مجموعة قليلة احترفت تجارة الأحجار الكريمة ويورثها الآباء للأبناء وتزخر محلاتهم وبازاراتهم بالعديد من تلك الكنوز في الأحياء السياحية القديمة وخصوصاً حي خان الخليلي الذي يضم قرابة المائة متجر تتبع شعبة الذهب باتحاد الغرفة التجارية وتمثل حوالي 50٪ من حجم تلك التجارة بالإضافة إلي بعض البازارات في منطقة الأهرامات ،ويعتبر الحاج حسيب محمد يزدي أبو الأحجار الكريمة في مصر. في البداية أشار إلي أنهم توارثوا هذه المهنة من أجدادهم وظلوا 80 سنة في هذا المجال ويقومون بإستيراد هذه الأحجار من خلال المصدرين في بلد المنشأ ولا يغامرون بالدخول في المزادات العالمية التي تتطلب إمكانيات مادية كبيرة كما أنهم من أكبر المشترين في المزادات الحكومية المحلية التي تعقدها مصلحة الدمغة والموازين مرة أو مرتين سنويا ويكون فيها العديد من لوطات الأحجار الكريمة التي تأتي غالبا من مصادرات الجمارك . وتشهد مشغولاتهم وأحجارهم إقبالا كبيرًا من مهندسي الديكور ومصممي الملابس وتجار الذهب ليقوموا بعمل تشكيلات متنوعة منها وكذلك فإن السائحين من مختلف الجنسيات يهتمون بشرائها في صورة مشغولات. وعلي الصعيد العالمي تعقد الكثير من المزادات علي الأحجار الكريمة والمشغولات الذهبية الثمينة في صالات المزادات بدبي ولندن، ولقد بيع عقد أم كلثوم بأكثر من 4 ملايين دولار في صالة مزادات دبي ،وقد أشارت بورصة دبي للؤلؤ التابعة لمركز دبي للسلع المتعددة أن المزاد الذي نظمته مؤخرا حقق نجاحا ملحوظا،فقد بلغت حصيلة إيراداته الإجمالية أكثر من مليون دولار أمريكي، وكما أنه قد تم بيع بعض اللآليء مقابل أكثرمن50.000 دولار أمريكي للقطعة الواحدة .. وبالرغم من الأزمة الإقتصادية العالمية،فقد شاركت أكثر من 40 شركة في أول مزاد فريد من نوعه تقيمه بورصة دبي للؤلؤ..ومن أمثلة الدول التي حضرت هذا المزاد ألمانيا وهولندا وإنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية .. وحصل المزايدون علي أندر أنواع اللؤلؤ في العالم . ويضيف " حسيب يزدي " إلي أن ارتفاع ثمن تلك الأحجار يرجع إلي ندرة وجودها مع ازدياد الطلبات علي شرائها حيث يتم استخراجها من قمم الجبال العالية أو من أعماق البحار مثل اللؤلؤ والمرجان وتكون في صورة خام.. وبعد ذلك يتم تقطيعها علي حسب الشكل المراد صناعته ثم تلميعها ليظهر جمالها في ألوان متعددة، والأحجار الثمينة تتمثل في خمسة أنواع والتي تدخل المزادات العالمية والحكومية، والتي تقتنيها الشريحة الأرستقراطية وهم .. " الألماس" و " الياقوت الأحمر" و" الزمرد " و" الزفير "وهذه المعادن النفيسة تقاس بوحدة القيراط ....وقد وصل سعر قيراط بعض أنواع الألماس إلي خمسين ألف جنيه. وأوضح لنا أن درة التاج البريطاني هي حجرة من الياقوت الأحمر والتي لاتقدر بمال لندرتها. أما الأحجار شبه الكريمة مثل الفيروز والعقيق واللابس والتورمالين والكوارتز والأكوامارين.. والأماتيست، ويعتبر" المرجان "من أشهر الأحجار التي تنتجها مصر من البحر الأحمر، وكما يستخرج اللؤلؤ من أعماق الخليج العربي وتتنوع أشكاله من المنتظم الإستدارة إلي المتعرج والطويل الحبة ..وتتعدد ألوانة من الأبيض والروز والبصلي والأسود والرصاصي ..واللون الأسود هو الأغلي سعرا وخصوصا عندما يكون نقيا، وينصحنا الحاج حسيب بأهمية توخي الحذر عند الشراء لأن طبيعة كل حجر تختلف عن الآخر ولكن هناك سمة عامة متمثلة في أن جميع الأحجار تكتسب درجة حرارة الجو وكما أنه قد يكون هناك إختلاف طفيف في اللون في العقد الواحد .أما عقد اللؤلؤ الطبيعي فتتميز حباته بأنها غير منتظمة الشكل. وأندر أنواع الفيروز الأزرق موجود في مصر في سانت كاترين، ويصل سعر الجرام منه إلي 500 جنيه ويندر استخراجه حاليا لارتفاع تكلفته عن ثمن بيعه ....وبالنسبة للفيروز الأمريكاني والصيني والمكسيكي، فيصل سعر الجرام منه إلي 25 جنيها. أما الأحجار المستخرجة من الجبال أو المناطق البركانية والرسوبية ، فمن أشهرها العقيق الذي يوجد منه 10 آلاف لون من جميع ألوان الطبيعة ....، والاستخدام الشائع للأحجار الكريمة وشبه الكريمة هو تصنيع المسابح الفاخرة وخصوصاً من اليسر المطعم بالفضة وكذلك من اللؤلؤ. يختتم حديثه معنا بأنه لا توجد مناجم طبيعية لتلك الأحجار في الجبال المصرية وكما تنعدم الخبرة لتشغيلها فنعتمد علي الاستيراد من الخارج لتغطية احتياجاتنا منها.