ثلاثة معارض فنية تتجاور في محاورة تشكيلية في مركز الجزيرة للفنون بالزمالك، الأول بقاعة "الحسين فوزي" للفنان محسن علام الأستاذ بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ويضم آخر إبداعاته في مجال الطباعة الغائرة، ويقدم فيه حلولا تجريدية وتكوينات خطية ولونية مستخدما التقنيات الطباعية المختلفة، مثل تقنية "القلفونية" في عمل تأثير الألوان المائية، بالإضافة إلي التقنيات الملمسية المختلفة لفنون الطباعة الغائرة، التي تثري العمل، وتبدو في أعماله الاستعمال الكثيف للموتيفات والرموز الإسلامية، التي تظهر علي شكل نقوش لبوابات وشبابيك وزخارف معدنية، ويظهر أيضا استفادته من الملامس الطباعية المختلفة، مثل ملمس أوراق الأشجار بأنواعها المتعددة، وملمس الشاش، وملمس الرخام. يغلب علي معظم رسوم المعرض استخدام الخطوط بثرائها في التأكيد علي حدود موتيفاته، وأشكاله معظمها هندسية مرسومة بخطوط حرة بعيدا عن التقيد باستقامة الخطوط الهندسية، معظمها تتداخل وتتراكب، ويعمل علي الربط بينها بعناصر مختلفة، لاعبا علي التضاد اللوني الذي يؤكد مفردات لوحاته، وألوان لوحاته ترابية تنوعت بين درجات لونية يغلب عليها البني بدرجاته، وهي لون التراب والأرض مما يعمل علي إضفاء نوع من الأصالة، إلي جانب مفرداته التشكيلية البسيطة المتراكبة والمتداخلة هاربا بعيدا من التكرار "السيمترية"، بخطوط مجردة تلقائية ومحسوبة تضفي علي أعماله نوعا من المعاصرة. أما قاعة "كمال خليفة" فتستضيف معرض الفنان محمود المغربي، الذي يضم مجموعة من الأعمال الفنية التي تمثل عددا من الوجوه الفنية "بورتريهات" التي كان لها أثر كبير في وجدانه ووجدان الكثيرين، فنفذ أعماله مستخدما الطباعة من قوالب "الزنك" كأداة فنية، فعمل علي دمج وعمل مزاوجات بين الخط ممثلا في الكتابات المحيطة التي تحكي أمرا ما، وبين الكتل اللونية المسمطة، وبين الشخصيات الفنية والدرامية المختلفة وهي أبطال لوحاته. استخدم المغربي في نقل الوجوه أحد فنون الطباعة والحفر، التي تشبه طريقة التصوير، وغلبت علي أعماله استخدام ألوان قليلة غلب عليها الأسود، الذي استخدمه في التعبير عن معظم الشخصيات لإضفاء طابع القدم، واللونين الأحمر والأزرق، بالإضافة إلي اللون الأبيض في الخلفية، وقام الفنان باستخدام تقنيات طباعية تعتمد علي الملمس، مثل ملمس الرخام "ماربل" وغيرها، في نوع من التلخيص الشكلي، مما أضفي علي لوحاته نوعا من المعاصرة، في حضور ومزاوجة بين المكان والتاريخ والروح الشعبية والأحداث الاجتماعية والسياسية، التي تدعو للاستغراب بل والتساؤل. إلي جوار المعرضين السابقين يقام معرض لفنون الخزف الياباني بعنوان "روعة الخزف الياباني" في قاعتي "أحمد صبري" و"راغب عياد" يعرض مجموعة من الأعمال الخزفية لعدد كبير من الفنانين اليابانيين، بأحجام وأشكال متفاوتة، تنوعت بين الحديث والقديم، التي تعود إلي مراحل تاريخية متنوعة باليابان، كما تعددت الألوان المستخدمة في تلوين الأعمال بين الألوان الصارخة والأخري الهادئة، كما تنوعت الأساليب المختلفة للحرق "الجليز"، ليمثل المعرض بانوراما لفنون الخزف الياباني.