برلماني: الدولة تسعى لتحسين التجربة السياحية وترسيخ مكانتها بالخريطة العالمية    إزالة 17 حالة تعد جديدة على نهر النيل بدمياط    «إجيماك» تتفاوض مع بنوك محلية للحصول على قرض بقيمة 700 مليون جنيه    واشنطن «غير أكيدة» من وضع قوات كييف...رئيسة ليتوانيا: هذه هي مساعدات أمريكا الأخيرة    غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة بجنوب لبنان    مدرب يد الزمالك يعقد جلسة فنية مع اللاعبين قبل لقاء الترجي    حملات تموينية على الأسواق في الإسكندرية    مفاجأة إسعاد يونس.. ياسمين عبد العزيز ضيفة «صاحبة السعادة» في شم النسيم    الطلاق 3 مرات وليس 11..ميار الببلاوي ترد على اتهامات شيخ أزهري    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    أحمد حسام ميدو يكشف أسماء الداعمين للزمالك لحل أزمة إيقاف القيد    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    ختام امتحانات النقل للمرحلتين الابتدائية والإعدادية بمنطقة الإسماعيلية الأزهرية (صور)    غدا انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة بالتجمع    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    مجرم في كهرباء الجيزة!    السر وراء احتفال شم النسيم في مصر عام 2024: اعرف الآن    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب النسخة العاشرة    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الرئيس التنفيذي للجونة: قدمنا بطولة عالمية تليق بمكانة مصر.. وحريصون على الاستمرار    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    أمن أسيوط يفرض كرودا أمنيا بقرية منشأة خشبة بالقوصية لضبط متهم قتل 4 أشخاص    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    بايدن: لن أرتاح حتى تعيد حماس الرهائن لعائلاتهم    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    الصين: مبيعات الأسلحة من بعض الدول لتايوان تتناقض مع دعواتها للسلام والاستقرار    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ابحثوا عن الأسباب الحقيقية!

لست عضوة بالحزب الوطني ، واختلف مع سياساته اختلافا منهجيا جذريا، ومن ثم حين أقول ما انا مقتنعة به لااغازل الحزب ولا انتظره يغازلني لانه يعرف جيدا قدر اختلافي معه ومع سياساته الاقتصادية الاجتماعية، ايضا لا افكر ولا اتصور ولا اطمح في الانضمام للجنة السياسات ولا اغازلها واعرف جيدا انها تضم من القيادات الحزبية من هم يؤمنون ايمانا عميقا بسياسة الحزب وتوجهاته وخطه السياسي ويختلفون معي اختلافا كبيرا !!! ، ايضا لا اسعي بأي كلمة أقولها إلا لمصلحة الوطن ومواطنيه من وجه نظري ، وحين اري مصلحة الوطن لا اصمت ولو تشاجرت معي المجرة الشمسية بكل اهلها ، فمصلحة الوطن فوق اي وكل اعتبار ، ايضا لا اسعي كما قال لي احد المتشاجرين معي " لتبييض وجه الحكومة" فالحكومة لاتحتاجني ولاتحتاج غيري لتبييض وجهها وهي تري ان وجهها ابيض وسياساتها خضراء وتسير في طريقها لاتكترث بأي انتقادات او هجوم ...
مللت الصخب
لماذا اقول هذا؟ لاني مللت الصخب الذي يصاحب بعض كتاباتي ، ابتزازا وهجوما ، عملا بمنطق من ليس منا فهو علينا ، فكثير من الاصدقاء والمعارف ممن يختلفون مع الحزب الوطني وسياساته يرون سبيلا وحيدا للممارسة السياسية في هذا الوطن وهي الهجوم الهجوم، الانتقاد الانتقاد لأي شيء وكل شيء يحدث في ظل حكم الحزب الوطني وحكومته ، ولأني لا أؤمن بهذا المبدأ المتطرف ولا اري اي فائدة منه للوطن والمواطنين واري ان الحياة ليست ابيض واسود وانما بينهما جميع الوان الطيف السياسي ، فكثيرا ما أقف امام " الديماجوجية" والصخب الذي يثيره بعض المثقفين والمعارضين السياسيين افكر فيه وفي معانيه ، اتامل دلالاته ، اتامل اثاره ليس علي ولا علي الحزب الوطني ولا علي حكومته ، بل علي الوطن ومواطنيه ، وكثيرا ما أرفض الصخب والضجيج والشعارات الفارغة التي يتفوه بها البعض ويكتبها استثارة لغضب الغاضبين...
