنها لم تكن انتهازية بمعني أنك خلقت في هذا المكان من العالم كان فيه محاولة مقاومة لكن في كل الأحوال ده مش الموضوع اللي عايز أتكلم عليه اللي عايز أقوله إنه إحنا كنا أفلتت منا اللحظة التاريخية أو اللحظة الفارقة الثانية بسبب الحرب الباردة جت اللحظة التاريخية الفارقة الثالثة وهي إيه؟ نهاية الحرب الباردة في وقت ما من السبعينات بقي باين الاتحاد السوفيتي الحقيقة الاتحاد السوفيتي أنا في اعتقادي وأنا راجل من الناس اللي اقتربوا جدا من الواقع السوفيتي الاتحاد السوفيتي كان دولة محكوم عليها حأتكلم وأقول محكوم عليها ليه" (نص هيكل). صحيح والله تعبت الشعوب قاطبة من اللحظة الفارقة الاولي، ولكن لماذا انشغل العرب قوي باللحظة الفارقة الثانية؟ كنت اتمني أن تبين الاسباب لا أن تبرر.. فأي حاجة عملتها؟ الم تكونوا لعبة بين المعسكرين المتعاركين؟ ودعك من هذه المثاليات التي كنت ولم تزل تصبغ بها أوضاعنا السيئة؟ أي منطق لسياسة عدم الانحياز التي لم تزل تدافع عنها، وقد ماتت منذ ولادتها؟ لقد ضحك العالم الثالث علي نفسه كثيرا بشعاراته البراقة كالحياد الايجابي وعدم الانحياز وحركات التحرر.. وكلها وليس بعضها كان ضالعا مع هذا الطرف او ذاك! تعّرف لنا يا هيكل الان لنا سياسة عدم الانحياز، وتلخصها ان يكون لك قرار مستقل غير مقيد مسبقا بانحياز إلي طرف من الاطراف.. اسألك بربك: أي قرارات مستقلة اتخذت في عموم العالم الثالث وفي معظم القضايا الاستراتيجية التي شغلت العالم وقت ذاك؟ هل كنتم خارج إطار الصراع السوفييتي الأمريكي في المنطقة؟ هل كانت للعالم الثالث استقلاليته التامة عن ذاك الصراع؟ ما دور السفراء السوفييت في عواصم العالم الثالث؟ وما دور السفراء الأمريكان فيها أيضا؟ هل كانت لديكم أسلحة استراتيجية كدبابات وطائرات ومن صنع العالم الثالث، حتي لم تقع دولة تحت وطأة الضغوط من هذا المعسكر أو ذاك؟ ما دور السفير السوفييتي الذي اتصل بأحد زعماء عدم الانحياز وهو الرئيس عبد الناصر كي يوقظه من نومه ويوصل له رسالة القادة السوفييت أن لا يبدأ الهجوم علي إسرائيل؟ ماذا تسمّي هذا كله؟ صحيح أن عبد الناصر وقف مع كوبا ضد أمريكا، ولكنه وقف مع أمريكا ضد العراق عندما قرر الزعيم العراقي ضم الكويت إلي العراق ! سياسي فاشل من يتعلق بالمثاليات تقول إن عدم الانحياز ليس لا الانتهازية ولا اللعب علي الحبال ولا الانضمام إلي هذا الطرف أو ذاك! وانا اجيبك بأنك سياسي فاشل أولا واذا حاولت التفكير فانك فاشل ايضا بدليل مثل هذا "التعريف" وكأنك تشبه عدم الانحياز بطريقة صوفية مثالية ، فاذا كان قادتها قد تمتعوا بمنطقك، فانهم من أكبر الزعماء الفاشلين في التاريخ. السياسات الناجحة تنطبق عليها كل الاوصاف الحسنة والمشينة، إذا نجح أصحابها في تحقيق مصالح بلادهم! السياسات نتنة ووسخة وفيها مكر ودهاء وليس لعب علي الحبال فقط، بل فيها الانتهازية والوصولية وكل موبقات الحياة! وهل تأتي اليوم يا هيكل حتي تعلمنا بأن ساسة عدم الانحياز كانوا ملائكة؟ قد تكون لهم مواقف معينة، ولكنهم لم يسلموا قط من تأييد هذا الطرف أو الطرف الآخر.. والا يكونوا جهلة ومنعزلين عن العالم.. وإذا كنت تؤمن بما قاله صاحبك الهندي كريشنا مينون أن من يقف في وسط الطريق تدهسه ليس السيارات، بل الشاحنات والقطارات ولم يبق له أثر! فلماذا تريد ابعاد كتلة عدم الانحياز عن واقعها الذي كان كاذبا ومزيفا؟ لقد تكشفت في السنوات الاخيرة حقائق خطيرة جدا عن طبيعة تلك "الكتلة" التي ولدت وماتت ولم تعش أو تعمّر ابدا، كونها فاقدة لعناصر الحياة التي كان يقبض علي انفاسها كل من الأمريكان والسوفييت، أو بالاحري تحالف الاطلسي وحلف وارسو! ولا ادري هل توافق علي ما ذكره صاحبك المينون أم لم توافق.. لقد اتيت بقوله هذا، ونعرف أن كان صحيحا أم مختلقا، ولكن ما دمت قد استعرضت ما قاله لك هذا المينون، معني ذلك انك توافقه! فان وافقته، فان كل ما سبق من كلامك هو مجرد مثاليات لا اساس لها من الصحة وانت بالذات لا تؤمن بها ابدا. الدور السوفياتي في العالم في هذا "الموضوع" يأخذنا هيكل الي عالمه الذي بتنا نعرفه جميعا، فهو يبدأ معنا بموضوع وينتهي بموضوع آخر بعيد كل البعد، ليس عما بدأ به فعلا، بل عما مرّ به من منعطفات واستطرادات وتعليقات واستعراض عضلات. المهم دعونا نتوقف معه الآن عند عنوان (الدور السوفياتي في العالم).. ونتواصل مع كلامه كله، فمنه ما يمكن قبوله ، ومنه ما نرفضه جملة وتفصيلا، ليس لأننا ضد الرجل، بل لأننا نجد ما قاله يخالف الحقائق والمعلومات المنشورة، ويخالف ايضا المنطق جملة وتفصيلا. يقول هيكل: "هأقول الاتحاد السوفيتي ليه كان محكوم عليه أنا هأتكلم عليها مؤخرا في حلقات تجربة الخمسين أو الستين سنة لكن لو حد يبص للقيادات السوفيتية اللي كانت موجودة وقتها حتي الموكب الجنائزي برجينيف قعد عشرين سنة وفي الأخر الراجل كان عاجز عن استيعاب أي جديد وكان قاعد متجبس تقريبا في مكانه متحنط في مكانه وبعدين علي بال القيادة وصلت إلي ناس عواجيز بقي فيه موكب جنائزي خلصنا من برجينيف جه هاندروبوف، هاندروبوف قعد سنتين كان عيان راخر كانوا ناس كلهم فوق السبعين ومقربين علي الخمسة وسبعين حاجات كده أنا بأقول الكلام ده وأنا بقول ثمانين أنا ما بأخبيش حاجة وبعدين جاء بعد هاندروبوف شرلينكو كان أكثر عجزا منه والنتيجة إنه الاتحاد السوفيتي كان فيه تآكل في داخل الدولة السوفيتية في داخل الإرادة السوفيتية وعلي أي حال كان باين إن أمريكا بتكسب وجت اللحظة الفارقة الثالثة وهي انتهاء أو قرب انتهاء أو علامات بتدل علي قرب انتهاء الحرب الباردة وإنها انتهت وانتهت لصالح الولاياتالمتحدة ولو مؤقتا وإنه نهاية القرن العشرين جت زي بداية القرن العشرين مؤكدة إن القرن العشرين أمريكي سواء أنا عجبني أو ما عجبنيش عجب غيري أو ما عجبوش أنا مش عاجبني مثلا لكن ده موضوع ثاني.." (نص هيكل). إن سقوط الاتحاد السوفييتي يا هيكل لم يكن بسبب موكب جنائزي أو عواجيز أو زعيم متجبس أو محنّط.. وسواء بصيت أم لم تبص إلي افراد ولم تبحث عن العوامل الاساسية التي كانت وراء انتحار الاتحاد السوفييتي، فهو يعد من الدول المنتحرة في التاريخ.. وكل هذه الدول علي امتداد التاريخ يقتلها تسلحّها، أو سياساتها في التسلح، فتنفجر لتموت كل مؤسساتها الحاكمة! المسألة لا تنحصر بزعماء عواجيز، ولا بنقص في استيعابهم أي جديد. أن السياسة التي اتبعها السوفييت منذ بدايات تكوين دولتهم الاتحادية تقوم علي ايديولوجية الصراع في الداخل والصراع مع