أثار الدكتور طه حبيشي أستاذ الفقه بجامعة الازهر قضية جديدة احدثت جدلا مختلفا بين علماء الأزهر حول تسمية المواليد باسماء بعينها كان الناس يطلقونها منذ القدم وحتي الآن، الأمر الذي أثار تخوف كثير من الناس حول حرمة استمرار تسمية أبنائهم بتلك الأسماء من عدمها، وهو ما جعلنا نفتح بابا لمناقشة الأمر وطرح الرؤية الشرعية المتكاملة للاسماء التي يقال انه يحرم التسمية بها. فعن أهم تلك الاسماء التي يحرم التسمية بها قال الدكتور طه حبيشي أن أهم هذه الاسماء المحرمة هي أسماء التشبيه بمدلولها بالله عز و وجل وتختلف في المعني علي حسب مدلولها فعلي سبيل المثال اسم "كريم" او "رحيم" لا يعتبر تسميته لانها صفه للبشر وقد وصف الرسول بهما وهو بشر لذلك يجوز للبشر التسمي بهما بينما يحرم اسم مالك الملك والاحد والصمد والاول لانها أسماء ينفرد به الله عز وجل مشيرا إلي انه يكره أيضا التسمية ببعض أسماء ملائكة مثل مالك مكروه تسميته لانه اسم لكبير خدام النار والاسلام يحثنا علي التشبه بكل ما هو جميل وليس القبيح. تقي وفاتن واضاف أن من الاسماء المحرمة كذلك الأسماء التي تحمل تزكية مثل: برة وتقي وعابد ذلك ما أكده ابن القيم وكره جماعة من العلماء التسمي بأسماء الملائكة عليهم السلام، وكذلك تسمية النساء بأسماء الملائكة والاسماء التي تحمل في معناها معاني رخوة شهوانية وهذا في تسمية البنات كثير، كفاتن وهي من فتنة، وقد يكون الاسم من هذه الأسماء منهياً عنه من جهتين مثل: شهاب الدين فإن الشهاب الشعلة من النار، ومن المحرم اضافته للدين خاصة اذا كان دين الاسلام كذلك تكره التسمية بكل اسم مضاف من اسم أو مصدر أو صفة متشبه مضاف إلي لفظ (الدين) ولفظ الإسلام مما يحمل معني التزكية للمسمي مثل: نور الدين، ضياء الدين . أسماء العظمة وحول موقف العلماء من رؤية الدكتور طه تقول د.آمنة نصير أستاذ العقيدة بالازهر أنه يحرم بالفعل التسمي بأسماء الله تعالي أو صفة من صفاته، فالله هو الأحد الصمد الذي لا كفؤ له ولا شريك معه أو نظير له، وله وحده الأسماء الحسني سبحانه وتعالي علواً عظيماً، ومثال ذلك: اسم "شاهان شاه" أي: ملك الملوك، و"سلطان السلاطين"، و"قاضي القضاة"، و"سيد الكل"، فإن ذلك ليس لأحد غير الله، ولا يرضاه الله تعالي، موضحا انه يحرم كذلك الأسماء التي تدل علي العظمة المطلقة أو الفخامة فالعظمة لله وحده. وتأتي في المرتبة الثانية من حيث الحرمانية. وتشير إلي انه تحرم التسمية الأسماء المعبدة لغير الله كقول البعض: "عبدالرسول" أو "عبدالرضا" أو "عبدالحسين"، أو "عبداللاه"، وتوضح أن تلك الأسماء تنافي العبودية التي ينبغي أن تكون قولاً وعملاً واعتقاداً لله تعالي، وما سوي ذلك شرك والعياذ بالله، مشيرة إلي أن التسمية كذلك بالأسماء التي بها تسييد للشخص كسيد الناس. رأي مخالف بينما يختلف أحمد سعيد ترك امام مسجد النور بالعباسية في بعض تلك الاسماء المكروهة، والمحرمة التي يذكرها الدكتور حبيشي خاصة في أسماء ناصر الدين ونور الدين وغيرها لأنها قد توحي معناها لصاحبها بنصره الاسلام و التمسك بها وكذلك أقتضاءاً باسم الناصر صلاح الدين موضحا أن من الاسماء المباحة "تقي" لان مدلوله من التقوي الي الله وتعاليمه بينما من الاسماء المكروهة ذهب الدين، ماس الدين والتسمي بأسماء الملائكة عليهم السلام. ولفت إلي أن تسمية النساء بأسماء الملائكة مرفوضة شرعا لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم الملائكة بنات الله ويكره التسمية بأسماء فيها معان تدل علي الإثم والمعصية. وتكره التسمية بأسماء الفراعنة والجبابرة بينما تحرم التسمية بكل اسم خاص بالله سبحانه وتعالي، كالخالق والقدوس، أو بما لا يليق إلا به سبحانه وتعالي كملك الملوك وهذا محل اتفاق بين الفقهاء، مشيرا إلي أن مما يدل علي حرمة التسمية بالأسماء الخاصة به سبحانه وتعالي كملك الملوك مثلاً: ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه في البخاري قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " أخني الأسماء يوم القيامة عند الله رجل تسمي ملك الملوك". بينما يوضح أحمد ابو سيف مدير ادارة الارشاد الديني بالاوقاف ان الرسول "صلي الله عليه وسلم نهي ان نسمي ابناءنا بالاسماء المنكرة مثل عاصي لانه قبيح وقد أمر بتبديل اسماء الكثيرين في عهده الي اسماء طيبة حيث لقي رجل فقال له ما اسمك فقال "حزن" فقال الرسول صلي الله عليه وسلم: بل انت سهل"، وذلك لطيب الاسم ولان الانسان قد يأخذ من اسمه بعض الصفات كذلك كانت صحابية اسمها "برة" وتعني حبة القمح فسماها الرسول "زينب" وذلك حتي لا تتعرض للسخرية كذلك نهي الرسول "صلي الله عليه وسلم" عن تسميه رجل باسم يختص به الله مثل الحكم، الرزاق، الباسط انما يسمي عبد الحكم وإضافة حرفي "ال" تعني للاسم عظمة وتخص به الله وحده وهناك أسماء فاسقة كالماجن وأسماء معبدة لغير الله كعبد الرسول وعبدالنبي وعبد الولي وهذه أسماء محرمة، والأولي ان تتم التسمية بعبد رب الرسول.
