ترجمة : اميرة يونس إذا أطلق سراح مروان البرغوثي في صفقة شاليط وإذا تقاعد محمود عباس، فإن مروان البرغوثي من شأنه أن يرشح نفسه لرئاسة السلطة الفلسطينية، وإذا فاز ، كما جاء في استطلاعات الرأي . هو صاحب فرصة أكبر لتحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية . ذكرت قناة العربية تقريراً يقول إن المفاوضات بشأن صفقة شاليط أٌجلت حتي انتهاء عيد الأضحي . كما صرحت مصادر حماسية للقناة بأن سبب التأخير هو رفض إسرائيل إطلاق سراح عدد من المسئولين المسجونين، وعلي رأسهم مروان البرغوثي أمين سر الحركة وأحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية . بهدف توضيح للشعب الفلسطيني أن صفقة شاليط لم تتم لأن المنظمة أصرت علي إطلاق سراح الزعماء الذين ليسوا من حركة حماس لكنهم مسئولون كبار في منظمة التحرير الفلسطينية . وحتي هذة اللحظة تؤمن عائلة البرغوثي والمقربون له بأن الصفقة ستؤدي إلي إطلاق سراحه . كنا نري قبل يوم أن " قدورة فارس " رئيس نادي الأسير الفلسطيني وهو من قادة حركة فتح المفعم بالطاقة والمعروف بنظرتة الساخرة من التشاؤم وبتفاؤله المستمر لمستقبل فتح والشعب الفلسطيني وربما أيضا لكل من حوله ، سجناء فلسطينيين قدامي وعائلتهم ، الذين اشتركوا في " المؤتمر الدولي للتعاطف مع الأسري " ، والذين تسببوا في رؤيته مرتاحا . لكن السبب الرئيسي لارتياح فارس كان مرتبطاً بصفقة شاليط وفهمه أن البرغوثي ، صديقه المفضل وحليفه، من شأنه أن يٌفرج عنه في الأيام القليلة المقبلة من السجون الإسرائيلية . وسئل فارس في " ماذا تقول عن حديث سيلفان شالوم ؟ " الذي أدلي به في حوار لقناة ال بي بي سي العربية. والذي قال فيه إن "البرغوثي وأحمد سعدات باقيان في السجن الإسرائيلي ". فأجاب فارس ل هاآرتس قائلا إن "حماس أوضحت لنا أن البرغوثي علي القائمة. فارس ، كغيره من قادة فتح وحماس ، يدركون جيدا إن إطلاق سراح البرغوثي من شأنه أن يحدث ثورة درامية في الساحة الفلسطينية . صرح السجين الأكثر شهرة إنه يعتزم بكل قوته المصالحة مع حماس في حوار لإحدي الصحف الإيطالية " كوريير ديلا سيرا" من داخل سجنه هذا الأسبوع. البرغوثي هو احد المبادرين ب"وثيقة الأسري " ، والذي كان من المفترض أن يعلن عن البرنامج المنظم لفكرة الوحدة الفلسطينية . لكن قبل ثلاث سنوات وخمسة أشهر ، في اليوم الذي كان من المقرر أن يقوم رئيس الوزراء إسماعيل هنية بالإعلان عن استلامه للوثيقة باسم النظمة ، قام الجناح العسكري بخطف جلعاد شاليط والتوقيع علي الوثيقة قوبل بالرفض . والآن بما يكون إطلاق سراح جلعاد شاليط في دائرة مغلقة . والتي من شأنها تمهيد الطريق لإعادة وحدة وطنية فلسطينية . ومن بين أمور أخري ، أن حماس ستشعر بقوة كافية للموافقة علي الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية . السبب الرئيسي لرفض حماس للإقتراح المصري للمصالحة هو خوف حماس من الخسارة في الانتخابات . لكن إطلاق سراح مئات