قلة التركيز في أداء العبادات وعدم الالتزام من أخطر المشاكل التي يواجهها الكثير من المسلمين خاصة لما يترتب عليها من انتقاص الثواب عند الله سبحانه وتعالي، وقد استغلت بعض مراكز التنمية البشرية هذه القضية في طرح عدد من الدورات التدريبية والمحاضرات التي تساعد المسلم علي التركيز وتكثيف العبادات لا سيما خلال شهر رمضان الكريم. تعد دورات تنظيم الوقت هي الأكثر انتشارا أو إقبالا خلال هذه الفترة التي يسعي فيها الكثيرون إلي إعادة ترتيب حياتهم حتي يصلوا إلي تحقيق غايتهم من إرضاء الله عز وجل، تبدأ هذه الدورة بتحديد الأهداف خلال شهر رمضان ثم تعلم كيفية التخطيط السليم لتحقيق تلك الأهداف، يليها إرشاد وتوعية المسلم بالطرق الصحيحة لتنفيذ خططه الرمضانية وذلك عن طريق ترتيب الأولويات والقيام بالأعمال الأهم فالأقل أهمية. وهناك دورات تهتم بالتنمية الذاتية ومن أحدثها مهرجان “أنا بتغير” الذي أطلقه فريق “بداية للتنمية البشرية” قبل حلول شهر رمضان بأيام قليلة وتضمن عدداً من المحاضرات بهدف مساعدة الفرد علي التغيير للأفضل عن طريق تنمية الإيجابيات والتخلص من السلبيات. تؤكد د. نهي عثمان مدربة التنمية البشرية وأحد المحاضرين بالمهرجان أن شهر رمضان المبارك يعد فرصة عظيمة يجب علينا استغلالها لمحاولة التغيير من أنفسنا، موضحة أنه يجب علي المسلم في بادئ الأمر تحديد الصفات أو السلوكيات السلبية التي يرغب في التخلص منها، ومن ثم عليه أن يتحلي بالعزيمة والمثابرة علاوة علي المرونة والتفاؤل حتي يتمكن من الوصول إلي هدفه. كما توجد أيضا دورات تتعلق بقراءة وحفظ القرآن من بينهم : “دورة كيف نساعد أنفسنا علي حفظ القرآن باستخدام البرمجة اللغوية العصبية” حيث يقول هيثم أشرف محاضر التنمية البشرية إن الكثير من الأفراد يبدأون في حفظ القرآن الكريم ولكن بعد فترة تتراجع دوافعهم بسبب ظروف الحياة وأحيانا تنخفض سرعتهم في الحفظ أو يتم الحفظ بدون تدبر وفهم للآيات فيفقد الفرد كل المعاني التي تغذي القلب والعقل معا وتصبح أمامنا معادلة صعبة كيف نحقق الحفظ والفهم والرغبة والاسترجاع. ويضيف أن علوم التنمية والتطوير تلعب دوررا مهما في تقوية الدافع والرغبة كما تساعد الإنسان في التعرف علي الطرق الصحيحة للحفظ من خلال معرفة أنواع الذاكرة والتركيز، علي سبيل المثال إذا استخدمنا طرق الاسترخاء يتولد لدينا وفرة في القدرات والتركيز فضلا عن ضبط المشاعر والسلوكيات. ويوضح أشرف أن الدورة تستغرق أربعة أيام وتعتمد علي الربط بين المشاعر والسلوك والعقل، يكون ذلك من خلال مرحلتين الأولي تهتم بضبط المشاعر التي يحتاجها الفرد في حياته مثل الهدوء، يليها الانتقال إلي طرق تعديل السلوك السلبي عن طريق 52 تمريناً للعقل، بينما المستوي الثاني يختص بتحسين أداء الذاكرة طويلة الأجل لدي المتدرب حتي يتمكن من حفظ القرآن الكريم بشكل أفضل. هناك أيضا تنظيم عدد من الدورات المتخصصة في اليوجا التي تساعد ممارستها علي صفاء الذهن والنفس، بالإضافة إلي أنها تزيد من القدرة علي التأمل والتركيز في أداء العبادات اليومية لا سيما الصلاة التي يؤديها البعض بشكل مظهري دون تمعن.