مع قدوم شهر رمضان الكريم، تتزايد الرغبات بين المسلمين فى التوجه لبيت الله الحرام لأداء عمرة فى رمضان، إذ إن ثواب أداء العمرة فى شهر رمضان لعملهم بالحديث الذى يؤكد أن عمرة رمضان تعادل ثواب حجة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وعليه يحرص المسلمون على حجز رحلات العمرة فى شهر رمضان رغم مضاعفة الأسعار من جانب شركات السياحة. فيما حذر علماء الأزهر شركات السياحة من محاولات استغلال اقبال الناس على عمرة رمضان لرفع أسعارها؛ مؤكدين أن هذا الاستغلال يعد مرفوضا شرعا فعن فضل أداء العمرة، أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أهمية أداء العمرة فى شهر رمضان لمن استطاع إليه سبيلا، من حيث القدرة المادية، وتحمل مشقة السفر والزحام فى رمضان، لافتًا إلى أن الأجر على قدر المشقة، فمن يحظى بفرصة أداء العمرة فى شهر رمضان يفضل القيام بها أثناء الصيام طمعا فى أجر مضاعف، بينما يفضل البعض الآخر أداءها بعد الإفطار حتى يكون فى كامل نشاطه. وتابع «هاشم» قائلا: «لا يسأل أحد عن حكمة ثواب العمرة فى رمضان فذلك فضل من الله, والله واسع عليم، وهو سبحانه يرغب فى أداء العبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج فى الحرم الشريف فثواب الطاعة فيه مضاعف»، وأردف موضحا: «ومثل ذلك ما ورد من أن الصلاة الواحدة فى المسجد الحرام بمكة تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه، فلا يجوز أن يتبادر إلى الذهن أن صلاة يوم فيه تغنى عن صلاة مائة ألف يوم، ولا داعى للصلاة بعد ذلك، فالعدل أو المساواة هنا هى فى الثواب فقط، فلا تغنى العمرة عن الحج أبدا». وطالب عضو هيئة كبار العلماء فى تصريحاته ل «روزاليوسف» الجهات المعنية بتسهيل إجراءات السفر والحصول على التأشيرات، كما دعا شركات السياحة للتيسير على المواطنين، والخفض قدر المستطاع من تكلفة العمرة فى رمضان، مؤكدًا أن ثواب ذلك سوف يرد إلى أصحاب شركات السياحة. أما الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق أكد أن العمرة فى رمضان لها بركة وخير كبيرين لأنها تعادل حجة مع رسول الله، فكما ورد عن ابن عباس رضى الله عنه، بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: «ما منعك أن تحجين معنا؟» قالت: كان لنا ناضح، فركبه أبو فلان وابنه - زوجها وابنها- وترك ناضحاً ننضح عليه، فقال لها عليه الصلاة والسلام: «فإذا كان رمضان اعتمرى فيه، فإن عمرةً فى رمضان حجة» رواه البخاري، و»الناضح» هو البعير الذى يُستقى عليه، وهنا نرى أن النبى صلى الله عليه وسلم أرشد المرأة التى فاتها الحج إلى القيام بعمرةٍ فى رمضان، كى تتحصّل على أجرٍ يُضاهى أجر تلك الحجّة التى فاتتها، ولا عجب فى ذلك، فالشهر شهر الخير، وأيامه أيام بركة، وفضل الله لا يُحَدّ، وإحسانه لا يُعدّ. وأكد عاشور أنه على القادرين أن يسارعوا إلى تأديتها، لافتًا إلى أن مشقة العمرة فى رمضان لها أجر كبير عند الله خاصة فى وقت الصيام، مع العلم أن المملكة العربية السعودية تسعى لتوفير كل سبل الراحة للمعتمرين، بجانب أهل الخير الذين يسهمون فى التيسير على المعتمرين فى رمضان، وعلى غير القادرين. وأضاف عاشور فى تصريحاته ل «روزاليوسف» أن شركات السياحة تستغل حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حول فضل العمرة فى رمضان لصالحها، بمضاعفة الأسعار والخروج عن الحد المعقول، مؤكدا أن ذلك ينزع البركة من أموالهم، مختتمًا: «على غير القادرين فى رمضان من الراغبين فى أداء العمرة أن يستعينوا بالصلاة والاستغفار والدعاء إلى الله واستحضار نية العمرة عسى أن يكتبها الله لهم». وفى سياق متصل، قال الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالجامع الأزهر، إن بعض الفقهاء يرى فى العمرة سنة وليست واجبة، بينما يرى البعض الآخر العكس، عملا بقوله تعالى: «وأتموا الحج والعمرة لله..». وأوضح رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالجامع الأزهر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر طيلة حياته 4 مرات، لافتًا فى الوقت ذاته إلى فضل تأدية العمرة فى شهر رمضان، وأنها تعادل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. واستطرد «الأطرش» فى الحديث عن العمرة قائلاً: «العمرة تشبه الحج فى ملابس الإحرام ومحظوراته، بمعنى أن الذى ينوى الاعتمار يكون ذلك من الأماكن التى حددها النبى صلى الله عليه وسلم»، وتابع: «إذا لبس الإنسان الإحرام يحرم عليه لبس المخيط والمزركش، كما يجب عليه أن ينظف نفسه ويحلق تحت إبطيه وشعر العانة ويغتسل غسل الإحرام، ثم يتوضأ ويصلى ركعتى سنة الإحرام، ومن ثم يتوجه إلى مكة ليبدأ فى أداء مناسك العمرة، والتى ينتهى منها خلال نصف ساعة أو ساعة، وإذا ما أراد أن يؤدى عمرة ثانية يذهب ليحرم من مسجد التنعيم، والأصل أن لكل سفرة عمرة».