البعض لايحب الحكومة
ودعونا نكن صرحاء مع بعضنا البعض ومع انفسنا، البعض من شعبنا لايحب هذه الحكومة ولا يشعر أنها تعبر عنه ، لايشعر انها تدافع عن مصالحه أو منحازة له ، البعض يري ان هذه الحكومة منحازة للاغنياء علي حساب الفقراء وان قراراتها الاقتصادية والاجتماعية منحازة للاقلية الثرية علي حساب الاغلبية الفقيرة وان سياساتها الاجتماعية تخلو من العداله وتكافئ الفرص وسياستها الاقتصادية ونظريات الخصخصة واقتصاد السوق الحرة التي تتبناها الحكومة انما يسرقون القوت من فم الفقراء لصالح الاغنياء المتخمين بالثروة والنفوذ ... هذا مفهوم !! ايضا لا انكر ان هناك غاضبين كثيرين من المواطنين في هذا الوطن ، ولا انكر ان لغضبهم اسبابًا موضوعية يلزم فهمها وعلاجها ، لكني في نفس الوقت لا اقبل ان تكون مهمة المعارضين والسياسيين المخالفين للحكومة - هذه الحكومة او اي حكومة - هي فقط استثارة الغضب ودفعه لطرق الانفجار الحتمي الذي سيحرق الوطن ويدمره في المقام الاول دون طرح اي رؤي بديلة او سياسات مختلفة لصالح الوطن والمواطن، لذا كثيرا ما افكر فيما يحدث حولي ، وحين لا أفهم اظل صامتة حتي افهم ، وحين اهتدي لرأي محدد فيما يحيرني اقوله واعلنه واتحمل تبعاته وكما قلت من أربع سنوات في إحدي مقالاتي السابقة و" رزقي علي الله " فأنا لا أعيش من المعارضة السياسية ولا احترفها ولا اقتات منها ولا انتمي لحزب التزم بقواعده الحزبية وانضباطه اللائحي وبرنامجه السياسي ، انا مواطنة مصرية حرة تماما اكتب واقول ما يمليه علي عقلي وضميري وعشقي للوطن وحبي وعشقي لهذا الشعب الذي اشرف بالانتماء اليه واراه جديرا بحياة كريمة لائقة جميلة اعرف - حسب وجهة نظري وقناعاتي الشخصية - معاييرها واسسها وشكلها جيدا !!!
لم تنجح الأحزاب
في نفس الوقت الذي يستبد فيه الغضب بنفوس كثير من الشعب فشلت الحياة الحزبية المصرية في استيعاب وتنظيم الشعب او مواطنيه المهتمين بالشأن العام والسياسة ، لم تنجح الاحزاب السياسية في احتواء وضم الالوف وربما الملايين ممن يهتمون بحال هذا الوطن ، وياليتها نجحت في ذلك ، فالمعارضة المنظمة الواضحة المعالم والقواعد يسهل الاختلاف والاتفاق معها ، يسهل الوصول لنقاط اتفاق وتحديد القضايا الخلافية ، يسهل معها وبينها الاتفاق والاختلاف لأن المعايير واضحة وصريحة ، وعكس هذا لايؤدي الا الي النتيجة المأساوية التي نعيشها حيث صار كل مواطن فرد حزبا سياسيا لوحده ، يرفض ما يرفض ويقبل مايقبل يصرخ بصوته الجهوري يفصح عن غضبه الذي يشكل ويحدد مساحات اختلافه مع الحكومة ..