من السجناء الفلسطينيين بما في ذلك بعض قادة الفصائل مثل (البرغوثي وسعدات وبالطبع قادة حماس ) سيحدث طفرة في تأييد حماس . وقال فارس " إن الصفقة ستؤثر إيجابيا علي وضع حماس " وأضاف " إن ذلك لن يكون فقط علي المدي القصير . فهذه مسيرة لا يمكن أن تنسي لمدة سنوات . لأنه حتي اليوم الناس تتحدث عن صفقة جبريل (1985).. حماس ستتمتع بشرعية أكثر ، بصورة حقيقية ودعم الشعب " . هذا لا يخيفكم ؟ " لا ، بالطبع لا ، فإن كانت فتح تعلم أنها ستعود إلي الصدارة وتعمل كما كانت في السابق فهي ايضا ستقوم بتعزيزها . ربما حماس ليست قوية بصورة خاصة لكن " نتوقع تغييراً بسمات إيجابية عند إطلاق سراح مروان البرغوثي،" وهذا سيعيد فتح إلي المباراة " . والجزء الثاني من التحول مرتبط بالانتخابات . أعلن البرغوثي أنه إذا تحققت المصالحة الفلسطينية سيرشح نفسة للرئاسة . ووفقا لما قاله محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية إنه لن يترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة . وبذلك يمهد الطريق امام زعيم التنظيم ، الذي قد لا يكون في السجن الإسرائيلي . والبرغوثي ، وفقا لاستطلاعات الرأي ، سيفوز في الانتخابات . وإسرائيل من شأنها أن تجد اتصالات مع السلطة الفلسطينية وعلي إسرائيل أن تجري اتصالات مع السلطة الفلسطينية ضد الرجل الذي وضع في السجن عام2002 . شقيق البرغوثي متفائل بإطلاق سراحه ذكرت صحيفة الأوبزرفر، أن مراون البرغوثي، القيادي في حركة فتح، والذي يقضي حالياً عقوبة السجن في إسرائيل، هو أفضل فرصة للسلام في الشرق الأوسط، وعلي الرغم من أنه ساعد في قيادة شعبه الفلسطيني في انتفاضتين عنيفتين. ونقلت الصحيفة في تحقيق أجراه مراسلها روي مكارثي من الضفة الغربية، عن عاطف البرغوثي شقيق القيادي بحركة فتح قوله إن هناك إشارات مشجعة وأنه متفائل، وإن كان قد سمع مثل هذه الشائعات من قبل. ويضيف عاطف البالغ من العمر 60 عاماً أن شقيقه لا يملك عصا سحرية في يده إلا أنه ليس شخصاً سيئاً ولم تلوث يداه بالفساد أو السياسة، وهو علي قائمة الأسري التي أعدتها حماس لتبادلهم مع الجندي شاليط ليس لأجل عيونه الزرقاء ولكن لأنه زعيم وطني أثبت نفسه بدون شك. وكما تقول الصحيفة، فإن البرغوثي ينظر إليه في بعض الأحيان علي أنه نيلسون مانديلا الفلسطينيين، إلا أنه لا يعتبر نفسه كذلك، لكنه قال إنه رجل بسيط من الشارع الفلسطيني يدعو إلي ما يدعو إليه مثل أي شخص يعاني من القمع. وتري الأوبزرفر أن البرغوثي البالغ من العمر 50 عاماً يمثل أهمية كبيرة لأمرين، الأول أنه الشخصية الفلسطينية الأكثر قدرة علي حل الانقسام بين فتح وحماس، ففي منتصف عام 2006، ساعد وهو في سجنه في وضع وثيقة الأسري والدعوة إلي إعادة التقارب بين الفصيلين، والتي كانت حماس تبنت بمقتضاها الحل الذي طالما دعت إليه فتح، وهو اتفاق سلام علي أساس دولتين. والأمر الثاني أن البرغوثي يدعو إلي سياسة التفاوض مع إسرائيل مع استمرار المقاومة.