كتب صبحي مجاهد ونشأت حمدي وبشير عبدالرءوف وسيد دويدار والمحافظات محمد الغزاوي ومروة فاضل ومصطفي عرفة رغم الإجراءات السريعة التي اتخذتها الوزارات المعنية لحل أزمة اسطوانات البوتاجاز بالمحافظات، مازالت المشكلة قائمة وسط تبادل الاتهامات باستغلال القوي السياسية للأزمة واسناد عملية التوزيع للائتلافات الشبابية، في الدعاية لها في الانتخابات البرلمانية. في المنوفية بدأت أزمة اسطوانات البوتاجاز في الانحسار بعد قرار زيادة الحصة التموينية للمحافظة بنسبة 25%، عقب عملية السطو علي عربات البوتاجاز المتجهة إلي المستودعات. واسندت الجهات التنفيذية مسئولية توزيع اسطوانات البوتاجاز للائتلافات الشبابية التي قامت بتحرير كشوف بأسماء الأهالي بالقري بموجب بطاقات الرقم القومي لحصر جميع المستفيدين من الخدمة وتعليق الكشوف بالوحدات المحلية من واقع سجلات تجار التموين منعا للتلاعب. علي الجانب الآخر تقدم أهالي قرية «جزيرة الحجر» بمركز الشهداء بالمنوفية ببلاغ إلي مدير الأمن يتهمون فيه اللجنة الشعبية بالقرية بتوزيع اسطوانات الغاز المنزلية المسندة لهم من قبل مديرية التموين علي أعضاء حزب «الحرية والعدالة» فقط وحرمان باقي أهالي القرية من الحصول عليها. وفي بني سويف تظاهر نحو 150 مواطنا ببني سويف أمام مبني ديوان عام المحافظة احتجاجا علي اختفاء اسطوانات البوتاجاز وارتفاع سعرها إلي 40 جنيهًا في السوق السوداء. وهاجموا تصريحات المستشار ماهر بيبرس محافظ الاقليم التي أكد فيها علي عدم وجود أزمة في اسطوانات الغاز مؤكدين أن المحافظ يتجاهل الأزمة ومطالبينه بالشفافية في المواجهة، فيما شهدت المدن والقري تكدسا شديدا أمام المستودعات للحصول علي الأسطوانات، مما أدي إلي حدوث عدد من المشادات بين المواطنين، بسبب التسابق للحصول علي الأسطوانة. ودخلت أزمة الأنابيب في بورسعيد شكلا جديدا، فبالرغم من توافر الكمية بشكل يومي التي تلبي احتياجات المحافظة بعد زيادتها 100 طن لتصل إلي 3200 طن وتوزيعها علي المواطنين المتواجدين وقت وصول السيارات إلي المستودع تحت إشراف مباحث التموين برئاسة العميد محمد المحروقي، إلا أن أصحاب تروسيكلات وعمال التوزيع والبوابين اشعلوا الأزمة برفع الأسعار ليصل سعر الأنبوبة ببورسعيد إلي 25 جنيهًا وفي بورفؤاد إلي 35 جنيهًا. ومن جانبهم اشتكي شباب ائتلاف أهالي بورفؤاد من قيام صاحب المستودع باستغلال المواطنين وعدم ادخال الانابيب للمستودع وتفريغ معظم حمولتها علي سيارات ربع نقل تتوجه إلي منطقة شرق بورسعيد لبيع الأنبوبة هناك بما يصل إلي50 جنيهًا ويحرم أهالي بورفؤاد من الحصة كاملة. في سياق متصل أكد محافظ القاهرة د.عبدالقوي خليفة استمرار الهدوء نسبيا بجميع مستودعات ومخازن الأنابيب بالقاهرة نظرا لزيادة الكميات المقررة للمحافظة بنسبة تتجاوز 122% حيث بلغ عدد ما تم ضخه أمس نحو 103786 أسطوانة بزيادة قدرها 18625 أسطوانة عن المخصص اليومي، مع التنسيق مع القوات المسلحة والشرطة بتأمين جميع المستودعات، وتشديد الرقابة عليها بمجموعات من مفتشي الإدارات التموينية وعدد من شباب اللجان الشعبية بالأحياء، والتأكيد علي البيع للمواطنين بالأسعار المقررة.. استمراراً لمسلسل العنف نتيجة اختفاء اسطوانات الغاز من الجيزة، قام بائع اسطوانات بقتل مسجل خطر في عز الظهر وأمام المارة بعد أن حاول الحصول علي الاسطوانة كرهاً عنه.. من ناحية أكدت أمانة الفتوي بدار الافتاء المصرية أن ما يفعله بعض المسئولين عن مخازن «أنابيب البوتاجاز» من التواطؤ مع الجشعين ببيعها لهم لاستغلال حاجة الناس يعد خيانة للأمانة. وقالت: إن خيانتهم للأمانة جاءت لأنهم مستأمنون علي هذه السلع المدعومة للمواطنين ليحصلوا عليها من غير عناء فتفريطهم في هذه الأمانة وتسهيلهم للجشعين في أن يحصلوا علي الأنابيب ليبيعوها للناس بأغلي من سعرها هو مشاركة لهم في الظلم والبغي والاستيلاء علي حقوق الناس .. حسب تعبير الفتوي.. وشددت أمانة الفتوي علي أن الواجب الشرعي يفرض علي من يعلم بهم أن يقوم بواجبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالنصح لمن ينتصح منهم أو السعي في دفع شرهم بتبليغ الجهات المسئولة لتقوم بواجبها تجاههم. ولفتت الفتوي إلي أن فعل القائمين علي المستودعات ومن يتعاون معهم في هذا الأمر لا يقتصر علي خيانة الأمانة وإنما يتعداه إلي أبواب كثيرة من الإثم، حيث أفتأتوا علي ولي الأمر واستولوا علي المال العام، ومنعوا الناس حقوقهم و ضيعوا الحقوق وأجحفوا بالمحتاجين ومحدودي الدخل. وعقبت الفتوي قائلة: وكل واحدة منها من كبائر الذنوب وبالتالي فهم مرتكبون بذلك لهذه الكبائر التي لا طاقة للإنسان بأحدها فضلاً عن أن تتراكم عليها كلها.. وأشارت الفتوي إلي أن هذا الفعل يدخل في باب الاحتكار المنهي عنه، وساقت الفتوي مجموعة من الأدلة علي حرمة هذا العمل منها قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: «من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم، فإن حقًا علي الله أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة»، ومنها قوله صلي الله عليه ،وآله وسلم: «من احتكر حكره يريد أن يغلي بها علي المسلمين فهو خاطئ».