في ظل تزاحم الساحة الدينية والدعوية بالآراء والدروس الدينية يقف الشباب في صف فكري مخالف لما يتم وضعه من برامج وخطط دعوية تقوم بها وزارة الأوقاف داخل مساجدها وهو ما أظهرته العديد من الآراء التي تم استطلاعها من بين الفئات العمرية المختلفة بين الشباب. ولقد جاء علي رأس أسباب عزوف الشباب عن المساجد تمسك دعاة وخطباء المساجد وعلماء المؤسسة الدينية بأسلوب الموعظة المباشرة التي لا تعتمد علي قصص إنسانية وكلمات مبسطة تتناسب مع ثقافة شباب العصر. فبكلمات بسيطة تعبر شروق سيد 20 عاماً عن مدي إعجابها بحديث خالد الجندي وتعتبره من أفضل الدعاة علي الساحة لذلك تحرص علي متابعة الفقرة التي يقدمها في برنامج البيت بيتك فهي تقتنع بكل ما يقول من فتاوي خاصة أنه يصاحبها بشرح مؤكدة أنها لا تتابع برامج الدروس الدينية المباشرة من المساجد أو برامج علماء الأزهر و إنما تتابع البرامج الدينية التي تعتمد علي دعاة شباب باعتبارها الأنسب لمن هم في مثل سنها. مصطفي الشربيني 22 سنة لا يجد في الخطاب بالمسجد ما يجذبه لذلك يتجه إلي البرامج الدينية بالتليفزيون قائلاً أفضل الاستماع إلي معز مسعود ومصطفي حسني فكل منهما له طريقة مميزة تعتمد علي الكلمات البسيطة والشرح الوافي من واقع الحياة فهما يتناولان مختلف الجوانب الدينية ولكن بشكل عصري. هبة إسماعيل التي تبلغ من العمر 32 سنة تفضل مشاهدة الحبيب الجفري فهي تري أنه يشير إلي نقاط الضعف في المجتمع ويصر في كل برامجه علي التحدث عن الأخلاقيات التي يجب علي كل مسلم اتباعها علاوة علي متابعتها لحلقات د.مبروك عطية فعلي حد قولها أنه مختلف عن بقية شيوخ الأزهر حيث يناقش القضايا الدينية والاجتماعية كما يخاطب المسلمين بلغة بسيطة تتناسب مع مختلف الطبقات. أما سامر عبدالرحمن 18 عاماً فإنه ينجذب إلي الشيخ محمد جبريل ليس عن طريق التليفزيون فحسب وإنما أيضا يستخدم الإنترنت للاستماع إلي أحاديثه وصوته في قراءة القرآن وأدعيته بالإضافة إلي شرائط الكاسيت التي يحرص علي اقتنائها كما يستمع في بعض الأحيان إلي الشيخ محمد حسان. أما أحمد جمال طالب بكلية الإعلام فيشير إلي أنه لا يتأثر بدعاة المساجد وأنه يتأثر بعمرو خالد ويراه أفضل الدعاة ويتابعه سواء عبر التليفزيون أو الإنترنت والسبب في ذلك أنه يتحدث إلي الشباب بطريقة تواكب العصر فضلاً عن أنه يشعر بمشاكلهم ويناقشها بشكل عملي وبسيط علي عكس الكثير من الشيوخ الذين يفتقدون للغة الحوار التي لا تلائم تفكير الشباب. سامي الشريف 25 سنة لا يستقي معلوماته الدينية أيضا من المسجد ولا يعتمد علي الأئمة في بناء ثقافته الدينية وإنما يعتمد علي التليفزيون باعتباره الوسيلة الأنسب له ويقول أن المشاهدة تعد أكثر جذباً وتفاعلاً من الاستماع ويعتبر أكثر الدعاة تميزاً عمرو خالد لأنه يقدم أفكاراً وقصصاً لا يعرفها الكثيرون ويستعين بتصويرها في المناطق الحقيقية التي وقعت بها الأحداث. تقول شيرين محمد 28 سنة أنها تستمتع بمتابعة برامج الداعية الشباب معز مسعود الذي يتمتع بكاريزما وخطاب ديني يناسب الشباب كما تستمع إلي د.عبلة الكحلاوي نظراً لمصداقيتها وكلامها البسيط الذي يصل إلي قلوب المشاهدين. أما راندا سامي 20 سنة فترفض متابعة دعاة المساجد وتري أن الفتوي والدعوة التي يصدرها علماء الأزهر عادة تكون غير مصحوبة بشرح لذلك لا تصل إلي عقول الشباب ومن هنا فهي تفضل متابعة كل من عمرو خالد ومعز مسعود باعتبارهما يراعيان التجارب التي يمر بها الشباب الحالي لذلك فهما يوجهان النصح من واقع خبراتهما وثقافتهما الدينية بأسلوب بسيط ومشوق يجذب فئة الشباب.