في واحدة من الاكتشافات الحديثة التي تدعم السياحة البيئية بأرض لم تشهد هبوط قدم بشرية رصدت "روزاليوسف" في جولة بحرية هي الأولي صحفياً وإعلاميا 9 هياكل عظمية لحيتان بحرية تم العثور عليها من قبل رجال المحميات الطبيعية بجزيرة القرن الذهبي النادرة، الاكتشاف الجيولوجي المثير الذي ننفرد بالإعلان عنه بعد العثور عليه بأيام قليلة سيضع المنطقة علي الخريطة السياحية والجيولوجية بعد استكمال الهياكل الموجودة التي ظلت تحت الرمال طيلة 40 مليون سنة. داخل أكبر قرن ذهبي تبلغ مساحته 12 كيلو مترًا مربعًا تحيط به المياه من كل جانب في منظر طبيعي بديع وسط مياه بحيرة قارون التي تبلغ مساحتها 55 ألف فدان أي حوالي 250 كيلو مترًا مربعًا، هناك اخترق اللنش البحري المياه بصحبة مسئولي المحميات لمسافة 7 كيلوا مترات في عرض البحيرة التي تقع داخل محمية مساحتها 1385 كيلو مترًا مربعًا. كانت الساعة الثالثة عصرًا، حيث المياه الصافية والطيور المهاجرة التي قررت قضاء إجازة صيفية في مكان بعيد عن البشر هناك الآلاف من الطيور التي حفرت أعشاشها علي الرمال بعد أن خرج الصغار في أمان لا ضوضاء ولا صيد.. إلا أن هيئة التنمية السياحية قررت فرض سطوتها علي الساحل الشمالي المقابل للجزيرة الذي يبعد حوالي كيلو ونصف الكيلو عن الجزيرة بهدف إنشاء منتجعات سياحية علي مسافة 2760 فدانًا بطول 10 كيلو مترات بالرغم من تحويل الصرف الصحي علي البحيرة من قرية الجوهرة ومحطة كحك للصرف الصحي التي تصرف بطريقة غير معالجة داخل البحيرة، ورغم وجود مناطق بالساحل الجنوبي لإنشاء منتجعات لا تزال تصر الهيئة علي موقفها الذي يتسبب في تدمير البيئة الطبيعية والثروات النادرة والطبيعة الخلابة. اكتشاف الجزيرة تعتبر القرن الذهبي من أهم مواقع الحفريات النادرة، ففي عام 1902 سجل العالم الألماني شوين فورس بحثًا عن حفريات نادرة، حتي جاء الملك فاروق الذي انبهر بسحرها وطبيعتها الخلابة فأنشأ استراحة صغيرة لمشاهدة الطيور والتمتع بالهواء النقي والمياه الصافية وحفر أماكن لتربية الغزلان وبعض المدقات الصغيرة لمرور الكارتة. تجمع الطيور المهاجرة تعتبر الجزيرة إحدي أماكن تجمع الطيور المهاجرة والنادرة يستقر علي ظهرها سنويا أكثر من 16 ألف طائر من النورس والخطاف البحري والصقور والحمام الجبلي.. ويقول الدكتور محمد حماد، المشرف علي حركة الطيور بالمحمية، إن عملية التزاوج ووضع البيض تكون في شهر أبريل من كل عام يفقس البيض في شهر مايو لتبدأ الكتاكيت في أول عملية طيران اعتبارًا من شهر يوليو يصل عدد النوارس الموجودة إلي نحو 10 آلاف طائر تضع 25 ألف بيضة علي رمال الجزيرة. تعتمد في غذائها علي صيد الأسماك الصغيرة في المياه الراكدة الهادئة وتتجمع النوارس في 35 تجمعًا في المستوي الأعلي من الشاطئ بطول 2 كيلو متر، بينما الحمام الجبلي يضع البيض في الأماكن الصخرية. حيتان نادرة ويضيف حماد أن هناك ثروات طبيعية من الحيتان النادرة والطبيعة الخلابة التي من الممكن استثمارها في السياحة الطبيعية من خلال تخصيص مغابي للسياح وأبراج مراقبة عن بعد لمشاهدة الطيور البحرية دون إزعاجها والوقوف بجانب الصخور العجيبة ذات اللون الذهبي الرائع. الاكتشافات الحديثة يقول الدكتور جبيلي عبدالمقصود المسئول عن الحفريات الجيولوجية بالمنطقة، منذ أيام قليلة بدأ البحث عن حفريات بالجزيرة حتي تم التوصل إلي 9 هياكل عظمية لأنواع نادرة من الحيتان القديمة التي يبلغ عمرها حوالي 40 مليون سنة الاكتشاف كان أكثر غرابة حينما عثرنا علي أصابع الأطراف الأمامية لذلك الحوت وهي تدل علي مرحلة تطور الحيتان إلا أنه ثبت