الخارج من اجل جعل العالم كله سوفييتيا! ولما تبلورت الحرب الباردة لم يكن بريجنيف قد وصل السلطة العليا بعد. صحيح ان بريجنيف حكم طويلا، وأن الباقين الذين اتوا من بعده حكموا لفترات قصيرة، إلا أن رحيل الاتحاد السوفييتي قاد إلي رحيل المنظومة الاشتراكية برمتها.. فالاسباب معقدة جدا يا هيكل، ويبدو انك من ابعد الناس عن فهمها كونك لم تقرأ بما فيه الكفاية عن هذا" الموضوع" الذي عالجه العديد من المفكرين والكتّاب. كم تمنيت عليك ان تعطي رأيك، من دون توصيفات ذاتية، بالزعماء بريجنيف وهاندروبوف وجيرولينكو.. وصولا إلي غورباتشوف ويلتسين، ولكن يبدو ان فكرة العواجيز مسيطرة عليك سيطرة كاملة.. إلي هنا والرجل يتحدث في موضوع الدور السوفييتي في العالم. فجأة نجده يذهب للحديث في موضوع آخر، إذ يتذكر اللحظة الفارقة التي تركها! ولكن هذه المرة يتوقف طويلا. الحرب الباردة.. مرة أخري سنكمل ما يقول ثم نرجع إليه. يقول: إيه اللي حصل؟ اللي حصل إحنا في هذه اللحظة الغريبة إن إحنا في هذه اللحظة لحظة انتهاء الحرب الباردة أو قرب انتهائها كنا في أحسن أوقاتنا كنا يوم ستة أكتوبر كنا مش محتاج أرجع أتكلم فيها ثاني كنا في اللي وصفه أندريا بوف الجنرال بوف إنه العرب استطاعوا توجيه رسالة إلي المستقبل وهذا صحيح ومؤدي الرسالة كان أننا قادرين علي أن نكون شركاء في مستقبل قادم لكنه الطريق إليه لم يتحدد بعد لأنه إحنا مش لسه عند المستقبل إحنا كنا علي أبوابه الخارجية مقربين منه علي نحو أو أخر في هذه اللحظة إحنا بدليل ما نحن موجودين فيه إن إحنا في الثلاثين سنة اللي فاتت دول لحظة كنا فيها علي أبواب المستقبل سنة 1973 .. "(نص هيكل). هل تعتقد أن الحرب الباردة قد انتهت عام 1970 1971، أم استمرت علي قوتها حتي شهر اكتوبر 1973؟ وهل تعتقد اننا كنا عند قرب انتهائها في احسن اوقاتنا؟ واذا كنا في احسن اوقاتنا فالمقارنة مع من؟ الماضي لها أو اللاحق بها؟ وهل استطاع العرب توجيه رسالة إلي المستقبل حسب ما تدعيه علي لسان اندريا بوف؟ وهل كنا قادرين علي أن نكون شركاء في مستقبل قادم؟ إذا كانت الأمور بنتائجها، فالنتائج اوضحت عكس ما تقوله تماما يا هيكل.. وإذا كانت الأمور معقودة بأسبابها، فالاسباب أوضحت عقم ما توصلت إليه بدلالة متغيرات السياسة الأمريكية التي كان مطلوبا منك أن توضحها وانت تحلل النقطة الفارقة الثالثة بدل ان تذهب الي السوفييت الذين لم يقفوا امام العوامل التي خلقها الأمريكيون في العالم بأسره.. ومن ضمن ملفات ذلك العالم، ملف الشرق الاوسط وعلاقة تلك العوامل الجديدة بمصالح الأمن القومي الأمريكي الذي وجد من الضرورة تحجيم الدور الشيوعي والبدء في مشروعات استراتيجية كبري يقف علي رأسها: الطاقة المتمثلة بالنفط.. أن هيكل باشارته وتأييده أن العرب نجحوا في توجيه رسالة إلي المستقبل.. معني ذاك انه نسف كل منجزات العرب في الخمسينيات والستينيات أيام عبد الناصر وما سمي بزمن المد القومي. ولكنه لم ير ما تحقق في السبعينيات من تحجيم للدور القومي والناصري بالذات.. ولم يذكر ابدا كيف (انتهت) الحرب الباردة علي عهد الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بفعل الاستراتيجية الأمريكية التي زاولها وزير خارجيته هنري كيسنجر