مأساة كارثة مصيبة أي لفظ أو كلمة من هذه الكلمات لا تعبر عن حجم المعاناة التي يعيشها سكان مناطق السيدة خديجة وفاطمة الزهراء والسيدة نفيسه بحي الضواحي ببورسعيد بعد أن أغرقت مياه الصرف الصحي تلك المناطق وإصابتها بالشلل حتي أصبح السكان عاجزين عن النزول للشوارع لقضاء حوائجهم ومزاولة أعمالهم. يقول حمدي أحمد مصطفي لقد استغثنا مرارا وتكرارا بالحي لانقاذنا من الجحيم الذي نعيش فيه وإعادة الحركة المرورية بالشوارع ومداخل الوحدات السكنية بعد أن تحولت إلي بحيرة ملوثة وقاتلة ومدمرة للأطفال والنساء الذين لا يجدون وسيلة للوصول إلي مداخل العمارات غير العبور حفاة في المياه الملوثة وبالفعل أرسل رئيس الحي عدداً من سيارات الكسح وتم عمل كسح بدائي للمناطق التي أغرقتها المياه تلاشت تماما ولكننا اكتشفنا أن الكسح وحده لا يكفي نظراً للعيوب الفنية في شبكة الصرف الصحي والمواسير التي لا تتناسب مع الكثافة السكانية التي لم يضعها المقاول أو الشركةالمنفذة في الحسبان. ويتساءل عز فتح الباب أين محافظ بورسعيد ليري المأساة التي يعيشها سكان تلك المناطق الموبوءة حيث مخلفات الصرف الصحي والقاذورات والطيور النافقة والروائح الكريهة التي تزكم الأنوف والناس من الشرفات والنوافذ تصرخ وتستغيث أنقذونا من الوباء لافتا أن الأهالي استلموا وحداتهم السكنية في تلك المناطق منذ 4 سنوات فقط. ويصف محمد عبدالخالق عضو مجلس محلي ما يحدث مع سكان هذه المناطق بالعار علي محافظة بورسعيد وتساءل كيف نترك ابناءها يعيشون في هذه البيئة مع العلم أنهم جميعا من محدودي الدخل ويتحملون إيجاراً مرتفعاً ومصاريف مقابل خدمات نظافة ومرافق لا تؤدي. ويضيف أيمن أبورحاب أن المشكلة داخل هذه المناطق لم تعد مشكلة في طفح مياه الصرف الصحي فقط إنما انتشار البلطجية وقطاع الطرق وسرقات الغسيل وكابلات الكهرباء ومواسير العمارات وللأسف أن جميع هؤلاء البلطجية يختبئون في داخل هذه المناطق وكأنها تحولت إلي أوكار داخل البحيرة. ويكمل محمد شهدة أن مديرية التربية والتعليم تقع علي بعد مترات من هذه المناطق وتحاصرها تلال القاذورات من كل جانب حتي تحولت إلي ما يشبه مقالب القمامة العمومية وساحة خصبة لتكاثر الحشرات الضارة وملجأ للكلاب والقطط الضالة. من جانبه أكدت مصادر في هيئة الصرف الصحي ببورسعيد أن تنفيذ شبكة الصرف الصحي في مناطق السيدة نفيسة وخديجة والزهراء من الألف إلي الياء تم بمعرفة مديرية الإسكان وأشاروا أن سبب الطفح المستمر يرجع إلي وجود عيوب في شبكة الصرف حيث أن المواسير قطرها 6 بوصات وكان من المفترض أن يكون قطرها 12 بوصة.