أن تلك الأنواع لم تعش علي الأرض لكنها شهدت نهاية مرحلة التطور فقط. أنواع مختلفة وكانت الهياكل المكتشفة لأنواع الباسيلوسوس إيزيس والدريدون أتروكس، تجمعت تلك الحيتان قديمًا داخل أخوار "بحر التيسي القديم" وهو المتوسط حاليا و"التيسي" كلمة لاتينية علي اسم إله وكانت تعيش به تلك الأنواع للتزاوج والمعيشة وتربية الصغار. ويلفت جبيلي إلي أنه تم العثور علي ذراع للحوت وليس زعنفة ويبلغ طولها حوالي 30 سم وهو ما يؤكد أن حيتان الجزيرة ليست لها القدرة علي السير علي الأرض وإنما كانت في نهاية مرحلة التطور وذلك لصغر الأذرع مقارنة بحجم الحوت الذي يبلغ طوله 18 مترًا ويتميز السورس بكبر حجمه وطول الفقرة الواحدة من الفقرات البطنية 30 سم وعدد الفقرات في العمود الفقري 65 فقرة منها 20 فقرة في العنق و17 في الصدر و21 في الذيل. كما تم العثور علي مجموعة كبيرة من أسنان سمك القرش، وبعض عظام التماسيح، هذا بالإضافة إلي أن هناك أعدادًا كبيرة من الأشكال الطبيعية المكونة من صخور علي شكل رءوس الأفاعي والبطيخ والصقور ذات الثقوب الكثيرة جدًا. التهديدات والتعديات كشف الدكتور المحمدي عيد رئيس جهاز شئون البيئة الأسبق وخبير البيئة العالمي أن هناك تهديدات كبيرة تواجه جزيرة القرن الذهبي بقارون في حال إنشاء منتجعات سياحية علي الساحل الشمالي وقال إن مشروع المنتجعات السياحية الذي ترغب هيئة التنمية السياحية في إنشائه علي مساحة 2760 فدانًا مخالف لقانون البيئة ومؤثر علي الثروات الطبيعية النادرة بالمنطقة المأهولة بالحفريات النادرة. واستنكر المحمدي فكرة إنشاء منتجعات دائمة بالساحل الشمالي بالرغم من وجود أماكن بديلة بالساحل الجنوبي ليس لها خطورة علي المنطقة.. موضحًا أن الساحل الشمالي يخضع كاملاً للمحميات الطبيعية وأن جزيرة القرن الذهبي منطقة نادرة من حيث الطبيعة الخلابة التي قد تؤثر عليها حركة السياحة والمراكب واللنشات بازعاج الطيور المهاجرة وتدمير لبعض الحفريات. سياسة اليوم الواحد وطالب المحمدي بأن تكون هناك سياسة اليوم الواحد فقط تنشأ بالساحل الجنوبي عبارة عن كامبات "مخيمات صغيرة" وليس سياحة دائمة فنادق ومنتجعات لأن الفيوم ليست بعيدة عن القاهرة فلماذا تدمير الثروات ولفت المحمدي إلي أنه لابد من تنقية البحيرة وتنظيفها من الملوثات الموجودة بها والصرف الصحي المحول عليها والذي أثر علي طبيعة المياه بها ونظافتها لأن البحيرة منطقة مغلقة وليست متجددة فأي ملوثات تظهر عليها، مشيرًا إلي أن الفيوم في قديم الأزل وتحديدًا من 1500 سنة قبل الميلاد كانت سياحة علية القوم من الفراعين كانت نقية غير ملوثة مثلما عليه الآن - فلماذا لا تستغل بطريقة آمنة بيئيا بطريقة تراعي الشروط والمعايير الواردة في القانون رقم 4 لسنة 1994 والمعدل لسنة 2009 ولماذا لا تلتزم هيئة التنمية السياحية بالمعايير البيئية وعدم إهدارها للمحميات، وقال مصدر مسئول بالمحميات إن هناك بعض المصادر تقوم بالصرف الصحي المباشر علي البحيرة ورغم المخالفات إلا أنها لم توفق أوضاعها البيئية منها علي سبيل المثال قرية الجوهرة ومحطة كعك للصرف الصحي التي تحول الصرف مباشرة إلي مياه البحيرة. مستنكرًا موقف هيئة التنمية السياحية التي ترغب في إنشاء منتجعات دون اتخاذ خطوة واحدة في تطهير البحيرة من الملوثات. من جهته قال علي مطراش مدير محمية قارون إنه لا توجد حتي الآن أي دراسة لتقييم الأثر البيئي تقدمت بها هيئة التنمية السياحية لإنشاء المشروع فهل ترغب في إنشاء المشروع بدون دراسة؟ مشيرًا إلي أهمية المنطقة وما تتمتع به من ثروات طبيعية نادرة يجب الحفاظ عليها وتنميتها.