في قلب الكتلة السكنية الواقعة في منشية بورسعيد بحي الزاوية الحمراء عند تقاطعها مع الوايلي الكبير وحدائق القبة وغمرة توجد محرقة للنفايات الطبية الخطرة، الجهات المعنية اختارت مستشفي جراحات اليوم الواحد مقراً لها، مطالبات عديدة وشكاوي متعددة وأصوات بحت لدرء الضرر عن أبنائها دون مردود إيجابي يذكر حمدي موسي رئيس المجلس الشعبي المحلي لحي الزاوية الحمراء يؤكد أن المجلس سبق وأصدر 6 توصيات بغلق المحرقة منذ الانعقاد الأول في 2008 وتم تقديم تلك التوصيات للجهات المعنية وحصلنا علي جلسة عامة للمجلس علي وعد من رئيس الحي بغلقها في يونيو 2009 ولم يتم ذلك، وبحسب قانون المجالس الشعبية المحلية إن لم يعترض رئيس الحي علي التوصية خلال 15 يوماً تصبح نافذة، إلا أن القانون تحطم عند تلك المحرقة. ويضيف أشرف المدلع عضو اللجنة الصحية بالمجلس أن التقارير أشارت إلي إرتفاع معدلات لوكيما الدم من 17 في الألف إلي 18 في الألف نتيجة انبعاثات النفايات، فضلاً عن إنتشار حساسية الصدر بين سكان المنطقة الواقعة فيها المحرقة، ورغم كل ذلك هناك تسويف من جانب المسئولين في إلغاء تراخيص المحرقة وغلقها، ورغم كل الوعود أن المستشفي أرسل لأحد المصانع لصيانتها مما يؤكد عندم انعقاد النوايا لغلقها. وتساءلت إيمان قدري رئيس لجنة الأسرة والسكان لمصلحة من عدم درء المخاطر عن أبنائنا حتي الآن رغم شكاوي الأهالي وتوصيات المجلس حتي اضطر القائمون لتشغيلها ليلاً بدلاً من منتصف النهار لعدم استنارة الأهالي. علي حبيب عضو المجلس يشير إلي أن المحرقة تحاط بمجمع مدارس لجميع المراحل التعليمية بالإضافة إلي أن العيادات الخاصة بالمنطقة الشمالية تلقي هي الأخري بمخلفاتها في المحرقة مقابل اشتراك شهري. ويهدد أحمد رسلان عضو المجلس الشعبي المحلي لمحافظة القاهرة بتصعيد الموقف في المجلس المحلي للمحافظة بعد أن تقاعس الحي عن تنفيذ توصيات المجلس التي من المفترض أنها أصبحت سارية، إذ لم يتوقف المجلس عن التوصيات التي نصت علي عدم التجديد للمحرقة ومراجعة العيادات الخاصة المرخص لها بإجراء عمليات جراحية بالتعاقد مع الشركات المخصصة لنقل المخلفات الطبية ونقل المحارق الخاصة بالمستشفيات خارج القاهرة. وائل الشحات من السكان المحيطين بالمحرقة يقول: لا نفتح الشرفات منذ أن تم تركيب تلك المحرقة بهذا المكان بسبب العادم كريه الرائحة الذي نستنشقه بالإضافة إلي البقع السوداء التي تخلفها المحرقة علي الحوائط والسيارات ووصل الأمر إلي رحيل أحد الجيران بعد أن أصيب بحساسية الصدر وضاق به الأمر منها دون حل. ويضيف علاء متولي من السكان أصيب كبار السن بأمراض صدرية ويتزايد الضرر الناتج عنها وتأثيرها مع الأدوار المرتفعة من العقارات ومع الشكوي لرئيس الحي لم يقدم شيئاً سوي تعديل موعد تشغيلها حتي لا نشاهد الأضرار بأعيننا وتتم في السر ليلا. ويطالب محمد زيدان صاحب محل أطعمة بغلق المحرقة ونقلها لمكان آخر آمن وليس نقل الخطر من هنا فقط فلا يمكن نقل الخطر لمنطقة سكنية فهو عبء علينا وطرقنا جميع أبواب كافة المسئولين دون جدوي. من جانبه يعترف د. ماجد شوقي مدير مستشفي جراحات اليوم الواحد أن المحرقة تنبعث منها مواد سامة لا يمكن إنكار أضرارها ومن المفترض أن تكون بعيدة عن المناطق السكنية بمسافات حددتها الاشتراطات البيئية التي كان يجب مراعاتها عند تنفيذها، لافتًا إلي أن المحرقة تستقبل كافة النفايات المستخدمة في مستشفي الزاوية الحمراء وحي الشرابية وكافة المعامل والعيادات الخاصة وهو المكان الوحيد الذي يتم فيه حرق كل تلك النفايات في مساحة محدودة، مؤكدًا أن قرار غلق المحرقة يعود إلي سلطة وزارة البيئة ولا سلطان للمستشفي عليها ووقف الترخيص بيد السلطة المحلية. ويوضح شوقي بأن اجتماعًا عقد أمس الأول مع المسئولين في وزارة البيئة لبحث أزمة المحرقة وكارثتها البيئية لوجود مشاكل في المحرقة وطلبت وقفها وصيانتها من قبل شركة متخصصة وعدم تشغيلها إلا بعد مراجعة المواصفات بعد الصيانة واتخاذ قرار بشأنها. عبدالعزيز طلبة رئيس حي الزاوية الحمراء يوضح أن الحي سبق وأرسل قراراً بوقف العمل بالمحرقة لإدارة المستشفي إلا أن وجود جهات أخري تشترك في المسئولية بمنح الترخيص يطلب المستشفي انتظار تصحيح المشاكل الفنية بها وانتظار التقرير النهائي بشأنها.