فعشنا شرذمة سياسية رهيبة وكان لدينا مليون حزب سياسي وهم في حقيقتهم مليون - اكثر او اقل - مواطن يعتبركل منهم نفسه في ذاته حزبا سياسيا يملك منبره الخاص للتعبير عن نفسه ربما عمود في احدي الصحف اليومية ، وربما برنامج في فضائية ربما ندوة في احد الاماكن يحضرها عشرة اشخاص غيره ، ربما " بروفيل خاص او جروب " علي الفيس بوك ، ربما لقاء اسبوعي علي القهوة وسط الاصدقاء ودخان الشيشة ولعب الطاولة ، ينتقدون براحتهم ويهاجمون بحريتهم وفي نهاية اليوم ينامون مطمئني الضمير الوطني ، كل واحد منهم يفعل مايحلو له ويقول مايحلو له ، من يكتئب من قضية شخصية يعتبرها قضية الوطن ، من يغضب من امر تافه يعتبر غضبه هو غضب الشعب لانه المعبر عن الشعب أليس هو حزبًا سياسيا في ذاته و" هاتك ياهجوم " متصورا نفسه زعيما عظيما تؤيده الجماهير والشعب التي تتسلي بغضبهم احيانا وتتفاعل معه وتزايد عليه احيانا اخري ، فتتحول المعارضة السياسية " لمكلمة " لا احد ينضم لحزب ولا احد يحمل بطاقة انتخابية ولا احد مستعد يعطي جزءًا من وقته ومجهوده لتغيير الحياة التي لايكف عن انتقادها ، فقط شتيمه وغضب وهجوم وفوضي واراحة ضمير وتختلط الامور ما بين الاوهام الشخصية والاحلام السياسية والشرذمة الحزبية والغضب والضيق ويتصور كل مواطن حزب سياسي انه يقود الجماهير التي تصفق له لتحقيق احلامه ويصدق نفسه ويزداد الصخب والضجيج وينزلق المجتمع لفوضي بلا قواعد ، كأن الشعب دخل ملعبًا كبيرًا، بعضهم يلعب كرة يد وبعضهم يلعبها طائرة ، بعضهم يلعب مصارعة بعضهم يلعب جمباز ،بعضهم يلعب شيش وبعضهم يلعب باليه مائي ، كل واحد يلعب علي كيفه بقواعده الخاصة وقواعد لعبته ثم سرعان ما يصرخون جميعا " جووووون " يتصورون ان شرذمتهم وضجيجهم و" كلامهم الكثير وعباراتهم الطنانة " ستغير وجه الحياة !!!!
أبويا اتحرق
ولأننا نعيش هذه الفوضي ، ولان كل واحد يقول مابدا له من افكار ، ولان الشرذمة السياسية والمواطنين الاحزاب يعشقون شعار " هيه هيه ابويا اتحرق ، هيه هيه ابويا اتحرق " الذي هتف به يونس شلبي في مسرحية مدرسة المشاغبين ، فهؤلاء المواطنون الاحزاب ينتظرون اي حدث ليصرخوا غاضبين يهاجمون الحكومة - التي تستحق الهجوم لالف سبب موضوعي غير مايقولون به - وينتقدوها و"يقطعوا وشها" و"يتلككون لها" وليس مهما العقل والمنطق والرزانة وموضوعية الاختلاف .... كل ماهو مهم الصراخ المحبب لديهم " جوووووون " في مرمي الحكومة !!!!
لماذا اقول كل هذا ...... لاني - وانا المختلفة مع الحكومة وسياساتها - كنت ضد مطالبة وزير النقل بالاستقالة بسبب كارثة قطاري العياط فمن طالبوا باستقالة وزير النقل لا يكترثون بالاسباب الحقيقية للحادثة المروعة ، بل قفزوا فوق احداثها ومسبباتها الواقعية فهما وتشخيصا وعلاجا وانحازوا لفكرة هزيمة الحكومة ممثلة في احد وزرائها ، قطارا العياط ارتطما ببعضهما البعض ، هو حدث جلل ، كارثة بكل المعايير ، اذن لابد من استقالة الوزير المختص ، بصرف النظر عن اسباب تلك الكارثة، وبصرف النظر عما اذا كانت استقالة الوزير ستحول مستقبلا بين تلك الكارثة ومثيلاتها من الحدوث مستقبلا ، ليس مهما الا تتكرر الحادثة مستقبلا ، المهم استقالة الوزير فيصرخ الجميع في وجه الحكومة "جوووووووووون" !!!!
عقبال الباقي
انها فكرة براقة جدا .... وتبدو ديمقراطية جدا ، تروق للجمهور الذي وصفته امثالنا الشعبية باعتباره " عايز جنازة ويشبع فيها لطم " ان يستقيل السيد الوزير ، اي وزير ، وياليت الحكومة كلها تستقيل ، ليس مهما السبب الذي نتذرع به لمطالبتها بالاستقالة ، فلدينا مئات الاسباب التي لا نحبها من اجلها ، كل سبب من هؤلاء المائة او المليون كاف للمطالبة بالاستقالة الفردية او الجماعية للحكومة ، وحين يستقيل الوزير يثلج صدرنا ونسعد ونسجل في مرمي الحكومة التي دفعنا احد وزرائها علي الاستقالة " جوووووووون " !!! وعقبال الباقي !!!!