والدخول في عهد الوفاق الدولي بعد عقود من الصراع الدولي (الحرب الباردة) والسباق في التسلح النووي.. انني اعتقد بأن الحرب الباردة لم تنته ابدا حتي ابان عهد الوفاق الدولي أن الوفاق الدولي بين السوفيت والأمريكان مع مطلع السبعينيات حتي نهايته مرورا بالتوقيع علي معاهدتي سالت 1 وسالت 2، قاد إلي ايجاد ظروف جديدة لحسم الصراع بين العرب وإسرائيل، وخصوصا بين مصر وإسرائيل وصولا إلي آفاق تسوية في أواخر عقد السبعينيات.. كي تبدأ مرحلة تاريخية جديدة.. دعونا نتأمل في المعلومات التالية التي نشرت مؤخرا. إن فكرة استقرار العالم قد ولدت في العالم 1972 عندما زار نيكسون كلاً من بكين وموسكو لخفض حدة التوتر بين المعسكرين . ولقد بدأ نيكسون زيارته للصين لاجبار السوفييت علي اقرار ما كانت تطمع به الولاياتالمتحدة ، وهكذا انتجت لقاءات القمة الأمريكية السوفيتية نيكسون وبريجنيف اولا علي معاهدة الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية (معاهدة سالت 1). هنا، نجد بدء زمن جديد لحلحلة قضايا وازمات معقدة جدا، بعد الاعلان عن سالت 1 في يناير 1974، فتم الإعلان عن التوصل إلي اتفاق مع فيتنام الشمالية لإنهاء التورط الأمريكي في الهند الصينية.. وكان اندلاع حرب أكتوبر 1973 التي توقفت فجأة لسبب أساسي وسياسي يعرفه الجميع، وهو قطع الامدادات العسكرية عن مصر من قبل السوفييت، في حين أن جسرا جويا عسكريا قد فتح بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل.. فاذا كانت الأمور بنتائجها وأنها معقودة بخواتيمها، فهل كان انتصار أكتوبر 1973 بداية لمستقبل من أي نوع يمكن وصفه؟ ولكن الأخطر كان مع التوقيع علي سالت 2 من قبل الرئيس جيمي كارتر عام 1979، وهو العام الذي شهد حدوث زلزال في منطقة الشرق الاوسط. وعليه، فان اغلب المؤرخين الذين كتبوا عن موضوع الحرب الباردة بقيت بالرغم من خفة حدتها علي عهد الوفاق، وان الصراع لم ينته بين المعسكرين المضادين، بل يؤكدون انها مرت في مراحل عدة، وهي: المرحلة الاولي 1947- 1953 المرحلة الثانية 1953- 1962 المرحلة الثالثة 1962- 1979 المرحلة الرابعة 1979 - 1985 ( انظر : Grant, Ted: Russia, from Revolution to Counter-Revolution, London, Well Red Publications,1997, pp 43-9, 95-8, 119-143. Cf. Ronald Grigor Suny, The Revenge of the Past: Nationalism, Revolution, and the Collapse of the Soviet Union, Stanford University Press, 1993, pp. 68-91, 125-9. خلاصة إن مثل هذا "الموضوع" لا يعالج تلفزيونياً بمثل هذه الخفة والبساطة، وكنت اتمني علي هيكل أن يراجع بعض أهم الكتب التي نشرت عن أزمات الاتحاد السوفييتي واخفاقاته وصولا إلي نهاياته، والتعمق في عوامل السقوط من خلال دراسة التحديات التي احاطت به، او تلك التي نخرت عظامه، فالأمر لا يقتصر ابدا علي مجرد حكام عواجيز لم يفلحوا في الإدارة، بل ان ظروف البلاد الصعبة والترهل السياسي والايديولوجي.. فضلا عن الانفاق المجنون علي التسلّح والذي قاد إلي الانتحار المحقق.. كلها اسباب كان لابد من طرحها ومعالجتها بنوع من الاختزال، وكم وددت لو وقف الرجل عند الكتابين الممتازين الموثقين المذكورين في اعلاه، وتحليل ما ورد فيهما من آراء.