فى الوقت الذى طالب فيه مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق، بعدم تدخل التكتلات الحزبية فى العمل النقابى، نفى بعض رؤساء تحرير الصحف الحزبية تجييشها لصحفييها لتأييد ضياء رشوان فى انتخابات الإعادة على منصب النقيب بعد غد الأحد، مرشح تيار الاستقلال، ضد مكرم باعتباره مرشح الحكومة الذى يحظى بتأييد رؤساء تحرير الصحف القومية. عبدالله السناوى، رئيس تحرير جريدة العربى الناصرى، أكد ل«الشروق» أن تأييده لضياء رشوان يأتى بناء على قناعة تامة منه. موضحا أنه لم ولن يطالب صحفييه بالتصويت لأحد المرشحين، وأن ما يحدث فى المؤسسات الصحفية القومية من طلب رؤساء تحريرها لصحفييها بالتصويت لمرشح ضد الآخر هو نوع من التجييش والترهيب. وقال: «الصحف الحزبية والمعارضة والخاصة دائما ما ينتخب صحفيوها من يريدون بقوة الضمير وليس بالأمر من أحد». من جانبه رفض عبدالعزيز النحاس، نائب رئيس تحرير جريدة الوفد وعضو الهيئة العليا بالحزب، جر «كريمة العمل النقابى فى مصر»، كما أطلق على نقابة الصحفيين، إلى التسييس. موضحا أن سلطة رئيس التحرير على صحفييه تقتصر على عملهم داخل المؤسسات فقط، وأنه لا حجر على رأى الصحفى فى علاقته بنقابته التى اعتبرها النحاس علاقة ثنائية لا يحق لطرف ثالث التدخل فيها، معتبرا أن الصحفى الذى يقبل على نفسه هذه الإهانة لا يستحق أن يكون صاحب رأى. وذكر نائب رئيس التحرير أنه تلقى اتصالات من أنصار مكرم وضياء بشكل غير رسمى وتمت دعوته للتصويت لمرشح بعينه لكنه قال لهم بأنهم سيدلى بصوته للمرشح الذى يقتنع به. حسين عبدالرازق، عضو مجلس رئاسة حزب التجمع، أكد أنه لا يمكن لأحد التدخل فى اختيار الصحفى لنقيبه، مشيرا إلى أن صحفيى حزب التجمع لم يعتادوا أن يتخذوا موقفا موحدا فى الانتخابات لتأييد أو رفض أحد المرشحين. وقال عبدالرازق: «الانتخابات النقابية تقاس على أسس نقابية وليس على أسس سياسية». أما عصام كامل، رئيس تحرير جريدة الأحرار، فقد نفى حدوث أى اتصالات بين صحف المعارضة من أجل حشد صحفييها لتأييد طرف ضد الآخر، رافضا جميع الإشاعات التى اتهمت صحف المعارضة بتكوين حلف لتأييد رشوان ضد مكرم، مؤكدا أن الاختيار فى النقابة لا يقوم على أساس سياسى. فى سياق مختلف أعلن مكرم محمد أحمد انتهاء أزمة صحفيى الشعب بشكل نهائى بحضور خالد يوسف، مدير الموقع الإلكترونى للجريدة والمفوض عن باقى صحفييها، ولجنة شهود تتكون من عدد من رؤساء تحرير صحف خاصة وحزبية، حيث أكد مكرم أنه تم فتح ملفات التأمينات الاجتماعية فى مكتب السيدة زينب، منطقة (2) جنوبالقاهرة برقم 000409489 جريدة الشعب، بعد دفع الاشتراكات المتأخرة عن الأعوام السابقة بحيث أصبح رصيد الدين المخصص صفرا. على صعيد آخر دعت حركة «صحفيون بلا حقوق» وعدد من المنظمات الحقوقية للتدخل الفورى للضغط على الحكومة المصرية من أجل وقف تدخلاتها فى انتخابات نقابة الصحفيين لصالح مرشحها مكرم محمد أحمد فى مواجهة مرشح التغيير ضياء رشوان. وانتقدت الحركة فى بيانها الصادر أمس الأول ما وصفته بالتجاوزات التى حدثت أثناء التصويت وفرز الأصوات واعتبرتها محاولة فاشلة من الأمن ومرشح الحكومة لسلب إرادة الصحفيين. إلى ذلك أكد عدد من الصحفيين لبرنامج «مانشيت» على فضائية (أون تى فى) أن مكرم محمد أحمد هدد وزير المالية بالاعتصام فى مقر الوزارة إذا لم تحل قضية الشعب كاملة. من جهته قال عبدالعظيم حماد رئيس تحرير جريدة «الشروق»: «إن وضع النقابة والأجواء العامة للصحافة غير مبشر»، موضحا أن الشكاوى والقضايا المعلقة المطلوب حلها هى ذاتها القائمة منذ سنوات ولم يتم فيها أى تغيير، مشيرا إلى أن نقابة الصحفيين مرتبطة بالمناخ العام فى البلد.. وهذا المناخ يحتاج إلى تغيير جذرى لتحسين أحوال البلد والمجتمع فى شتى المجالات.. وحول أسباب حل أزمة صحفيى جريدة الشعب حاليا قال عبدالعظيم حماد: «الحكومة جعلت من مكرم محمد أحمد حكوميا أكثر من كونه حكوميا.. وذلك لتدخلها فى حل الأزمات لدعم مرشح بعينه ضد آخر، وهو ما جعل مكرم حكوميا فى نظر الكثيرين على الرغم من كونه صحفيا كانت له كثير من مواقف المعارضة الشديدة..» فالحكومة ربما تكون أساءت إلى مرشحها بدعمها له فى هذا التوقيت. وكشف الكاتب سعد هجرس عن أن مكرم هدد بالاعتصام مع زملاء الشعب لو لم تحل مشكلتهم، وذلك بسبب موقف وزير المالية المتعنت».. كما نفى سعد أن يكون التدخل الحكومى لحل أزمة الشعب فى الوقت الراهن قد جاء لدعم موقف مكرم الانتخابى.. وقال الصحفى بالأهرام محمد حمدى «إن مكرم محمد أحمد هدد بعدم خوض الانتخابات لجولة أخرى إذا لم تحل مشكلة صحفيى الشعب فى أقرب وقت. بينما أكد رامى إبراهيم مدير مكتب الجريدة الكويتية وأحد منسقى حملة ضياء رشوان أن الصحفيين الشباب يرون أملا كبيرا فى التغيير وتحسين الأوضاع والإصلاح، مشيرا إلى أن مفتاح الحل هو استقلال النقابة، وأنه لا يصلح أن يكون نقيب الصحفيين هو ذاته رئيس مجلس إدارة النقابة أو حتى رئيس سابق.. مضيفا أن مكرم خلال عمله كنقيب لمدة سنتين لم يقدم أى شىء جديد للنقابة أو للصحفيين متسائلا ما المتوقع أن يقدمه خلال دورة جديدة.. فيما قال أنور الهوارى رئيس تحرير الأهرام الاقتصادى إن «النقابة هى النقطة المضيئة لكفاح المصريين للحصول على الحرية بينما المشروع الآخر مظلم وليس له علاقة بالحرية فكيف يلتقى المشروعان» على خط واحد، فى إشارة إلى العلاقة بين ضياء رشوان والإخوان المسلمين. ونفى الهوارى ما ردده ضياء من قيام مؤسسة الأهرام من ترهيب محرريها لانتخاب مكرم محمد أحمد وتهديدهم بحرمانهم من حقوقهم ونقلهم من أماكنهم فى حال عدم انتخابهم مكرم، وانتخاب ضياء رشوان.