فكرة براقة جدا ، ان نطالب السيد الوزير اي وزير بالاستقالة ، والاكثر بريقا وديمقراطية ، ان يستجيب السيد الوزير لضغوطنا واحتجاجاتنا ومطلبنا ويستقيل لكن احدا ياسادة لا يفكر ما الذي حدث !!!! هل استقالة الوزير اي وزير امر مستحيل ، ابدا لقد اثبتت التجربة العملية الاخيرة ان الاستقالة " اسهل من شكة الدبوس " مجرد ورقة وقلم " بخمسة صاغ " وسطرين " ارجو قبول استقالتي " و" لملمة الاشياء الخاصة من ادراج المكتب " والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته !!! اذن استقالة الوزير ممكنة وقابلة للتنفيذ مرة واثنين وعشرة ولكن ....... لماذا نطالب باستقالة السيد الوزير اي وزير من منصبه ؟؟؟
لفشله في ادارة وزارته لمسئوليتها عن خطأ ارتكبته وزارته تسبب في كارثة للشعب لإقرار مبدأ محاسبة المسئولين - لكن المحاسبة يلزمها ثبوت ارتكاب الخطأ - لاقرار مبدأ المسئولية المعنوية لماذا ؟؟؟؟
لماذا طالب الافراد الاحزاب السياسية من اصحاب الأعمدة او الصفحات او البرامج الفضائية او بروفيلات الفيس بوك باستقالة وزير النقل بسبب كارثة قطاري العياط ؟؟؟ وهل استقالة الوزير المختص عالجت اسباب حدوث الكارثة وستمنع تكرارها في المستقبل ، هذا هو السؤال الذي شغلني طيلة الاسبوعين الماضيين ، ولأني توصلت لعكس ذلك قررت اكتب في هذا الموضوع ، ادب يدي في عش الدبابير حبا في الوطن الذي يحتاج من بعض ابنائه للتعقل والتروي والتفكير المنطقي !!!!!!!! لماذا حدثت كارثة قطاري العياط وما قدر مسئولية الوزير او الحكومة عن اسبابها ؟؟؟؟!!!!
الفلاحين والجاموسة
حادثة قطاري العياط بدأت حين عبرت جاموسة شاردة فوق قضبان القطار في ذات اللحظة التي اقترب فيها القطار منها فدهسها وتوقف القطار ونزل السائق وتابعوه لرفع وانتشال جثة الجاموسة من تحت عجلات القطار حتي يتمكن من استكمال سير القطار الذي لحقت به اعطال فنية نتيجة تلك الحادثة بل ورددت بعض الصحف ان الفلاحين تشاجروا مع سائق القطار لاصطدامه بالجاموسة مما عاقه عن التحرك بالقطار ، وقال صابر مالك الجاموسة انها افلتت من رباطها نتيجة لانشغاله بحديث مع ابنه ألهاه عن الجاموسة التي شردت فوق القضبان !!!
وحين ذهب سائق القطار الواقف علي القضبان لعامل برج المراقبة المختص لاخطاره بالحادث لمنع وايقاف القطارات اللاحقة علي نفس القضبان لم يجده ، ونشر انه غادر موقع عمله قبل ساعات من انتهاء مواعيد عمله وركب القطار ومات في الحادث ونشر في جرائد اخري انه استأذن للانصراف من عمله مبكرا لمرض مفاجيء ألم بزوجته وانه استأذن من رئيسه الذي مات في الحادث !!!
في نفس الوقت نشرت احدي الصحف اليومية واحدي المحطات الفضائية ان عامل برج المراقبة المركزية في رمسيس لم يتلق المكالمة التي ارسلها له عامل كشك البدرشين بوجود قطار متوقف علي القضبان لانه ترك موقعه لمدة نصف ساعة دون ان يخطر احدًا للتواجد بدلا منه حتي ينتهي من صلاته حسبما نشر في بعض الصحف وحتي يعود من الحمام كما قالت بعض الصحف الاخري !!!!
اذن جاموسة وعامل انصرف مبكرا من موقع عمله دون بديل وعامل ترك موقع عمله لمدة نصف ساعة دون بديل تسببوا في الكارثة !!!!
