في كل مرة كانت تبث قناة الجزيرة رسالة صوتية لاسامة بن لادن أو لايمن الظواهري كان السؤال المطروح :هل هذا هو فعلا صوت بن لادن أو ايمن الظواهري ام ان ايادي المخابرات تلعب بعقولنا وامننا.. وان صح ان الشرائط هي لابن لادن فما هي الخطوات العلمية والعملية لتحقيق ذلك؟! الاجابة عن هذا السؤال تكمن في تقنية (البصمة الصوتية) التي تتمكن من إثبات هوية المتحدث و التي كان الاهتمام بها في الماضي شحيحا ، الا انها اكتسبت زخما وأهمية كبري في الفترة التي اعقبت أحداث الحادي عشرمن سبتمبر! و رغم ان اجهزة الاستخبارات الغربية و خاصة الأمريكية و معامل تحليل البصمة الصوتية في الدول الغربية عادة ما تنشط بعد بث تلك التسجيلات مباشرة لتأكيد أو نفي ان يكون الصوت هولبن لادن الا ان النتائج قد تكون متناقضة في بعض الاحيان بشكل يثير الجدل فعلي سبيل المثال تشكك الاختبارات السويسرية للبصمة الصوتية في ان الشريط الذي بث بتاريخ 12 نوفمبر 2002 هو لابن لادن و ذلك بعدما تمت مقارنته بتسجيلات اخري مؤكدة مدتها ساعتان..! و قال الباحثون في معهد " دال مول " للذكاء الصناعي الادراكي الذي يتخذ من لوزان السويسرية مقرا له انهم متاكدون بنسبة 95 ٪ من ان الشريط لا يحمل خواص صوت بن لادن وبالتالي فإنه يجب التعامل بحذر مع ما ورد في ذلك الشريط لانه قد يكون خداعا و شككت النتائج التي توصل اليها خبراء المعهد في تقارير الاستخبارات الامريكية التي قالت انه من شبه المؤكد ان الشريط هو لابن لادن. تفاصيل مثيرة: و كانت القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي قد كلفت هذا المعهد بمقارنة شريط بن لادن الذي اذاعته قناة الجزيرة القطرية ب 20 تسجيلات مؤكدا لابن لادن . و قالت القناة الفرنسية ان الاستاذ الجامعي ايرؤف بولارد الباحث بالمعهد خلص الي ان كل الاصوات الورادة في الاشرطة هي لشخص واحد باستثناء شريط منتصف نوفمبر 2002 ، و اشار الي ان هامش الخطأ في الاجهزة التي يستخدمها تصل الي 5٪ موضحا انه يجب التعامل مع هذه النتائج بحذر لانه يجب تحليل حوالي 100 تسجيلات لابن لادن . واذا كانت القناة الفرنسية قد ترصدت هذا الشريط فيما سبق ثم افصحت عن الحقيقة فمن يفيدنا اكثر حول تقنيات البصمة الصوتية .. و مع ذلك فإن الخبراء يقولون انه مثلما تتيح طريقة البصمة الصوتية التعرف علي شخصية المتحدث فإنها تستطيع كذلك استنساخ صوته و تقليده بمنتهي الدقة و دونما ظهور اي صوت معدني أو كومبيوتري و هذا الامر يفتح الباب علي مصراعيه لجهات عديدة مثل اجهزة المخابرات الاميريكية من استخدام هذه التقنيات لتحقيق اهداف خاصة. تحديد الهوية : من جانبه لخص الدكتور سيد مصطفي أستاذ الدوائر الالكتورنية بجامعة حلوان التعريف العلمي لتقنية البصمة الصوتية قائلا انهاعبارة عن تحليل الترددات ( اساسيات وهورمونات) و "البيكس" اي محتوي طاقة الكلام في اماكن معينة بعدها يتم تحليل كل ذلك مع عدد تقاطع المرات برسم بياني يقع بين الصفر والواحد باستخدام محلل الاطياف لنتحقق من الصوت. مؤكدا انه لا يمكن تأكيد هوية الشخص عبر البصمة الصوتية فقط فإذا افترضنا ان المتحدث وضع قطعة قماش علي الميكروفون فهذا يسبب ارباكا لاجهزة تحليل البصمة الصوتية. و يميل الدكتور مصطفي لتصديق تحليل معهد " دال مول " عن المخابرات الاميريكية و ذلك لان المعهد المذكور يمتلك ارقي معامل الابحاث الالكترونية و الاتصالية .