تحتشد مساجد مصر في العشر الأواخر من شهر رمضان بكبار العلماء والمشايخ لإحياء صلاة التراويح وتقديم دروس دينية، بينما يتنحي أئمة هذه المساجد عن العمل أو يقتصر دورهم علي اقامة صلاتي الظهر والعصر فهل يعد ذلك بحثاً من المساجد وراء مشاهير الدعاة أم تلبية لرغبات المصلين وتحولت تدريجيا لظاهرة رمضانية وما هو موقف وزارة الأوقاف. رصدنا أهم المساجد التي تستعين بالمشاهير وعلي رأسها مسجد عمرو بن العاص الذي يستعين بعدد من الدعاة من خارجه بدءا من د.صبري عبدالرءوف وعبدالحكم الصعيدي وخالد الجندي وانتهاء بالشيخ محمد جبريل. حيث يؤكد عبدالله المصري عضو اللجنة الدينية بجامع عمرو بن العاص أن اختيار هؤلاء العلماء لايتم وفقا لرغبة الجماهير فقط بل يهدف للتنوع حتي لايمل المصلون ثم تعقبها أمسية فيما عدا الاحتفال بليلة القدر الذي يتوافد فيه المصلون من كل المحافظات فضلا عن عدد من الرحلات للصلاة خصيصا وراء الشيخ جبريل، مؤكدا أن جميع هؤلاء الشيوخ يؤدون الصلاة متبرعين دون أجر بل يتبرع بعضهم للمسجد. بينما كانت هناك مساجد أخري تكتفي بدعاتها ومنها مسجد الحسين حيث يؤكد الامير برعي إمام مسجد الحسين أنهم يكتفون بالأئمة الموجودين فيه فقط نظراً لاقامة الملتقي الفكري يوميا في الساحة بجانب المسجد الذي يستضيف صفوة العلماء والمشايخ. فيما استعاض مسجد العزيز بالله بالزيتون عن مشاهير الدعاة المعتمد عليهم كل عام بدءا من الشيخ محمد حسان وخالد عبدالله والاكتفاء بمشايخه. أما مسجد مصطفي محمود فيستعين ببعض المشايخ وعلماء الدين الذين لايتقاضون أجراً من خارج الاوقاف والجمعية لإحياء الملتقي الديني الذي يقيمه سنويا وإلقاء دروس العصر والتراويح وقراءة القرآن وإقامة صلوات التراويح والتهجد ومنها الشيخ عيد حسن والشيخ ظاهر عبدالرءوف والدكتور خليل عبدالعال والدكتور محمد الدسوقي استاذ الشريعة بدار العلوم والدكتور أحمد يوسف استاذ الشريعة بدار العلوم والشيخ محمود عاشور وكيل الازهر السابق والدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس الوزراء الاسبق ورئيس المؤسسة المصرية للزكاة والدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث والشيخ فكري اسماعي وكيل الأزهر السابق. دور الأوقاف وحول دور الاوقاف في استعانة المساجد بعلماء غير أئمتها يعلق د.سالم عبدالجليل وكيل الاوقاف للدعوة علي ظاهرة لجوء المساجد في رمضان الي مشاهير الدعاة حتي إذا كانوا بالأجر رغم وفرة دعاة الاوقاف والأزهر بأنها ظاهرة لاتنتشر في كثير من المساجد خاصة المساجد التابعة للاوقاف لكنها تظهر أكثر في المساجد التابعة للجمعيات الخاصة وفي هذه الحالة ليس للاوقاف سلطة عليها فيمن تختاره ليحيي لياليها في رمضان والتي غالباً ما تأتي الدعوة لدعاة مشاهير الي رغبة الجمهور الذين يطلبون من إدارة المسجد دعوة داعية بعينه ولايوجد حرج في ذلك طالما يؤدي ذلك الداعية مهمته صحيحة في الدعوة الاسلامية دون تحريف وباعتدال وبالنسبة لتقاضي الداعية أجرا علي عمله فيقول عبدالجليل إن الاجر إذا كان رمزيا فلا حرج عليه ويكون بمقابل بسيط يعينه علي المعيشة كذلك فالجمعيات هي التي تدفع للداعية وليس الجمهور. ويضيف أن من أشهر الدعاة طلبا في رمضان يأتي في المقدمة محمد جبريل والذي اشتهر بإحياء ليالي رمضان وخاصة ليلة القدر بمسجد عمرو بن العاص وينتقل الي عدة مساجد خاصة كذلك محمد هداية ومحمد وهدان وخالد عبدالله ومن الداعيات وأكثرهن طلبا عبلة الكحلاوي ود.سعاد صالح ولكنهما تذهبان دون أجر. ويوضح عبدالجليل انه مع وجود دعاة لايقبلون أجرا عن أعمالهم أو يأخذون أجرا رمزيا فهناك من الدعاة من يشترطون أجورا مغالي فيها لحضور ندوات أو ملتقيات فكرية وهو الأمر الذي نرفضه لأنه يقع تحت مسمي المتاجرة بالدين مم يجعله سلعة تخضع للعرض والطلب ويكون لها معايير أخري. وعن امكانية ضبط أو تحديد أجور معتدلة للدعاة التي تطلبهم المساجد في شهر رمضان يقول عبدالجليل إن ذلك لايمكن لأن هؤلاء الدعاة غير خاضعين للاوقاف كذلك فتلك الجمعيات لاتقع تحت اشراف الاوقاف فلايمكن محاسبتها فقيمة الاجر هي التي تحدده للداعي أو الداعية. بينما يقول فؤاد عبدالعظيم وكيل الاوقاف لشئون المساجد إن دعوة دعاة من خارج الاوقاف لايجوز في المساجد التابعة لها إنما يكون في المساجد الخاصة ولكن إذا كان للجمهور رغبة في الاستماع الي داعية معين في محاضرة أو درس فيتم التقدم بطلب إلي إدارة المساجد بالاوقاف بالرغبة في داعي بعينه ثم يتم بحث الامر في الوزارة وبعد كتابة تقرير عن ذلك الداع المراد دعوته يتم رفع ذلك التقرير لوزير الاوقاف الذي له في النهاية البت في الأمر. ويضيف عبدالعظيم أن الاوقاف توفر في مساجدها دعاة من الأزهر بجانب دعاتها الاساسيين من الاوقاف ويتم ذلك خصيصا في شهر رمضان لحاجة الجمهور لمزيد من المحاضرات والملتقيات الدينية والثقافية كالتي تقام بمسجد الحسين كل عام وعن سبب لجوء المساجد لدعاة من خارج الاوقاف فيرجع عبدالعظيم السبب إلي تقليد الفضائيات ورغبة الجمهور في رؤية هؤلاء الدعاة عن قرب والحديث معهم والاستماع لهم فالفضائيات هي سبب شهرة هؤلاء مما جعل لهم شهرة تنافس شهرة نجوم التليفزيون وجعلت لهم أجورا محددة البعض مغالي فيها ولكن المساجد الاستثمارية التابعة لبعض الجمعيات هي من يكون لها القدرة علي دفع تلك الاجور.