المتطوع فوزي الكيلاني 57 عامًا مشاريع خدمة الجبهة الدفاع الشعبي 1973 هو شاهد عيان علي وقائع معركة الدفاع الجوي بشرق الدلتا، حيث سقطت أكثر من 12 طائرة من طرازي F16، وF15 الأمريكتي الصنع أمام عينيه في التاسعة صباحًا من يوم 7 أكتوبر 1973 في المنطقة ما بين مدينتي السنبلاوين والمنصورة. كان الكيلاني لا يزال طالبًا بالفرقة الأولي بكلية الحقوق وكان يخضع للتدريب العسكري الإلزامي علي طلبة الجامعات والمدارس الثانوية آنذاك، كان جزءًا من التدريب زيارة الجنود علي جبهة القتال حيث كانت كتائب الدفاع الشعبي من شباب الجامعات تقدم بعض الخدمات للجنود علي الضفة الغربية، إلي جانب الخدمات الطبية للمصابين بالمستشفيات كل حسب استعداده والعمل الذي يجيد القيام به. في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم 7 أكتوبر كان الكيلاني وزملاؤه من شباب الجامعات في طريقهم إلي ركوب سيارات النقل المحملة بالأغذية والمياه لتوصيلها للجنود في مناطق بورسعيد والإسماعيلية والسويس إذ كانوا يقومون بتلقي التبرعات والمؤن من أفراد الشعب بكميات كبيرة وكانوا يقدمونها بكل حماس وإصرار علي تقبل المزيد من الأغذية وتوصيلها لأبنائهم الأبطال علي جبهة القتال. في هذه الأثناء يروي فوزي الكيلاني أنه رأي مجموعة من طائرات العدو في سماء المنطقة بالقرب من السنبلاوين وما أن ظهرت وقعت فريسة لصواريخ الدفاع الجوي بهذه المنطقة حتي سقط عدد هائل من طائرات العدو، الأمر الذي جعله هو وزملاؤه وأهالي مدينتي السنبلاوين والمنصورة يخالفون تعليمات الدفاع المدني ولايذهبون إلي المخابئ ويصعدون إلي أسطح المنازل لمشاهدة سقوط الطائرات، وقاموا بأسر قائدي هذه الطائرات وقبضوا عليهم وقاموا بتسليمهم إلي السلطات! يقول الكيلاني إن أحد المواقف التي جعلته يدرك أن النصر كان حليفًا هو ما شاهده من تضحيات الشهداء من أبناء القوات المسلحة، ومن رجال الدفاع الشعبي ومن المواطنين الذين عملوا بقواعد الصواريخ حيث رأي كيف أنه إذا سقط شهيد يتقدم أكثر من مقاتل في شجاعة وإقدام ليس لهما نظير.. فما أن رأينا أسراب الطائرات المعادية تتجه صوب شرق القناة بسرعة جنونية هربًا من المقاتلين وهم يقاتلون من الأرض فملأتنا العزة والحماسة لمواصلة عملنا التطوعي في نقل المؤن وإسعاف الجنود المصابين وتسجيل شواهد الحرب، حتي وقف إطلاق النار صباح يوم عيد الفطر 24 أكتوبر 1973. ففي صباح هذا اليوم حدثت ملحمة كبريت التي شارك فيها مع زملائه من أفراد الدفاع الشعبي. دمعت عين الكيلاني وهو يتذكر أحد زملائه وقد انفصلت رأسه عن رقبته أثناء إحدي المعارك لكنه يعود ليسترجع صلابة الشعب المصري الذي لو صمم علي المعجزات لحققها.. فروح أكتوبر وانجازاتها خير دليل علي عظمة الشعب المصري.