أكد وزير الخارجية المجري بيتر لاباج أن الزيارة التاريخية الحالية للرئيس حسني مبارك للمجر وما دار خلالها من محادثات قمة أكدت من جديد أن علاقات مصر والمجر هي علاقات ممتازة وتضرب بجذورها في التاريخ، جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية المجري مع وزير الخارجية أحمد أبوالغيط عقب جلسة المباحثات التي عقدت بينهما أمس بمقر وزارة الخارجية المجرية في اطار النشاط السياسي والدبلوماسي المكثف المصاحب لزيارة الرئيس الرسمية للمجر. وأشار الوزير المجري الي اعتزاز بلاده بكون مصر من أقدم الدول التي ارتبطت بها المجر بعلاقات دبلوماسية حيث يرجع تاريخ هذه العلاقات الي عام 1928 وهو ما يؤكد تقدير المجر البالغ لاهمية دور مصر في منطقتها وأهمية تعزيز العلاقات الثنائية معها في المجالات المختلفة. أضاف أنه تم خلال لقائه مع أبوالغيط التركيز علي تبادل الآراء إزاء العديد من القضايا السياسية وقضايا العمل الدبلوماسي محل اهتمام البلدين، وفي مقدمتها قضايا الشرق الاوسط وفلسطين وأفغانستان وإيران، كما أطلعه علي الهدف من المؤتمر الموسع الذي ستستضيفه المجر حول البوسنة والهرسك الشهر المقبل. كما أطلع الوزير المجري أبوالغيط علي أبرز القضايا وآليات التعاون في منطقة البلقان ووسط أوروبا. ومن جانبه أكد وزير الخارجية أحمد أبوالغيط حرص مصر الدائم علي المزيد من تعميق وتوسيع نطاق التعاون الثنائي مع المجر في المجالات المختلفة وهو ما تجسد في زيارة الرئيس مبارك الحالية للمجر والتي تعد الاولي لزعيم مصري للمجر بكل ما تفتحه من مجالات للتعاون الثنائي والاقليمي سياسيا واقتصاديا. وقال أبوالغيط إن مباحثاته اليوم مع نظيره المجري اتاحت الفرصة لتبادل الآراء بشكل مفصل حول القضايا الاقليمية خاصة قضايا الشرق الاوسط وأفريقيا ومنطقة الخليج العربي وايران وافغانسان مشيرا الي أنه أطلع الوزير المجري علي الجهد المصري فيما يتعلق بدفع مسيرة السلام خاصة علي المسار الفلسطيني ومساعي مصر الحثيثة من أجل توحيد الصف الفلسطيني. وقال أبوالغيط انه أبلغ نظيره المجري كذلك برغبة مصر في أن تتمتع بصفة مراقب في تجمع فيتشجيراد الذي يضم 4 دول في وسط أوروبا هي المجر وسلوفاكيا وبولندا والتشيك، مشيرا الي أن مثل هذا الارتباط سيكون مفيدا للجانبين، ووصف أبوالغيط مجمل نتائج المباحثات التي جرت حتي الآن منذ بدء زيارة الرئيس بالامس بأنها ناجحة وايجابية. وأوضح وزير الخارجية المجري أن بلاده تؤيد جهود دفع مسيرة السلام والاستقرار والدور المصري النشط في هذا الخصوص، مشيرا الي أن بلاده تلتزم في هذا الشأن بالمواقف المتفق عليها في اطار الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو بحكم عضويتها فيهما، مؤكدا أن من أهم هذه المواقف تأييد مسعي الوصول الي حل الدولتين الخاص باقامة دولة فلسطينية مع ضمان الاعتراف بإسرائيل وبأمنها. ودعا الوزير المجري الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لتكثيف جهودهما من أجل دفع عملية التسوية السياسية المنشودة معربا عن اعتقاده بأنه يجب علي الدول المجاورة في المنطقة أن تؤيد هذا التوجه. وقال إن رئيس الوزراء المجري قام مؤخرا بجولة في منطقة الشرق الاوسط، أكد خلالها هذا الموقف فيما قال أبوالغيط إننا نشعر بالارتياح والرضا تجاه موقف المجر باعتبارها لاعباً مهماً وتقوم حاليا بصياغة سياسة خارجية جديدة أكثر نشاطا ازاء قضايا الشرق الاوسط، مشيرا الي أهمية دور المجر في المرحلة المقبلة خاصة مع توليها رئاسة الاتحاد الاوروبي في مطلع عام 2011 . وردا علي سؤال حول ما إذا كان تقرير جولدستون حول العدوان الاسرائيلي علي غزة يمكن أن يؤثر سلبيا علي مسيرة السعي لتحقيق السلام علي المسار الفلسطيني، قال أبوالغيط إن علي المجتمع الدولي أن يتعامل بشكل جاد مع هذا التقرير وكل نتائجه وتبعاته، وأشار الي أن مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة سيناقش الموضوع خلال ساعات. وأكد أنه يجب السماح للمنظمات الدولية بالتعامل مع مثل هذا التقرير والبناء عليه، وعلينا في كل الاحوال أن نركز مرة أخري علي عملية السلام وكيفية اعادتها الي مسارها بما يسمح بعودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وشدد أبوالغيط علي أنه يجب ألا ينسي أحد أن هذا التقرير الدولي انما يظهر ما قامت به اسرائيل بالفعل علي أرض الواقع وأن ما سجله التقرير من انتهاكات هي في الواقع أمور لاتتعلق بالفلسطينيين فقط، بل أنها تتعلق في الأساس بقضايا تهم الانسانية والرأي العام الدولي.