فيما تواصل نيابة الأموال العامة العليا بالقاهرةالجديدة التحقيق في البلاغ «رقم 8734 بلاغات النائب العام» حول اختفاء سيف أثري مهم من قصر عابدين كان ضمن المقتنيات الأثرية التي تم ضبطها قبل تهريبها من منفذ العين السخنة، ويطلب تحديد مصير المقتنيات الأثرية التي وقعت تحت عهدة وزير الآثار الأسبق د.زاهي حواس، بدأت لجان جرد من الجهات القضائية والقوات المسلحة في جرد قصر عابدين، حيث شهدت الفترة الأخيرة جدلا واسعا حول مصير عدد كبير من القطع الأثرية التي كانت موجودة داخل القصور الرئاسية، وتهدف لجان الجرد إلي الكشف عن الحقائق حول ما أثارته بلاغات الآثريين، بأن هناك خللا في عمليات تسليم بعض القطع الأثرية لقصر عابدين، كما أن هناك شكوكا حول مصير مئات القطع الأثرية التي تسلمتها وزارة الآثار بعد ضبط تلك المقتنيات والقطع الأثرية من منفذ العين السخنة عام 2006 وكانت تضم أكثر من 600 صنف، تسلمت القصور في القاهرة منها 66 أثراً ولقصور الإسكندرية 55 آخرين، والتي تم تسليمها برعاية الوزير الأسبق، ولم يعرف مصيرها بعد. ومن أهم ما سوف تكشف عنه لجان الجرد كما يؤكد الأثري د.جلال نعمان رئيس لجنة الآثار برئاسة الجمهورية، هو اختفاء سيف يعود للقرن ال 16 ملكا لعباس الصفوي شاه إيران، والذي بدأ حكمه بخراسان عام 1581، واستخدمه للتخلص من أشقائه الخمس وأبنائه الثلاثة لينفرد بالحكم. أضاف نعمان: علي الرغم من التأكيدات بتسليم السيف الأثر للقصر ضمن المضبوطات وعرضه بالمتحف الحربي، كشفت «روزاليوسف» خلو المتحف الحربي تماما من هذا السيف، كما طلب رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي من زاهي حواس تسليم السيف، دون جدوي. القيمة الوطنية لقصر عابدين قصر عابدين ليس فقط مقرا للحكم في مصر ولكنه أجمل وأهم وأفخم القصور في العالم علي الإطلاق، وعندما قام الخديو إسماعيل بمحاولة إظهار مصر بصفة عامة ومدينة القاهرة بصفة خاصة بالفخامة وتغيير ملامحها العمرانية، وإظهار عظمة مصر أمام ملوك وأمراء أوروبا ضيوفه في الاحتفال بقناة السويس، قام بتنظيم الطرق وبناء العديد من القصور الفخمة بالقاهرة منها قصر عابدين الذي تفرد بأنه مقر الحكم بعد انتقال الخديو إسماعيل للسكن به رسميا سنة1874 وحتي قيام ثورة يوليو 1952. رحلة بناء القصر عهد الخديو إسماعيل إلي المهندس «هاو سمان» بوضع مخطط عام للقصر مطابقا لمخطط باريس أشرف علي تنفيذه علي باشا مبارك سنة 1868فانقسمت القاهرة إلي مدينتين يفصل بينهما شارع رئيسي يصل بين قصر عابدين والأزبكية حتي يصل إلي ميدان رمسيس حاليا، وبدأ الخديو إسماعيل في بناء قصر عابدين سنة 1863 بعد أن قام بردم البرك الموجودة بهذه المنطقة وكان أكبرها بركة الفرايين أو الفراعين التي كانت تقع مكان قصر عابدين الحالي، إلي جانب برك «الناصرية» و«السقايين» و«الفوالة» وغيرها، وكانت رغبة الخديو هي جعل عابدين ميدانا مركزيا يتفرع منه عدة شوارع تصل إلي ميدان الإسماعيلية، التحرير حاليا، وإلي الأزبكية، الجمهورية حاليا، وإلي ميدان السيدة زينب، ومن الجهة القبلية لقصر عابدين حيث يلتقي مع شارعين جديدين تم شقهما أيضا هما شارع محمد علي نسبة إلي جده وشارع عبد العزيز نسبة إلي السلطان العثماني عبد العزيز بمناسبة زيارته لمصر حيث كان أول سلطان عثماني يزور مصر بعد أن فتحها السلطان سليم الأول. التخطيط العام للقصر يصطحب الآثاري د.