وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية في البلاد، تجددت الاشتباكات في ليبيا بين فصيلين متناحرين من الثوار في بلدة غريان جنوب غرب العاصمة طرابلس، مما أسفر عن سقوط قتيلين وإصابة 36 شخصاً آخرين. واندلعت الاشتباكات بالمدفعية والصواريخ بين مقاتلي بلدتي غريان والأصابعة المتجاورتين مما أسفر عن سقوط الضحايا في أحدث سلسلة من أعمال العنف المرتبطة بجماعات مسلحة ترفض تسليم أسلحتها بعد خمسة أشهر علي الإطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي. وذكر شهود العيان أن مقاتلين في غريان يزودون الدبابات بالقذائف، فيما حشد متمردون سابقون حاملات الجند المدرعة وشاحنات صغيرة مزودة بمدافع مضادة للطائرات. وسارع أسامة الجويلي وزير الدفاع في الحكومة الليبية المؤقتة بالتوجه إلي المنطقة في محاولة لوقف الاشتباكات وتهدئة الأوضاع بين الفريقين المتناحرين. ومن جانبه، اتهم العميد عمار هويدي قائد المجلس العسكري في غريان مقاتلي الاصابعة بإطلاق 120 صاروخا علي غريان الجمعة الماضية، مشيراً إلي أنهم يستخدمون راجمات الصواريخ وهناك تبادل للنيران وأضاف هويدي أن بعض المنازل تعرضت لاضرار، متهماً مقاتلي الأصابعة بأنهم من الموالين للقذافي والرغبة في نشر الفوضي. وأكد هويدي أن لديه قائمة تضم نحو 70 شخصاً من الكتائب السابقة الموالية للقذافي في الأصابعة وأنه يسعي للقبض عليهم وأضاف واصفاً الاشتباكات بأنها قتال بين ثوار وموالين للقذافي. وقد اندلعت اشتباكات في ديسمبر الماضي بين ثوار مدينة طرابلس وآخرين من مدينة الزنتان بالقرب من المطار الدولي بالمدينة مما أدي لسقوط ضحايا. يذكر أن المجلس الانتقالي الليبي عين اللواء يوسف المنفوش في منصب رئيس أركان الجيش بهدف بناء جيش نظامي ودمج الثوار في المؤسسة العسكرية الرسمية، إلا أن جهودها تتعثر جراء رفض الثوار تسليم الأسلحة والنزاعات القبلية، وكذلك بسبب تبادل الاتهامات بالولاء للقذافي.