فتش معي كما فتش أبطال يوليوس قيصر عن المصلحة العامة، في جيبك،تحت الكرسي، خلف زميل، داخل مصباح، او حتي في علبة كبريت هل تجدها ،من يحددها؟ ومن يحميها في روما القديمة رجال شرفاء, بعيدا عن نظرية المؤامرة يقدرون المصلحة العامة ويسعون خلفها لذا مات القيصر ،اغتيل ، فعمت من بعد ذلك الفتنة ارجاء البلاد وكانت الفوضي من نصيب روما ووقعت البلاد في حرب اهلية نتيجة كذبة المصلحة العامة نسجت خارج مبني الكابيتول الذي يحكم روما لكن الكابيتول كان مسرح جريمتها. ولم ينفجر الامر فجأة فكانت روما موعد مع التخبط بدأت بكاشيوس والذي رأي احوال روما علي قدر من التعاسة استشعر فيه ان واجبه هو وكل اسياد وشرفاء روما التكتل بشأن مصلحتها وتحريرها من قبضه هذا اليوليوس العظيم واختار بروتس احد اهم شرفاء روما وصفوة عناصرها البشرية ,ودلل له علي ان قيصر مخلوق عادي لاتتعدي طبائعه طبائع البشر العاديين فهو يمرض ويشتكي ويخاف ويهاجمه الموت كأي فلاح بروما ونزع عنه رداء القداسة التي اهالتها روما عليه ورأي ان روما غير قادرة علي انجاب النبلاء ,هذا التحريض ما كان ليكون مهما او مرعبا الا بتبني بروتس له حيث لاقي صدي لابأس به في قلب وعقل بروتس والذي لا احد في روما لايحترمه ويقدرة وانضمامة الي معسكر كاشيوس سارع في كارثة ومأساة روما تحت عنوان براق (اما عني فما من باعث شخصي يدفعني الي اسقاطة ,انما هي المصلحة العامة) وعلي الرغم من توقير وحب بروتس الشديين لقيصر والعكس انقلب بروتس علي القيصر, لقد ركب الموجة ,والموجة الغاضبة والضالة التي ان كان قد تخلي عنها وعالج الامر بعقلانية اكثر لتخلت المأساة عن ارض روما ليتحدث نادما علي تلك الموجه التيركبها والتي حولته في نظر نفسه الي قاتل. واخيرا تلك النبوءة السائرة نحو حدوثها فقد رأي قيصر بنومه ان تمثاله يتفجر دما ويخضب كل ابناء روما ايديهم فيه, كان حزينا في صباح هذا اليوم فقد كان قيصر قارئا خلاقا للرؤي والرموز والافكار والشخصيات ،شاهد في هذا اليوم نهايته لكنه استمر كبطل تراجيدي يندفع نحو قدره ولم يفعل شيئا ليوقف ذلك واكتفي بتفسيرات درء القلق من المحيطين به دون ان ينخدع بتفسيراتهم الناعمة المترنحة للرؤية لكن هذه الرؤية لم تسقط روما التي سقطت امامها كل قلاع المدن التي فتحت تحت رايتها, لكن سقط كل رجال روما الشرفاء تحت زيف المصلحة العامة. كانت العظمة والطمع والكبرياء والغرور هي السهام التي رمي بها قيصر لتبرير الاغتيال. لقد أخطأ ابناء روما الشرفاء - ودون ادني شك في شرفهم- تحت زعم المصلحة العامة في التخلص من قيصر لذا كانت لعنة اغتياله ...فتنة وقتالا لقد رأي قيصر عدوه الشريف عظيم الفراسة كاشيوس وكثيرا ما كان علي بعد بضعة سنتيمترات منه لكنه كان اكثر ليبرالية وتسامحا معه وتعالي ,ولم يتحرش به ولم يتخلص منه رغم معرفته بخطورة هذا النمط من الرجال إن قيصر رجل مطلق الذكاء كما بينه شكسبير ومطلق الشجاعة ومطلق الديمقراطية لكن سقطته انه كان رجلا مطلق الثقة كبطل تراجيدي يستحضر سقطته ويشرف عليها بعنايه إنه أحد أروع وأنضج أعمال شكسبير وكنوز الدراما الانسانية كافة والذي تشغلة دائما وابدا امور السلطة بكافه الوانها لدرجة جعلته يحظي بان تتناول وتدرس اعماله ضمن العديد من المعاهد العسكرية وعلي رأسها معهد هاديسون للعلوم العسكرية. ان يوليوس قيصر عمل درامي يخلط السياسة والتاريخ وامور الدولة يستلهم الماضي ليوقظ ضمير الحاضر للشرفاء والخبثاء معا في الحذر بالاقتراب من اغتيال السلطة تحت شعار المصلحة العامة والتي قد يشوبها الكثير من التضليل والمزيد من الجريمة المنتفية القصد تحت زيف المصلحة العامة. فمسكين كاشياس (ذلك النحيل ، عليه مسحة الجوعي، ويفكر اكثر مما ينبغي ذلك، الرجال مثله خطرون، كما يقول قيصر تغني بكلماتها ومسكين بروتس الذي حمل لواءها وآمن بها ومسكين قيصر الذي اغتيل بخنجرها ومسكين شعب روما الذي اكتوي بحرائق فتنتها... إنها المصلحة العامة المستترة، الواضحة.