فى الوقت الذى تحتشد فيه الدولة لمحاربة الإرهاب على الأرض، ومجابهة الفكر المتطرف بقواها الناعمة، نجد نقابة الصحفيين تحتفى بأحد مؤلفات سيد قطب، الإخوانى البارز، مؤسس الفكر التكفيرى للجماعة، الذى استقت منه مختلف الجماعات المسلحة «جوهر الشر» الكامن فى كتبه. مكتبة نقابة الصحفيين لم تعبأ بكل هذه الجهود، ولا الخطورة الموجودة فى نشر أفكار مَن كفّر المجتمع وأحل حمل السلاح فى وجهه وقتله، فأرفف المكتبة تحتضن كتاب «فى ظلال القرآن» بأجزائه الستة، وهو الكتاب الحاوى أفكار تجسد «جوهر الشر»، وتكشف نظرة «قطب» الفوقية للمجتمع الإنساني، التى لا تخلو من التكفير والدعوة للجهاد ضده. . ففى الكتاب الذى تحتضنه أرفف مكتبة نقابة الصحفيين يقول «قطب»: «وعشت - فى ظلال القرآن - أنظر من علوّ إلى الجاهلية التى تموج فى الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة، أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية...». كلمة «الجاهلية» التى ذكرها قطب خمس مرات، وأكثر من 560 مرة فى تفسيره، إضافة إلى تكراره كلمة «الحاكمية» 77 مرة (التى لا يُفهم منهما إلا تكفير معظم المسلمين) اعتبرتها معظم الجماعات المتطرفة المسلحة على رأسها جماعات «الإخوان» و«الجهاد» و«الجماعة الإسلامية» و«القاعدة» ونهاية بتنظيم «داعش» تأصيل لفقه الجهاد لدى أعضائها الذى سرعان ما يتحول الى إرهاب المجتمع وقتل مواطنيه. وجود كتاب للتكفيرى سيد قطب فى مكتبة نقابة الصحفيين يعد مخالفة صريحة لقرار الدولة بمنع تداول كتب الإخوان.