شيع الآلاف من أبناء محافظتي سوهاجوالدقهلية، مساء الجمعة، جثماني النقيب أحمد جلال عبدالقادر، بالأمن المركزي، والمجند حسن إبراهيم حسن الحناط، اللذين استشهدا، الخميس الماضي، برصاص الجيش الإسرئيلي أثناء تأمينهما الحدود المصرية عند العلامة 79 بمنطقة النقب. وحرص عدد من قيادات القوات المسلحة والشرطة والقيادات التنفيذية على المشاركة في تشييع الجثمانين، فيما طالب أقارب الشهيدين والمشاركون في الجنازتين بالقصاص لهما ولجميع الشهداء. في سوهاج، شارك نحو 10 آلاف من أهالي قرية «الصلعا»، مسقط رأس الشهيد أحمد جلال عبدالقادر، والقرى المجاورة في تشييع الجثمان وتم دفنه بمقابر الأسرة. كانت جثمان الشهيد وصل في سيارة إسعاف إلى قرية الصلعا في تمام العاشرة مساء الجمعة، بعد تشييعها في جنازة عسكرية بمحافظة أسيوط، حيث تقيم أسرته، واستقبل الأهالي الجثمان بجموع حاشدة قطعت طريق القاهرة- أسوان الزراعي السريع، وحملوا الجثمان ملفوفا في علم مصر وتوجهوا به إلى مقابر الأسرة بعد أداء الصلاة عليه. تقدم المشيعين في الجنازة المهندس علاء ياسين، سكرتير عام محافظة سوهاج نائبا عن المحافظ وضاح الحمزاوي واللواء محسن الشاذلي قائد المنطقة الجنوبية العسكرية، واللواء عبد العزيز النحاس، مدير أمن سوهاج، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية. وعقب الجنازة نظم المئات من أهالي قرية «الصلعا» وشباب الحركات السياسية وقفة احتجاجية أمام ديوان عام محافظة سوهاج، مطالبين بالقصاص لدم الشهداء، ورددوا هتافات منها: «عهد مبارك راجع ليه.. دم المصري بيرخص ليه». وقال الدكتور جلال عبد القادر، الأستاذ بجامعة سوهاج، والد الشهيد: «الجنازة كانت عرسا وأنا سعيد باستشهاد ابني لأنه في الجنة». وأشار إلى أن ابنه اتصل به قبل استشهادة وذكر له تعرضه والقوة المرافقة له لإطلاق رصاص من جانب طائرة هيلكوبتر إسرائيلية وأنهم تصدوا لها بالأسلحة الخفيفة التي بحوزتهم وأن اثنين من الجنود استشهدا في الحادث وأنه أصيب بإصابات طفيفة وأنه تحدث إلى والدته واستعجل معها الحديث وكأنه يعلم أنه سيلقى ربه وبعدها بساعة اتصلنا على تليفونه للاطمئنان عليه لكن لم يرد علينا، فأجرينا اتصال بعدها بأحد أصدقائه ليبلغنا نبأ استشهاده». ولفت إلى أنه ينتظر رد المجلس العسكري على الحادث، متسائلا: ماذا سيكون رد إسرائيل لو كان القتلى من جنودهم؟». وفي الدقهلية، شيع الآلاف من أهالي قرية «أوليله» جثمان الشهيد المجند حسن إبراهيم حسن الحناط، 21 سنة، وتحولت الجنازة إلى مظاهرة تطالب بالقصاص وتندد بالممارسات الإسرائيلية. كان جثمان الشهيد وصل فجر الجمعة في سيارة إسعاف ملفوفا في علم مصر، فيما انهار والد الشهيد وهو يقف أمام جثمان ابنه قبل أداء الصلاة عليه وألقى بنفسه فوق الجثمان وسط تكبيرات وبكاء المصلين. وفشلت المحاولات في رفعه من على الجثمان حتى نادى المؤذن لصلاة لجنازة، وغابت والدته عن الوعي فور خروج الجثمان من المسجد، وتحولت الجنازة إلى مظاهرة ضد إسرائيل، فيما أصر الأب وابنه الأكبر على أن يفتحا الكفن أمام القبر ويقبلا الشهيد قبل دفنه. وقال حسن طلبة، ابن عم الشهيد: «فوجئنا بأحد أبناء القرية في نفس الوحدة مع حسن يتصل بنا ويقول إسرائيل قتلت حسن وهو واقف على نقطة الحدود، فسافرنا كلنا إلى سيناء للتأكد من الخبر ووجدنا الجثة في المستشفى واستقبلنا أحد اللواءات وقال لنا حسن مات نتيجة عميلة انتحارية من أحد أفراد حماس ومش عارفين الحقيقة».