حمل عام 2010 اختيار كل من د.أحمد زكي بدر (وزيراً للتربية والتعليم) وعلاء الدين فهمي (وزيراً للنقل)، وهو قرار ترقبته الحياة السياسية المصرية للعديد من الأسباب.. يأتي في مقدمتها مدي أهمية اختيار الشخص المناسب الذي سيتحمل مسئولية وزارة التربية والتعليم ووزارة النقل. وبعيداً عن السلبيات التي نعلمها جميعاً.. أعتقد أن هناك تحديات رئيسية ستكون ضمن الملفات الرئيسية للوزيرين الجديدين. بالنسبة لوزارة التربية والتعليم، فإن التحديات الرئيسية لها تتلخص في: 1 إعادة النظر في مفهوم الجودة الذي لم يشعر به أولياء الأمور لا من قريب أو من بعيد في تطور أداء أبنائهم الدراسي، وما يترتب علي ذلك أيضاً من إعادة النظر في نظام (البورتوفوليو) الذي تسبب في (تشتيت) المدرسين قبل التلاميذ.. خاصة في جانب الأنشطة الشهرية التي يقوم بها أولياء الأمور نيابة عن أبنائهم. 2 إعادة النظر في تطوير المناهج التعليمية بشكل شامل يربطها جميعاً ببعض، وليس من خلال نظرة جزئية لكل مادة علي حده. كما يجب تحديد مدي إسهام تلك المناهج في صياغة وعي وطني حقيقي للطفل المصري.. سواء علي مستوي الولاء والانتماء لهذا الوطن ومن خلال اكتشاف قدراته الإبداعية.. 3 تحقيق التوازن الفعال لكثافة الفصول بما يضمن استيعابا حقيقيا للمناهج من جهة، وبناء مدارس تحمل الصفات التربوية الرئيسية من جهة أخري. 4 هو التحدي الأكبر.. من خلال توفير الدعم المادي اللازم لتحقيق ما سبق.. فضلاً عن رفع مرتبات المدرسين ومكافآتهم للحد من لجوئهم للدروس الخصوصية. أما بالنسبة لوزارة النقل، فإن تحدياتها كثيرة.. وهي أكثر وضوحاً من تحديات وزارة التربية والتعليم، وعلي سبيل المثال: 1 تحسين الخدمة.. خاصة في القطارات التي تراجعت كفاءتها بشكل ملحوظ سواء علي مستوي انضباط التوقيت أو علي مستوي منع التجاوزات التي تحدث داخل القطارات بما يعرض حياة الركاب للخطر (عطل التكييفات أو شرخ زجاج العربات بشكل ملحوظ أو...). 2 الاهتمام بنظافة عربات القطار بعد أن تحولت إلي حالة (لا تسر عدوا ولا حبيبا).. للدرجة التي جعلت الكثير من المسافرين يهجرها، ويفضل السفر بالسيارات والأوتوبيسات عن القطار. 3 تطوير أداء العاملين.. خاصة من يتعامل منهم مع جمهور المسافرين. والاهتمام بالزي الرسمي لهم.. لأنهم يمثلون واجهة حضارية قبل أي شيء آخر. 3 إعادة تقييم أصول هيئة السكة الحديد بوجه خاص.. من خلال الاستفادة من هذا (الكم) الضخم جداً من الخردة (الخطوط المتهالكة) التي تشاهدها علي طول خط السكة الحديد من الإسكندرية إلي أسوان. إنها (بعض) من (كل) التحديات التي تواجه ضبط أداء وزارتين من الوزارات الخدمية المهمة.. التي تحمل ميراثاً من التحديات والمشكلات لا بأس به. أخيراً، تهنئة للأستاذ الدكتور أحمد زكي بدر علي توليه منصب المسئولية الحقيقية في بناء (عقل) هذا الوطن من خلال وزارة التربية والتعليم، وهي تهنئة تحمل في طياتها تحميله مسئولية كبيرة ومهام عديدة لتحقيقها.