جلال نعمان رئيس لجنة الآثار برئاسة الجمهورية «روزاليوسف» في وصف دقيق وكامل لقصر عابدين محددا مقتنيات لم يتم الكشف عنها من قبل، تتزامن ولجان الجرد، قائلا: أن للقصر عدة مداخل أهمها «باب باريس وهو أحد أهم أبواب القصر الرئيسية، والمؤدي حاليا إلي مجموعة متاحف قصر عابدين، وقد سمي بهذا الاسم نظرا لأن الخديو إسماعيل كان يأمل في الانتهاء من تشييد القصر وتأثيثه مع البدء باحتفالات افتتاح قناة السويس في نوفمبر سنة 1869م لكي يستقبل فيه ضيوفه من ملوك وأمراء أوروبا وفي مقدمتهم الإمبراطورة أوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث الذي أطلق علي الباب اسم باريس تكريما لها. يتكون القصر من طابقين، يشتمل الأول علي مكاتب التشريفات والأمناء وضباط الحرس ومخازن الفضيات التي قدرت وحدها في بداية ثورة 23 يوليو سنة 1952 بأربعة ملايين جنيه ثم المتحف الحربي. ويشتمل الطابق الثاني علي الأجنحة الخاصة بالملك والملكة والأميرات والوصيفات ومكتب الملك ومكتب الملكة، وجناح لاستقبال الضيوف، وقاعة العرش، ويجاور الجناح الملكي مسرح السراي وقاعة المائدة الملكية الخاصة، ثم قاعة مآدب المناسبات، وقاعة محمد علي باشا الكبير، وقاعة التدخين وتطل علي حديقة تعرف باسم «الحديقة الشتوية» ويقابل هذه القاعة «الصالون الأبيض» حيث كان يضم عددا من اللوحات الزيتية لبعض الملوك والأمراء، ثم «القاعة البيزنطية» الفخمة ذات جدران من المرمر المزخرف بالنقوش الذهبية. ويعد «الجناح البلجيكي» أضخم أجنحة قصر عابدين بصفة خاصة والقصور الملكية بصفة عامة، كما يشتمل التخطيط المعماري الحالي لقصر عابدين علي عدة متاحف هي المتحف الحربي الذي يشتمل علي عدة قاعات أهمها القاعة الخاصة بالرئيس السابق محمد حسني مبارك، ومتحف للهدايا التي أهديت لمبارك، ومتحف للأسلحة حسب تطورها التاريخي وبه نصب تذكاري لأهم أعمال محمد علي باشا، ومتحف للفضيات ويعرض بعضا من النفائس الخاصة بأسرة محمد علي باشا من فضيات وكريستال وجالييه، كما اشتمل تخطيط القصر علي وجود مسرح ومكتبة ضخمة تضم نفائس الكتب التي كانت تهدي من الأسرة العلوية، هذا بالإضافة إلي ضريح يعرف حاليا باسم ضريح سيدي بدران، وجامع يجاور القصر كان الخديو إسماعيل قد احتفظ بهما عند بنائه للقصر، ويصل عدد حجرات قصر عابدين إلي نحو خمسمائة حجرة وقاعة غير الممرات بالإضافة إلي بعض الغرف التاريخية تحتوي كل حجرة علي حوالي مائة تحفة. جناح ولي العهد ويتكون الجناح من غرفة للنوم ملحق بها حمام سبق ونام فيها الملك «السنوسي» ملك ليبيا السابق عند زيارته لمصر في عهد الملك فؤاد الأول، وتضم