أكد الصحفي البريطاني جون آربرادلي المتخصص في شئون الشرق الأوسط في مقال له بمجلة فورين أفيرز الأمريكية تحت عنوان «اليد الخفية للمملكة العربية السعودية في الربيع العربي» أن السعودية حاولت منذ اجتياح الربيع العربي دول المنطقة أن تنئي بنفسها عن الأحداث للحيلولة دون وصول تأثير نسمات هذا الربيع المطالبة بالحرية والديمقراطية والإطاحة بالأنظمة المستبدة إلي حدود المملكة. وأكد «برادلي» أن السعودية اتبعت عدة أساليب في محاولة منها لعرقلة وصول الربيع العربي إلي داخل أراضي المملكة حيث أعلنت وكالة الأنباء السعودية في 4 أكتوبر الجاري أن هناك اشتباكات عنيفة في مدينة القطيف بين الشيعة وقوات الآمن بل وتمادت وكالة الأنباء السعودية ووصفت هؤلاء الشيعة بأنهم «مجموعة من مثيري الشغب والفتنة ليس هذا فحسب بل وأن تلك المجموعة كانت مسلحة بزجاجات المولوتوف وهو ما أسفر عن إصابة 11 ضابطًا. من جانبها أعلنت الحكومة السعودية بشكل واضح أنها ستضرب بيد من حديد علي أي شخص يضر بأمن البلاد أو مجموعة من المرتزقة. وأشارت الحكومة السعودية بأصابع اللوم نحو «دولة أجنبية» هي من تقف وراء اندلاع أعمال الشغب في البلاد في إشارة ضمنية إلي عدوها اللدود إيران. ويري «برادلي» أن الإسلاميين في دول المنطقة يعملون لصالح الرياض فمع سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك كسب السعوديين نفوذًا جديدًا مع جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين الذين وصفوا بأنهم الأكثر تشددًا وأفادت الأنباء تلقيهم تمويلاً من جانب السعوديين. ويستطر «برادلي» قائلاً: إن جماعة الإخوان المسلمين صعدت إلي الصدارة في مصر بعد مبارك ويبدو أن الجماعة ستكتسح الانتخابات القادمة، واليوم يمثل الإخوان المسلمين شريكًا جيدًا للرياض، فإذا كانت المملكة العربية السعودية قد ساندت مبارك حتي أيامه الأخيرة في الحكم بعد نجاح ثورة 25 يناير في الإطاحة به فإن السعودية تربطها علاقات وثيقة الصلة مع وسطاء القوي السياسية الجديدة في مصر ما بعد الثورة. وأضاف أنه منذ بداية القوات العربية فتحت المملكة العربية السعودية أحضانها للديكتاتورين العرب ففي يناير الماضي استقبلت الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي باعتبارها ملاذا له بعدما نجحت ثورة الياسمين التونسية في الإطاحة بنظام بن علي. كما عارضت الرياض بشدة تسليم بن علي لمحاكمته ولا يزال الرئيس التونسي المخلوع حتي اليوم في الرياض. وأشار إلي أنه بعد سقوط بن علي صعد بقوة حزب «النهضة» باعتباره الحزب الإسلامي الرئيسي علي الساحة السياسية التونيسة، ويعتقد أن الصعود الصاروخي لحزب النهضة يرجع إلي تلقيه تمويلاً ولو بشكل جزئي وبالطبع لم يجد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمامه سبيلاً إلا المملكة العربية السعودية ليقضي بها رحلته العلاجية التي استمرت ما يزيد علي ثلاثة أشهر حيث أنقذ الأطباء السعوديون حياة صالح إثر إصابته بحروق جراء تعرضه لهجوم استهدف مقر الرئاسة، وكذلك عملت المملكة العربية السعودية في مارس الماضي علي إرسال قوات لمساعدة البحرين علي إخماد موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة هناك.