انطلقت مساء أمس الاثنين، فعاليات مؤتمر أدباء مصر فى دورته الرابعة والثلاثين الذى يقام بمحافظة بورسعيد، فى الفترة من الاثنين 9 ديسمبر إلى 12 ديسمبر الجارى، تحت عنوان «الحراك الثقافى وأزمة الوعى.. إبداعاً وتلقياً» دورة «الشاعر الكبير محمود بيرم التونسى». يقام المؤتمر تحت رعاية د.ايناس عبد الدايم وزير الثقافة، واللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، وهيئة قصور الثقافة برئاسة د.أحمد عواض الفعاليات، ويرأس المؤتمر الفنان عز الدين نجيب، ويتولى أمانته الشاعر حازم حسين. يناقش المؤتمر هذا العام، المحور الرئيس تحت عنوان «الحراك الثقافى وأزمة الوعي.. إبداعاً وتلقياً»، كما يناقش سبعة محاور عامة وهي: «العلاقة بين المتغيرات الاجتماعية الجذرية والحراك الثقافي»، «الحراك الثقافى وسؤال الهوية والتنوير»، «أثر الترجمة والتعريب فى الإبداع والتلقى»، «التجمعات والحركات الثقافية وأثرها فى الحراك والوعى»، «فجوة الوعى الفاعل.. محنة التلقى بين التنظير والتطبيق»، «فاعلية تقنيات التواصل فى صناعة الثقافة»، «المشهد الإبداعى والنقدى والتراثى والفنى فى محافظة بورسعيد». ويتضمن المؤتمر سبع موائد مستديرة تقام بالتوازى مع جلسات المؤتمر حول («شهادات على تجارب»، شخصية المؤتمر «بيرم التونسى.. منبع النهر»، «ثقافة الحرب والمقاومة»، «حركة التنوير فى مواجهة سطوة الموروث الاجتماعي»، «الخطاب الدينى وحراك الثقافة.. ترشيد أم تقليد»، «تجديد الخطاب الثقافى ومراجعة لفاعلية المؤسسات»، «الإعلام الثقافى.. بين المهنية وتحولات الواقع)، بالإضافة لعدد من الأمسيات الشعرية وورش العمل والحلقات النقاشية. صاحب المؤتمر ثمانية اصدارات ورقية الاول لأبحاث المؤتمر ويضم ما يقرب من عشرين بحثا حول تيمة «الحراك الثقافى وأظمة الوعى.. إبداعا وتلقيا»، أما الكتاب الثانى فجاء بعنوان «أشعار بيرم التونسى.. فى سيرة الظاهر بيبرس» من تأليف سيد عنبة، وجاء الكتاب الثالث بعنوان «ذاكرة المسابقة الأدبية المركزية .. 1991-2019» من إعداد وتقديم السعيد المصرى، وجاء الكتاب الرابع مختارات قصصية بعنوان «أيقونات جبلية» من تأليف رئيس المؤتمر الفنان والناقد عز الدين نجيب، أما الكتاب الخامس فجاء ضاما لإبداعات ودراسات من بورسعيد بعنوان «بهجة البحر» من إعداد وتقديم أسامة كمال أبو زيد علاوة على كتيبات صغيرة تضم أسماء المكرمين ومشروع اللوائح المنظمة لأنشطة الإدارة العامة للثقافة العامة وبرنامج المؤتمر. يذكر أن الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر فى دورته ال34، قد قررت، اختيار الشاعر حازم حسين أمين عام للمؤتمر عقب حصوله على النسبة الأكبر من الأصوات مع منافسيه الشاعر صلاح نعمان وعماد حسيب، السيد جلال. يذكر أن محمود بيرم التونسى ولد فى 3 مارس 1893من أصل تونسى فى حى الأنفوشى بالإسكندرية بشارع البورينى بالسيالة فى 3 مارس 1893، ولكن والده سجّله ضمن مواليد حى الأزاريطة فى جهة الرمل.. هجر بيرم التعليم فى سن مبكرة وانكب على القراءة خاصة الشعر الذى شرع فى كتابته بالعامية. وكانت قصيدة المجلس البلدى أولى القصائد التى ذاع من خلالها صيته وفيها وجه انتقادات حادة للمجلس البلدى لفرضه ضرائب كبيرة على السكان. ثم التقى بيرم بمطرب الشعب سيد درويش فألف له عددا من الأغانى ذات الطابع السياسى التى حوت انتقادات للأسرة المالكة.. ومع اندلاع ثورة عام 1919 كان بيرم من أشد المؤيدين لها وكتب قصائد منها «البامية الملوكى والقرع السلطانى» والتى أدت إلى غضب الملك فؤاد فأصدر مرسوما بنفيه إلى تونس.. وفى عام 1938 نجح التونسى فى التسلل مرة أخرى عائدا إلى مصر عبر ميناء بورسعيد، وقد أصدر الملك فاروق عفوا عنه فشرع فى العمل بالصحافة. وفى سنة1960م منحه الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية لمجهوداته فى عالم الأدب.. وحصل على الجنسية المصرية وظل إلى آخر لحظة فى حياته من حملة الأقلام الحرة الجريئة ، وأصحاب الكلمات الحرة المضيئة حتى تمكن منه مرض الربو وثقل السنين. أما آخر أغنية كتبها بيرم لأم كلثوم، فهى رائعته «هو صحيح الهوى غلاب» حيث أذاعت أم كلثوم خبر وفاته على الهواء مباشرة فى 1961 عن عمر يناهز 68 عاما، بعد أن نال منه الربو، وكأنه كان ينعى نفسه حين كتب: قال: إيه مراد ابن آدم؟ قلت له: طقه قال: إيه يكفى منامه؟ قلت له: شقه قال: إيه يعجّل بموته؟ قلت له: زقه قال: حد فيها مخلّد؟ قلت له: لأه وتوفى التونسى بعدها فى 5 يناير 1961م بعد أن عاش 69 عاماً.