أيضاً قاعة استقبال وغرفة ومكتبا وقاعة للتدخين، وتعد حجرة النوم الملحقة بالجناح من أفخم حجرات النوم وأروعها في العالم كله. القاعة البيزنطية يصف الدكتور جلال نعمان القاعة بأنها واحدة من أجمل قاعات القصر، وهي معروفة بالقاعة البيزنطية نظرا لزخرفتها بالفسيفساء، وهي قاعة مستطيلة الشكل في واجهتها جدار مزخرف بالفسيفساء الحجرية. ويحيط بالقاعة ثلاث بوابات من المرمر مزخرفة بزخارف تأخذ شكل موجات من الماء، وأرضية هذه القاعة مفروشة بالرخام المرمر. وكانت تلك القاعة مخصصة أيام العائلة المالكة لتكون مكان سمر للملوك من الأسرة العلوية ولما تولي الملك فاروق الحكم نقل مكان السمر إلي مكان آخر بعيدا عن الأنظار. جامع عابدين للقصر جامعان الأول جامع عابدين وكان موجودا قبل قيام الخديو إسماعيل ببناء القصر وهذا الجامع أنشأه الأمير عابدين بك وحجة وقفه مؤرخة في 11 جمادي الأولي سنة 1041ه - 1631. ولما أنشأ الخديو إسماعيل قصر عابدين ترك جامع عابدين متداخلا في حدود القصر. وبعد الانتهاء من تجديد الجامع قام السلطان فؤاد بأداء صلاة الجمعة فيه سنة1920، فيما بلغ إجمالي نفقات تجديده وترميمه 25 ألف جنيه صرفت كلها من ريع وقف الجامع الذي كان قد خصصه له الخديو إسماعيل، وبعد قيام ثورة 1952 أصبح هذا الجامع يعرف باسم جامع عابدين بدلا من جامع الفتح الملكي. أما الجامع الثاني الذي كان يجاوز القصر فقد بناه الخديو إسماعيل أثناء بناء القصر وكان يعرف باسم جامع عابدين الجديد أما الآن فإنه يعرف باسم جامع حسن الأكبر، ويقع بالناحية الجنوبية لقصر عابدين، وذكر علي باشا مبارك أنه كان يقع أمامه مدرسة كانت مخصصة ليدرس فيها توفيق بن الخديو إسماعيل، وهذا الجامع كان قد نقل إليه الخديو إسماعيل جثة محمد بك المبدول وهو أمير اللواء محمد بك الأزبكاوي أمير الحج السابق في العصر العثماني، وكان لهذا الأمير جامع يعرف باسمه هدمه الخديو إسماعيل عند إنشاء القصر، ثم نقل جثة هذا الأمير إلي الجامع الجديد. متحف الفضيات يضم المتحف جناحا تم تخصيصه لعرض المقتنيات من الأدوات والأواني، ويضم هذا الجناح مجموعتين تضم حرفي «ي ك» وهما مجموعتان خاصتان بالأمير «يوسف كمال» ابن الأمير أحمد كمال بن أحمد رفعت باشا بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا. إلي جانب مجموعة من طاقم أبيض صيني خال من الزخارف تخص الأميرة «بهيجة» ابنة الأمير حسن ابن الخديو إسماعيل، كما يعرض هذا الجناح أيضا أطباقا كتب بداخلها حرفي «GH» وهما حرفيا الأميرة «جويدان هانم» الزوجة الثانية للخديو عباس حلمي الثاني مجموعات من مقتنيات الملك فاروق. مكتبة القصر من أندر المكتبات الموجودة بمصر وربما بالعالم حيث تحتوي علي نفائس الكتب والوثائق والتي لا تخص أسرة محمد علي باشا فقط، وكانت أول نواة للكتب التي ضمتها هذه المكتبة كتبا خاصة بالخديو إسماعيل قبل أن يتولي حكم مصر حمل بعض منها توقيعه وبعضها أهديت إلي والده إبراهيم باشا ومنها نسخة خاصة أصلية من كتاب «وصف مصر» حيث