لكن فكرة " الجاموسة " لم تعجب الشعب الغاضب من الحادث وكثرة ضحاياه ، فسخروا منها واعتبروها حجة ارتكنت عليها الحكومة ووزير النقل للفرار من المسئولية !!! فخطأ الحكومة كمتسبب في الكارثة اقرب لنفس الغاضبين طبعا من فكرة جاموسة شاردة ، فلو قبلنا فكرة الجاموسة الشاردة ما وجدنا احدًا نصب عليه جام غضبنا من الكارثة المروعة الا عم صابر مالك الجاموسة وهو فلاح مصري طيب انتقي لدوابه " زريبة " بجوار شريط القطار دون انتباه لخطورة ذلك علي دوابه وعلي القطارات ، لكن عم صابر من الشعب و" منا وعلينا " والحكومة هي المسئولة عن كل الكوارث !!!
ايضا اعتبار اهمال الموظفين الصغار بهيئة السكك الحديدية ، احدهما بالانصراف مبكرا من عمله دون بديل والاخر بترك موقع عمله علي خطورته لمدة نصف ساعة دون بديل ، هو السبب في الكارثة ، أمر لايصادف الهوي في نفوس الغاضبين الذين يتوقون وينتظرون سببًا ضخمًا ككارثة القطار لمهاجمة الحكومة ووزرائها !!!
جووووووون
بل ان الكثيرين من الافراد الاحزاب السياسية في نفس الوقت الذين طالبوا فيه باستقالة الوزير ، حذروا في منابرهم الدعائية المختلفة من تحميل الموظفين الصغار مسئولية تلك الكارثة ، وكأن من حق الموظفين الصغار ان يخطئوا ويخالفوا واجباتهم الوظيفية ويتسببوا في كوارث كيفا شاءوا ولايحاسبون لانهم " من الشعب " ، ولانه ليس معقولا المطالبة باستقالة الشعب فليس امامنا الا المطالبة باستقالة الوزير !!!!
وقد استقال الوزير فعلا وصرخ الغاضبون والافراد الاحزاب السياسية "جووووون " لكني مازلت لا اعرف قدر مسئولية وزير النقل عن اخطاء " عم صابر مالك الجاموسة وعامل التحويلة المزوغ وعم حسن اللي راح يصلي" !!!
ربما تسفر تحقيقات النيابة العامة ولجانها الفنية عن اسباب اخطر واشد جسامة للحادث من اهمال عم صابر وعم حسن بما يكشف فعلا عن مسئولية الوزير عن الكارثة ، وقتها فقط كنا جميعا سنطالبه بالاستقالة والتنحي عن موقعه الوزاري ، لكن قبل الانتهاء من تحقيقات النيابة ، مازالت الصورة غامضة وغير مفهومة ، لماذا استقال السيد الوزير !!!
استقالة السيد الوزير
كان يتعين علي الجميع انتظار الانتهاء من تحقيقات النيابة والانتظار من تحقيقات النيابة الادارية مع موظفي هيئة السكك الحديدية الذين احالهم السيد الوزير للتحقيق ، فتلك التحقيقات كانت ستكشف عن الحقيقة ومسئولية كل شخص فيها !!! اما استباق الاحداث والنتائج واعتبار الوزير هو المسئول عن تلك الكارثة لامتصاص غضب الغاضبين ودفعه للاستقالة لتهدئتهم فهو في حقيقته امر يبتعد عن المنطق تماما .... لماذا ؟؟؟ لاننا معنيون اساسا بمعرفة اسباب الكارثة وتلافيها ووقاية الشعب من تكرارها، ولسنا معنيين بالبحث عن وزير نحمله المسئولية هو وحكومته ونهاجمهما معا و" ننام ونستريح " ونترك اسباب الكارثة الحقيقية قائمة وقابلة لافراز آلاف الكوارث المماثلة، فاستقالة السيد الوزير ليست حلا ومهاجمته والحكومة التي ينتمي اليها يريح الصدور لكنه ليس حلا لمنع تكرار الكارثة !!!
الفقرة الأخيرة - ابحثوا عن الاسباب الحقيقية لكارثة العياط وعالجوها !!! ابحثوا عن الاسباب الحقيقية للكارثة وعالجوها حتي نتوقي الكوارث مستقبلا ونقي شعبنا مزيدا من الاحزان .... وهذا في الحقيقة جل مايهمني !!!
الجملة الأخيرة - هناك فارق كبير بين المعارضة السياسية مهما كانت حدتها ودرجتها وبين إشاعة الفوضي !!!ا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.