حرب شرسة يتعرض لها المخرج الكبير علي بدرخان في رحلته الانتخابية التي يخوضها مؤخراً من أجل الفوز بمنصب نقيب السينمائيين فمنذ اليوم الأول لترشيحه والشائعات تحاصره وتطارده.. بدرخان أكد في حواره معنا أن هدفه لصالح النقابة وليس للمصلحة الشخصية مثل غيره من المرشحين، موضحاً أنه رفض عرض خالد يوسف بالانسحاب من أجل عمل تكتل لصالحه. كنت قد رشحت نفسك من قبل لمنصب نقيب السينمائيين لكنك لم تنجح لماذا تصر علي الترشيح مرة أخري؟! - لم أسع لهذا المنصب لحبي في الكرسي.. ولكن اصرار زملائي وتلامذتي في التليفزيون والسينما ورغبتهم في قيامي بهذه المهمة لأنهم يرون أنني أفضل من يمثلهم، لتجاربي معهم وخبراتي في العمل التطوعي..وخاصة وأنني الوحيد الذي جمعت بين العمل في التليفزيون والسينما إضافة إلي أني أول من قام بتأسيس نقابة السينمائيين عام 1965، وقتها كنت أعمل بالتليفزيون وبعدها عملت سبعة أعوام في تليفزيون الA.R.T بالإضافة لعملي كمدرس في معهد السينما والأهم من ذلك ابن المهنة ولم تحدث مشكلة تخص السينمائيين أو العاملين بالتليفزيون إلا وكنت مهتماً بها ومشاركاً فيها. لكنك استقلت من العمل في النقابة؟! - لأنني وجدت أن النقابة لا تقوم بدورها الحقيقي ولا يتم تنفيذ القوانين ومؤخراً شعرت أننا في مرحلة حرجة في ظل تراجع دور مصر الريادي في السينما، وأصبحت هناك دول تنافسنا في الإنتاج المتميز، والفنانون العرب يحتلون الصدارة في الفن المصري، بينما أعضاء النقابة والمصريون وتتقلص فرصهم وأدوارهم..وأنا لست ضد الاندماج والتعاون الفني العربي، ولكن لابد من تقنين الأمور لنحافظ علي دورنا الريادي. لماذا يتراجع دور مصر الريادي في الفن؟! - لأن هذه المهنة لم نعد نقدرها كما تستحق، فالسينما والتليفزيون مصدر أساسي لدخل الدولة وللأعمال الفنية بعد سياسي والتي من خلالها استطعنا التأثير علي العالم وأصبحت اللهجة المصرية الأقرب للعالم كله.. فلابد أن نعود للاهتمام بها من خلال تفعيل أدوار النقابات الفنية وحل مشاكلها بأسلوب علمي متحضر. أعرف أن لديك جولة في بعض محافظات مصر مثل الإسكندرية.. لماذا؟ - لأنني اكتشفت أنهم يروجون ضدي أقاويل وأمور ليست صحيحة بهدف تشويه صورتي مثل اتهامهم لي بأني سوف أطرد المخرجين بالتليفزيون وأعزلهم عن نقابة السينمائيين.. وهم بذلك يستغلون عزوف الأعضاء عن النقابة وجهلهم بدورها لتوجيه الناس تجاه مرشح بعينه وإبعادي عن الناس.. لذلك قررت النزول إليهم بنفسي ليس لحشدهم لكن لتوعيتهم بدور النقابة وأهمية التفاعل مع الانتخابات لمصلحتهم ومصلحة السينما.. كما أن هذه الشائعات كاذبة لا يمكن أن أقول إن السينما حاجة والتليفزيون حاجة تانية لأننا نقابة مهنية واحدة، تضم قطاعات كثيرة من بينها التليفزيون.. وأنا مهتم بالماكيير ومهندس الديكور والمخرج والممثل وبجميع القطاعات في النقابة وغير صحيح أني اهتم بقطاع دون الآخر. لماذا لم تعقد اجتماعات مع المخرجين في التليفزيون سوي مرة واحدة عكس ما يفعل خالد يوسف المرشح المنافس الذي تم تخصيص قاعة له كاملة ليلتقي الأعضاء؟ - في البداية طلبت تصريحاً لدخول التليفزيون، وكان ليوم واحد فقط وهذا لم يكن كافياً، وهو ما اضطرني لمقابلة الناس خارج النقابة والتليفزيون، وما أطلبه هو أن تكون المعاملة بالمثل. البعض يري عدم وجود تكافؤ بين اسم علي بدرخان وخبرته وباقي المرشحين خاصة خالد يوسف وهو المرشح المنافس رغم أن رصيده السينمائي لا يتجاوز ثمانية أفلام.. ما رأيك؟ - المسألة لا تقاس بعدد الأفلام خالد يوسف مخرج ناجح، والمقاييس أهم من ذلك بكثير.. وأنا سعيد بوجود شاب متحمس للعمل النقابي، ولكن إذا كان هدفه خالصا لخدمة النقابة والزملاء فقط! الكثير ممن انحازوا لخالد يوسف لمجرد أنه مخرج يكتشف الوجوه الجديدة، مما يجعله يعطي أملاً لجيل جديد من الشباب.. كيف تري ذلك؟! - الأسماء التي اكتشفها خالد يوسف ليسوا أعضاء في نقابة السينمائيين، والدعم الذي يلاقيه علي الفيس بوك ليس له أهمية في الانتخابات لأن أغلبهم أعضاء في نقابة الممثلين فقط وكان من الممكن أن يستفيد منهم لو رشح نفسه لنقابة الممثلين وليس السينمائيين. لكن البعض يري أن جهاد خالد يوسف أمام الرقابة لمرات كثيرة قد يكون مؤشراً لوقوفه بجانبهم والتصدي للرقابة وما رأيك..؟! - يقاطعني.. وفي رأيك لماذا تحارب الرقابة أفلام خالد يوسف كما يدعي البعض وهو تقديمه الجنس والعنف بفجاجة وهذا لا ينتمي للفن، والفنان من المفترض أنه حساس، وليس بالضرورة أن يقدم ما هو فج لكي يكون جريئاً لذلك يجب أن نقدم الفن الذي يرتقي بالناس ومشاعرهم وليس الرقابة وحدها التي تعترض علي خالد يوسف ولكن أيضًا كثير من الناس والجمهور. وهل لديك حلول لمشكلة العمالة الزائدة في النقابة؟! - سوف أقوم بتفعيل القانون، أتعجب من وجود عشرات من القنوات الفضائية التي تعمل بالكامل بدون أعضاء نقابة، رغم أن آخرين لا يجدون فرصة عمل.. ومن حق النقابة أن تستعين بالشرطة والقانون لوقف هذه الممارسات.. لكن هذا لا يحدث وفي النهاية أريد التأكيد علي حقيقة هامة إني لست صاحب مكتب عمل ولكن مهمتي إفساح المجال لإيجاد مناخ جيد ليحصل الأعضاء علي فرصة عمل مناسبة. وما هي المميزات التي سوف يحصل عليها العضو إذا أصبحت أنت نقيب السينمائيين؟! - لن أقول إني خارق ومخترع ولكني سوف أقوم بعمل لصالح الأعضاء ويكفي إنني سوف أقوم بتفعيل القانون واللوائح التي تخدم الأعضاء، وتحافظ علي حقوقهم علي الأخص الشعب والتي تضم تسع شعب منها الديكور والإخراج وسوف أقوم بعمل مجلس لكل شعبة لحل مشاكلها ويتابعها مجلس النقابة.. خاصة وأن هذه الشعب لم تكن مفعلة من قبل.. لذلك وجدنا المخرجين ينزلون للشوارع للاعتصام للمطالبة بحقوقهم عقب أزماتهم مع التليفزيون، ولم تتحرك النقابة وقتها.. لأن المصالح كانت تتعارض بين وظيفة مجلس النقابة وبين النقيب الذي كان وقتها ممدوح الليثي وهو موظف في التليفزيون، وبالتالي لم يستطع حل مشاكل الناس بحرية فهو كثيرًا ما يتلقي تعليمات للحفاظ علي منصبه. وما صحة أن خالد يوسف وأسامة الشيخ طلبا منك الانسحاب؟! - بالفعل فوجئت بهما يزوراني في منزلي مؤخراً ويطلبان مني أن نقوم بعمل تكتل وأنسحب لصالحه لكي يحصل هو علي أعلي الأصوات وهذا الأسلوب غير لائق وضد الديمقراطية ولا يمثل احتراماً لرأي الجمعية العمومية وهدفي الوحيد المصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية ولذلك لم أطلب منه أن ينسحب لصالحي ولا انسحب لصالحه لأنني أرفض هذه الأساليب غير السليمة. وماذا عن برنامجك الانتخابي؟! - أهمها ضرورة تفعيل القوانين وإنشاء موقع اليكتروني للنقابة للتفاعل مع الأعضاء في جميع المحافظات لأنه من العيب أن نفقد الاتصال بالأعضاء والعودة بالمطالبة بتعديل المادة 103 في قانون وهي واقعة شهيرة حاربت من أجلها قبل عملي بالنقابة خاصة بعد أن فوجئنا بتمرير قانون يعدل قوانين النقابة ويتيح للنقيب السابق التدخل في الانتخابات المقبلة ومد فترة العضوية وغيره ووافق عليه مجلس الشعب بعد أن استطاع سعد وهبة تمريره بمجلس الشعب وقت أن كان نقيبا واعترضت واعتصمت أنا وزملائي وطالبنا بتعديله وحتي الآن لم يتم التعديل وكان من الأدعي أن يطالب ممدوح الليثي بتعديله. في رأيك ما هي الأخطاء التي ارتكبها النقيب السابق؟ وقررت تجنبها إذا حصلت علي منصب النقيب؟! - للأسف ممدوح الليثي كان ناجحاً ويمتلك القدرة علي الإدارة لأنه كان ضابطاً يجيد الضبط والربط والالتزام والمواعيد وغيره ولكن نحن لسنا في حاجة لمدير بل في حاجة لنقيب سينمائي قادر علي التفعيل واحتواء الناس والاستماع لهم وحل مشاكلهم وتجميعهم من جديد للعودة للنقابة والتحمس لمشاريعها وليس لمجرد اللجوء لها للحصول علي فرصة للحج والعمرة والتأمين الصحي فقد أصبح هناك تعذيب للعضو لكي يحصل علي أي خدمة ولذلك أفكر في عمل المعاش الموازي علي أن يدفع العضو قيمة اشتراك ليزيد معاشه علي 400 جنيه ليست كافية في الوقت الحالي للانفاق علي أسرة.