عن كتاباته الخاصة بجيل الأساتذة خاصة كتابي "نجيب محفوظ .. صداقة جيلين" و"آباء الستينيات"، ونصيحة يحيي حقي له بالاستمرار في الكتابة وعدم الالتفات والتعويل علي النقاد، وعلاقته بعبد المنعم الصاوي الذي كان يعامله كأنه ابنه، تحدث الروائي محمد جبريل في الندوة التي أقامتها دار الكتب والوثائق القومية ضمن سلسلة "شهادات روائية". أشار جبريل إلي أن أدبنا العربي يفتقد لفلسفة الحياة، المتمثلة في المقاومة في كافة صورها وأشكالها وعلاقة المثقف بالسلطة، باستثناء نجيب محفوظ. وقال واصفًا عن مجموعته القصصية الأولي "تلك اللحظة من حياة العالم" عام 1970 ا: هي عبارة عن اسكتشات لأعمال لاحقة، ولكني شعرت أني أكتب كالآخرين، فقررت أن أقرأ الإبداع العربي بطريقة منهجية، فأصدرت كتابي "مصر في قصص كتابها المعاصرين" الذي صدر الجزء الأول منه بعد عشر سنوات، ثم أصدرت روايتي الأولي "الأسوار"، التي تستحضر فكرة وحدة الفنون والحساسية الجديدة قبل أن تظهر مصطلحات مثل: تداخل الأنواع وتفاعل الأنواع، وأشار إلي أن كل عمل روائي لديه يفرض طريقة أسلوب كتابته، فأنا أدخل إلي العمل الروائي دون أن يكون هناك تخطيطا مسبقا، فالعمل يتخلق أثناء الكتابة وبعد الانتهاء من الكتابة، أمارس دور الناقد علي ما كتبته، حتي أطمئن إلي العمل فأرسل به إلي المطبعة. أوضح جبيرل ان الابداع في العالم العربي لا يطعم خبزا أسوة بما يحدث في الغرب، وأشار إلي أن الكتابة بالنسبة لي هي المرادف للحياة، وأتمني أن تكون نهاية حياتي عندما أفتقد القدرة علي مواصلة الكتابة. وتحدث الدكتور محمد زكريا عناني أستاذ الأدب العربي بجامعة الإسكندرية فقال: جبريل من الروائيين الذين يمتلكون مشروعا يشتغلون عليه، وملتزمين بخطوطه العريضة، وقدم العديد من الروايات عن "بحري" خاصة الإسكندرية، المكان والبحر والناس، وستظل "رباعية بحري" عملا روائيا خالدا بالإضافة إلي الأعمال الأخري التي كتبها جبريل، وكلها تتناول علاقة الإنسان بالإسكندرية والبحر ومعاناة الإنسان المعاصر من الوحدة واضطهاد السلطة، وحرصه علي إنهاء غالبية أعماله بالمقاومة ورفض الواقع المأزوم، وكان لديه الوفاء لمسقط رأسه الإسكندرية فكتب عنها عكس توفيق الحكيم، الذي ولد بالإسكندرية ولم يكتب عنها شيئا.