كل يوم تصلنا عبر البريد الالكتروني عدة رسائل تحذيرية وتوضيحية عن أنفلونزا الخنازير.. وبالرغم من الحملة الإعلانية الوقائية التي أطلقتها وزارة الصحة، إلا أن هناك تساؤلات عدة ما زالت تدور بالأذهان وتقلق الجميع.. ولا نعلم علي وجه الدقة مدي صحة المعلومات التي تصلنا في هذه الرسائل التي صارت تنتقل بسرعة النار في الهشيم.. ونحتاج قبل أن نرسلها إلي أصدقائنا أن نعلم مدي دقتها حتي لا تحدث تلك الرسائل تأثيرا عكسيا وتتسبب في بلبلة وضجيج.. مفاد إحدي الرسائل التي وصلتني هي وجود عدة اختلافات تميز ما بين الانفلونزا العادية وانفلونزا الخنازير.. وأولها درجة الحرارة والتي تكون نادرة الارتفاع في حالة الانفلونزا العادية ولكن ارتفاعها الشديد من الأعراض الأكيدة لأنفلونزا الخنازير.. ويختلف السعال أيضا لأنه في حالة انفلونزا الخنازير يكون جافا وحادا.. أما انسداد الأنف الذي يصاحب الانفلونزا العادية غالبا، فهو ليس من الأعراض المنتشرة الظهور في حالات فيروس H1N1 (.. ) أما التعب والإرهاق، وآلام الجسم، والقشعريرة، وآلام الصدر الحادة، والصداع الشديد فهي من الأعراض الرئيسية لانفلونزا الخنازير وليست من الأعراض المنتشرة في الانفلونزا العادية.. أما الرسالة الأخري الجديدة معلوماتها بالنسبة لي، فقد جاءت من شخص شاهد برنامجا تليفزيونيا خارج مصر يتحدث فيه طبيب متخصص عما أسماه الوسط القلوي للدم وهو ما يجعل من الصعب علي أي فيروس أن يعمل في الجسم.. والمضاد طبعا هو الوسط الحمضي للدم والذي يساعد علي نشاط الفيروسات.. وقد قام الطبيب في البرنامج بعمل تجربة بسيطة أوضح فيها تلك المعلومة للمشاهدين، وذكر لهم كيف يحافظون علي قلوية الدم بتناول ملعقة صغيرة من بيكربونات الصوديوم مذابة في الماء وبالذات في الأيام التي سيختلط فيها الشخص بمجموعة كبيرة من الناس في أماكن مزدحمة.. ونبه إلي خطورة المياه الغازية والشيكولاته والوجبات السريعة التي ترفع من حمضية الدم.. كما كان كثيرون قد أرسلوا رسائل مفادها أن تناول كوب من الينسون الدافئ غير المغلي يوميا من شأنه الوقاية من أنفلونزا الخنازير.. ونحتاج أن نعرف علي وجه اليقين صحة هذه المعلومات وما إذا كان إرسالها ونشرها عبر البريد الالكتروني صحيحا أم لا.. كما نحتاج أن تطور وزارة الصحة حملتها الوقائية بتوعية المواطنين بصورة أكثر دقة عن الأعراض.. وإلا ستمتلئ المستشفيات بكل من يصاب بالسعال، أو بالزكام، طالبين التحاليل اللازمة أو حتي من يعطس خوفا من انفلونزا الخنازير.. وبجانب الوسط القلوي للدم والذي هو مسئولية فردية، ينبغي أن تتم المحافظة علي وسط قلوي في أماكن العمل والمواصلات والمدارس والجامعات عندما يبدأ العام الدراسي.. وضمن الأماكن التي يسود فيها الوسط الحمضي قطارات السكة الحديد المكيفة المغلقة.. وحجرات الدراسة بمعظم المدارس والجامعات والتي يتكدس فيها الطلاب دون مسافة آدمية تذكر بينهم.. وكل المستشفيات الحكومية والتي سيكون ضحاياها الأطباء.. يا ليتنا نحافظ علي الوسط القلوي..