الوضع في قرية العزيزية لا يختلف كثيرا عن "الحوامدية" حيث ينتشر الزواج العرفي نتيجة زواج الفتيات من العرب خاصة السعوديين الذين يأتون إلي بعض "السماسرة" المعروفين بالقرية لمشاهدة صور الفتيات واختيار من يريدونها. عقود الزواج هناك نوعان الأول العرفي والثاني الذي يتم تسجيله في القنصلية أو السفارة التي يتبع لها "العربي" بينما يختفي المأذون والتوثيق الشرعي للعقود بها. التكتم والصمت هما سمة هذا النوع من الزيجات فالأهالي يعرفون من يقوم بذلك من سكان القرية ومحامون وسماسرة، أحد سكان القرية رفض ذكر اسمه يؤكد أن الزواج العرفي ينتشر في القرية نتيجة ظاهرة الزواج من العرب ولا يستمر الزواج أكثر من شهر وفي أحيان أخري "ثلاثة" أيام فقط وذلك حسب المدة التي يقضيها الثري العربي في مصر، ويكون ذلك مقابل مهر مرتفع يختلف حسب سن العروس وإذا كان بكرًا أم سبق لها الزواج من قبل كذلك حسب المدة التي يقضيها الثري في مصر ويرتفع في احيان كثيرة ليصل إلي 50 ألف جنيه، وبعد ذلك لا نري "الثري العربي" وتحمل الفتاة الصغيرة لقب مطلقة بالرغم أنه في أحيان كثيرة لا يتجاوز سد العروس "18" عامًا. وتشير إحدي سيدات القرية إلي أن الأسر التي تقوم بتزويج بناتها من عرب معرفين فهم يستغلونهن من أجل الحصول علي الأموال بعدما فشل الأب في الحصول علي عمل يستطيع العيش به هو وأسرته لذلك يلجأون لهذه الزيجات موضحة أن تحرير عقد الزواج العرفي يتم لإخفاء السن الحقيقي للفتاة والذي قد لا يزيد علي 18 عامًا كما يفضله "الأثرياء العرب" حتي يستطيعوا التنصل من مسئولياتهم في حالة حدوث حمل بالاضافة إلي أنه لا يترتب عليه أي أعباء بعد سفر الزوج فلا يوجد نفقة ولا مؤخر مجرد مبلغ من المال في بداية الزواج يدفع للأب وتأجير شقة طوال فترة الإقامة فقط. إحدي فتيات القرية تحكي لنا تجربتها القاسية فتقول.. تزوجت ثلاث مرات من أثرياء عرب من خلال محام يقوم بتحرير عقد زواج عرفي اقوم بتقطيعه بعد سفر الشخص الذي تزوجته لأني أعرف مسبقًا أنني لن أراه مرة أخري كما أنني أصبح حرة حتي استطيع أن اتزوج مرة ثانية، وتستطرد.. أول مرة حدث فيها ذلك كان عمري وقتها "16" عاما وكنت أعرف أن هذا سوف يحدث مثلما حدث للكثير من الجيران وأصدقاء الطفولة ولم يستمر الزواج سوي 45 يوما وبعدها سافر الزوج ولم اره مرة أخري وقام والداي بتقطيع ورقة الزواج وتكرر الأمر مرة ثانية وثالثة وذلك أمر طبيعي فوالدي مزارع أجرته في اليوم خمسة جنيهات لا تكفي للانفاق علينا أنا واخوتي الخمس ولكن بعد أن تزوجت قمنا ببناء بيت لنا وشراء قطعة أرض يعمل فيها والداي ونسعي حاليًا لتجهيز الأخت الأصغر إلي الزواج حيث أن الطلب كثير علي الفتيات "البكر" وهكذا يستمر الوضع مع باقي البنات الموجدات بالأسرة.