ونحن على أعتاب الوداع لشهر رمضان ونستعد لاستقبال عيد الفطر المبارك، ينتابنا فى هذه الأيام مشاعر مختلفة بين فرح وحزن وشوق، فتجد أن فئة كبيرة من المسلمين يشعرون بالسعادة لقرب حلول عيد الفطر المبارك، الذى يتسم بنشر البهجة والسرور بقدر المستطاع، ومن جانب آخر ينتابهم مشاعر حزن كونهم يودعون واحدًا من خير شهور العام. ويحرص الكثير من المسلمين على ختام شهر رمضان بالشكل السليم، حتى يكون سعيهم لاغتنام فضل وثواب هذا الشهر المبارك مستمرًا إلى آخره. وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية فى إجابتها عن سؤال: كيف يمكن للعبد أن يودع شهر رمضان؟ ولعل أبرز ما يقوم به الإنسان فى هذه الأيام هو أن يقف وقفة صادقة مع الله عز وجل، ويحاسب نفسه على كل أفعاله خلال رمضان ويقيم عبادته ويتوب عن المعاصى التى كان يرتكبها قبل رمضان وينوى ألا يعود إليها مرة أخرى. كما أشارت دار الإفتاء إلى الاستغفار، مؤكدة أنه خير ما يختم به العبد شهر رمضان، فالاستغفار من خير العبادات، وكان الصحابة يحرصون على الاستغفار فى كل وقت لا سيما بعد أداء الصلاة، مشيرة إلى قول الله تعالى: «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ». كما يأتى ضمن العبادات المستحب اتباعها فى توديع شهر رمضان، الحرص على الطاعة وخشوع القلب، ويتم ذلك من خلال اجتهاد العباد فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان بشدة، ما يمكنهم من مقاومة النفس والالتزام فى الطاعات حتى بعد انقضاء رمضان، وبالتالى يحظى العبد بحالة من خشوع القلب، كما أشارت دار الإفتاء إلى حديث السيدة عاشة رضى الله عنها الذى قالت فيه: «كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ فى العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ فى غيرِهِ». قيام الليل يعتبر من أفضل الأعمال لتوديع شهر رمضان الكريم هى قيام العشر الآواخر، وهى من الأعمال التى حثنا عليها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، فتكون فيها ليلة القدر. يُستحب الإكثار من الاستغفار فى شهر رمضان، حيث يكون شهر رمضان من الفرص الذهبية التى يغفر الله فيها لعباده ويعتق رقابهم من النار، حيث يفضل الاستغفار فى الثلث الأخير من الليل. الإخلاص فى الطاعات يأتى ذلك من سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت: »كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد فى العشر الآواخر، ما لا يجتهد فى غيره». كيف كان النبى يودع شهر رمضان؟ كان النبى صلى الله عليه وسلم يودع رمضان بدعاء "اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه فإن جعلته فاجعلنى مرحومًا ولا تجعلنى محرومًا، الحمدلله على التمام، الحمدلله على البلاغ، الحمدلله على الصيام والقيام، اللهم اجعلنا ممن صام الشهر إيمانا واحتسابًا وأدرك ليلة القدر وفاز بالآجر". أدعية آخر يوم رمضان ومن الأدعية المُستحب قولها فى وداع رمضان هي: اللهم لا تخرجنا من رمضان إلا وانت راضً عنا يارب اللهم إجعل رمضان هذا شاهدًا لنا لا علينا اللهم إنا استودعناك رمضان فلا تجعله آخر عهدنا، وأعده علينا أعوامًا عديدة ولا تخرجنا منه إلا مقبولين ومرحومين ومعتوقين من النار. اللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامى فيهِ بالشُّكرِ وَالقَبولِ عَلى ما تَرضاهُ وَيَرضاهُ الرَّسولُ مُحكَمَةً فُرُوعُهُ بِالأُصُولِ، بِحَقِّ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلهِ الطّاهِرينَ، وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ. يارب إنى استغفرك من كل فريضة أوجبتها على فى اناء الليل والنَّهار وتركتها خطأً أو عمدًا أو نسيانًا أو جهلًا. مضى الشّهر سريعًا ربى اغفر لنا تقصِيرنا على ما مضَى من رمضَان ، وأعنّا على ما تبقّى منه. اللهمّ اجعل آخر أفعالى سجدةً لك، وآخر أقوالى شهادة تدخلنى جنتك. أحاديث عن توديع شهر رمضان تكثُر الأحاديث النبوية الشريفة التى تتحدث عن كيفية توديع شهر رمضان، ومنها ما يلى: فقد روى عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر». كما ورد عن أبى هريرة رضى الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أريت ليلة القدر، ثم أيقظنى بعض أهلى فنسيتها؛ فالتمسوها فى العشر الغوابر». بينما ورد فى مسند الإمام أحمد عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت: «كان النبى صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة وصوم ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر». كذلك روى عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت:»كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد فى العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد فى غيره».. وأخيرًا، فقد ورد عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت:»كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور العشر الأواخر من رمضان، ويقول تحروا ليلة القدر فى العشر الأواخر من رمضان».