وجد بمكتب مبارك بقصر عابدين والذي قام بوضعه علماء الحملة الفرنسية حيث ضم عبارات الإهداء علي الكتاب، ويرجح أن يكون هذا الكتاب قد أهدي إلي إبراهيم باشا في أخريات أيامه عندما زار فرنسا، كما كانت تضم المكتبة الكتاب المصور النادر عن حفلات قناة السويس عند افتتاحها وقد نقل هذا الكتاب إلي مكتبة المتحف الحربي بالقلعة. متحف المخلوع تم تخصيص المتحف للأسلحة التي أهديت للرئيس المخلوع حسني مبارك، ضمن هداياه التي تلقاها في المناسبات الوطنية سواء داخل مصر أو خارجها، والمعروضات عبارة عن أسلحة بيضاء من سيوف وخناجر محلاة بالذهب ورقائق الفضة المزخرفة بنقوش مختلفة، بالإضافة إلي أسلحة نارية عبارة عن مسدسات ورشاشات وبنادق بعضها محلي بالذهب، ويتوسط القاعة نموذج لإحدي قلاع دولة الإمارات العربية هي قلعة «الياهلي» بإهداء من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية الراحل. أسلحة تاريخية ومن أهم المعروضات بقسم الأسلحة البيضاء، سيف للسلطان العثماني الأول يرجع تاريخه إلي القرن 16، مجموعة سيوف وخناجر خاصة بمحمد علي باشا يرجع تاريخها إلي القرن19، سيوف وخناجر خاصة بإبراهيم باشا من القرن ال19، سيف عليه اسم الملكة فيكتوريا وهو إنجليزي من القرن 19، سيف لنابليون بونابرت، سيف خاص بالملك الإيطالي «غليوم» من القرن ال19، وخنجر خاص بالقائد الألماني «روميل» القرن ال20، وكذلك مجموعة سيوف وخناجر أهديت للملك فؤاد الأول والملك فاروق الأول من الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، والملك محمد الخامس ملك المغرب، والملك فيصل ملك العراق، والأمير محمد آل خليفة أمير دولة البحرين، والإمبراطور «هيلاسلاسي» إمبراطور الحبشة. المقتنيات الملكية الخاصة ويكشف جلال نعمان داخل هذا القسم مقتنيات ملكية وتحفا متنوعة من أسلحة الصيد المتنوعة المعروفة باسم «هولند أند هولند» وهي أغلي أنواع بنادق الصيد في العالم. كما يوجد بالقسم أيضا سيف نادر مرصع بالأحجار الكريمة النادرة يعرف باسم «سيف التتويج» وقد صنع في ألمانيا وكان يستخدم في تتويج أباطرة روسيا، وكان الملك فاروق قد اشتراه من أحد المزادات العالمية. ويعرض القسم أيضا طاقم «كمر» من الجلد المحلي بالذهب المشغول كان مخصصا لحمل الرصاص مهدي من الملك «عبد العزيز آل سعود» للملك فاروق الأول. وثائق نادرة وتكتمل المجموعة المتحفية النادرة بمجموعة من الوثائق النادرة التي تمثل جزءا من تاريخ مصر، حيث تتعرض لنظم المعيشة والحياة الاجتماعية والنيابية والعسكرية لذلك العصر حيث جهود مصر السياسية والحربية في دارفور وكردفان وكذلك الفرمانات التي تتنازل فيها الدولة العثمانية وتعترف بقيام نظام الوراثة في أسرة محمد علي وكانت تلك هي المرة الأولي التي تعود فيها مصر للحكم الوراثي منذ العصرين الفرعوني واليوناني. كما تشتمل علي عدد غير اعتيادي وهو نسخة نادرة من العدد رقم 14 من جريدة الوقائع المصرية بتاريخ يوم الخميس 12 فبراير سنة 1920وخاص بميلاد الملك فاروق.