اوقعت انتخابات نقابة الصحفيين قيادات الجماعة الاسلامية في موقف محرج بعد ان انحصرت المنافسة علي منصب النقيب بين مكرم محمد احمد وهو الذي اجري حوارات مع قيادات الجماعة في مجلة المصور حول مبادرة المراجعات قبل الافراج عنهم وبهدف اقناع الراي العام بها، وبين ضياء رشوان الباحث في مركز الاهرام وتحديدا في ملف الحركات الاسلامية، وهو دائما ما يتبني موقف الجماعة وعليه رفضت الجماعة اتخاذ موقف لصالح مرشح علي حساب الاخر علي غير عادة الجماعة واكتفت بنقل برامج ودعاية كل مرشح. الجماعة التي كانت يوما من اشد التنظيمات عنفا وتهديدا للاستقرار المجتمعي من خلال عملياتها المسلحة بات لها شأن آخر وتواجد مختلف يعتمد في الاساس علي مجموعة من البيانات والمواقف الاعلامية التي تنشر فقط علي موقعها الالكتروني كاحد النوافذ التي تعتمد عليها الجماعة في الترويج لنفسها، علي ان يتابعه بعض من عناصرها ويشاركوا بارائهم في شكل تعليقات علي ما ينشر. التواجد التنظيمي للجماعة لم يعد له شكل ملموس حاليا رغم ان هناك تواصلاً محدودًا بين قيادات مجلس شوري الجماعة التسعة وكوادر الصف الثاني، وبات التركيز لعناصر الجماعة الظهور عبر موقع الجماعة في شكل رسالة او مقال يعبر عن موقف يرتضيه اغلب قيادات الجماعة بشكل حول الجماعة الي تنظيم الكتروني فقط، واللافت ان هذا النشاط الاعلامي يصدر عن جماعة كانت احدي مقومات وركائز تنظيمها التمسك بالسرية . لا تترك الجماعة الاسلامية حدثا او موقفا الا وتعبر فيه عن رايها سواء كان ذلك سياسيا او اجتماعيا او اقتصاديا واحيانا تنظم حملات شاملة مقالات وبيانات حول قضية تتوافق وتوجهاتها الفكرية مثلما تم مع نكسة يونيو 1967 وانتصارات اكتوبر 1973 بجانب موقفها من قضية التعليم ، هذا بجانب مواقفها المناهضة لليساريين والعلمانيين بما فيهم اقباط المهجر، وكان اخر صيحاتها في ذلك مقال مطول حول " الاب يوتا " وهو اسم حركي يكتب مقالات علي المواقع القبطية كتبة القيادي بمجلس شوري الجماعة عصام دربالة انتقد فيه رسالته الي السفير السويسري التي اعتذر فيها عن هجوم شيخ الازهر والمفتي حول استفتاء حظر المآذن في سويسرا. ارجع مفكر الجماعة الاسلامية د.ناجح ابراهيم ومدير موقعها الالكتروني ذلك التحول الي ان الموقع الالكتروني هو المساحة المتاحة للجماعة لكي تعبر عن موقفها، بالاضافة الي ان هناك توافقًا عامًا بعدم استخدام القوة في اي شيء، كما انهم ليسوا حزبا سياسيا ليمارسوا العمل السياسي وبالتالي اي موقف يصدر عنهم ياتي في اطار حرية الرأي والتعبير ويتوافق عليه الجميع ، مشيرا الي ان لهم كحركة اسلامية اراء تاريخية علي حد قوله، فمثلا اشادوا بالرئيس الراحل السادات وباتفاقية كامب ديفيد علي عكس جماعة الاخوان التي اعطاها السادات كثيرا ورغم ذلك لم يتحدثوا عنه بانصاف. وقال ناجح إن الترابط في الجماعة قائم علي القرآن خاصة ان عنصرًا بالجماعة كان له شيخ يعلمه القرآن والسنة وعليه فان هناك تقديرًا دائمًا للقيادات ولو ان هناك اختلافًا فانه يأتي في حدود اللياقة والادب. فيما اوضح د.ابراهيم النجار الباحث في شئون الجماعات الاسلامية ان مبادرة وقف العنف كان لها بالغ الاثر في تراجع نشاط الجماعة الاسلامية ، بجانب الظروف المعيشية الصعبة لعناصر الجماعة بعد الافراج عنهم مما حصر نشاط الجماعة في شكل رسائل بريدية علي الانترنت فقط بعيدا عن فكرة التنظيم ، مع استبعاد اي اشكال تنظيمية شرعية سواء كان حزبا او جمعية اهلية او حقوقية .