وسط حالة من الحزن والغضب الشديدين ودعت محافظة سوهاج ابنها الشهيد أحمد جلال عبدالقادر النقيب بالأمن المركزي الذي استشهد هو واثنان من الجنود مساء الخميس الماضي برصاص العدو الإسرائيلي عند العلامة 79 الحدودية بوسط سيناء. تقدم الجنازة المهيبة التي شهدها أكثر من 10 آلاف مواطن بقرية «الصلعا» اللواء محسن الشاذلي قائد المنطقة الجنوبية العسكرية ووضاح حمزاوي محافظ سوهاج واللوء عبدالعزيز النحاس مدير الأمن. كان جثمان الشهيد قد وصل مساء أمس الأول من سيناء عبر مطاري العريشوأسيوط، حيث تم تشييع جنازتة عسكريا حيث تقيم أسرته، ثم نقل إلي مسقط رأسه بقرية الصلعا ودفن في مقابر العائلة قبل منتصف الليل وعقب الجنازة خرج الآلاف من أهالي سوهاج يهتفون ضد العدو الإسرائيلي منددين بجرائم إسرائيل وعدوانها علي أبناء مصر. كما نظمت القوي الوطنية مظاهرة أمام مديرية أمن سوهاج طالبت بطرد السفير الإسرائيلي مرددين هتافات «الشعب يريد طرد السفير.. خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود»، ثم قاموا باشعال النيران في العلم الإسرائيلي. يبلغ الشهيد محمد من العمر 28 عاما أعزب ووالده أستاذ بكلية الطب ووالدته مدير عام بمديرية الزراعة في أسيوط وله 3 أشقاء أكبرهم الدكتورة علا طبيبة والرائد علاء جلال رئيس مباحث أبو قرقاص وأصغرهم طالب بكلية الحقوق وبصعوبة شديدة قال الدكتور جلال عبدالقادر والد الشهيد إن أحمد اتصل بوالدته قبل استشهاده بيوم وابلغها أنه أصيب بشظية في قدمه أثناء العمل وعاد مرة أخري إلي عمله عندالعلامة رقم 79 بمنطقة النقب في وسط سيناء وابلغها أيضا أن العدو الإسرائيلي يقوم بإطلاق الرصاص من طائراته. ويضيف المحاسب طه محمد عبدالعال وابن عم الشهيد أن الشهيد أحمد كان شديد الصلة بأهله وآخر مرة شاهده فيها منذ شهرين بدوار العائلة بالصلعا لافتا إلي أن الشهيد يعمل في سيناء منذ 5 سنوات وحاصل علي العديد من شهادات الامتياز لكفاءته وتفانيه في العمل وإخلاصه للوطن. وكان الآلاف من أبناء أسيوط قد شاركوا مساء أمس الأول في الجنازة العسكرية التي أقامتها مديرية أمن أسيوط للنقيب الشهيد أحمد جلال، حيث تم أداء صلاة الجنازة عليه بمسجد ناصر بمدينة أسيوط، ثم خرجت في موكب عسكري جاب شارع الجمهورية وسط المراسم العسكرية، ثم تلقي قيادات الشرطة وأهالي الشهيد العزاء من المواطنين الذين رفعوا لافتات تطالب بإسقاط إسرائيل. قال اللواء محمد ابراهيم مدير أمن اسيوط خلال إقامة الجنازة العسكرية إن الشرطة سوف تودي حتي آخر قطرة دماء من أبنائها لخدمة الوطن مقدما الشكر لأهالي أسيوط لمشاركتهم في توديع شهيد الشرطة مشيرا إلي أن الشرطة والشعب يد واحدة في مواجهة أي عدوان علي ارض مصر وتوجه الجثمان إلي محافظة سوهاج مسقط رأس الشهيد. فيما تظاهر المئات من أهالي أسيوط أمام مسجد ناصر أثناء صلاة الجنازة رافعين الأعلام المصرية والفلسطينية مطالبين المجلس العسكري بالقصاص لشهداء مصر من خيرة أبنائها الذين يحمون حدودها من أي عدوان فيما حدثت مشادة بين مسئولي أمن المطار المدني وأهالي الشهيد بعدما رفض فتح قاعة كبار الزوار لهم لانتظار جثمان الشهيد.. وعلي الفور تدخل المقدم عماد القاضي مسئول الأمن الوطني بالمطار وأمر بفتح صالة كبار الزوار تكريما لأهل الشهيد علي مسئوليته الخاصة معلنا أن هذه الصالة قبل الثورة كانت تفتح للفاسدين. وقال أحمد نور الدين إسماعيل مدير عام الضرائب العامة بمغاغة "خال الشهيد " إن الشهيد اتصل تليفونيا قبل استشهاده بوالدته وأخبرها انه أصيب بشظية واستشهد جنديان معه وانه بحالة جيدة يؤدي واجبه تجاه وطنه ودينه وفور عودته من المستشفي إلي موقع عمله علي الحدود قام بعملية تمشيطية استشهد خلالها بعد ان قذفته طائرات الاباتشي.