القوى السياسية توافق على ميثاق شرف دستورى الطيب : لن نخوض غمار السياسة ونؤدى دورا وطنيا اتفق غالبية ممثلي القوي السياسية المشاركة في النقاش حول وثيقة الأزهر علي المبادئ الأساسية التي أقرتها الوثيقة واعتبارها ميثاق شرف يتم الاسترشاد به عند وضع الدستور. من جانبه أكد شيخ الأزهر د.أحمد الطيب خلال لقائه أمس القوي السياسية ومرشحي الرئاسة المحتملين لمناقشة الوثيقة، أن الأزهر الشريف في دعوته لمناقشة تلك الوثيقة لا يخوض غمار السياسة ولا يريد مكانة حزبية او سياسية. وقال في كلمته في بداية المناقشة: «الأزهر الشريف الذي أعلن أكثر من مرة أنه يقف علي مسافة واحدة من جميع الفرقاء، وأنه يتابع بكل دقة واهتمام أطروحات الجميع حول مستقبل الوطن، يعلن في صراحة ووضوح أنه لا يخوض غمار العمل السياسي، ولا الحزبي ولا السياسة بمفهومها المعتاد»، موضحًا: هذا ليس من شأنه ولا من اهتماماته، لكنه يحمل علي كاهله دوراً وطنياً تجَّذر في التاريخ، وحمَّلَتهُ إياه الأمةُ، للحفاظ علي حضارتها الممتدة، وثقافتها الراسخة، وهويتها التي تأبي الاختراق والذوبان. وأكد الطيب أنه من منطلق هذا الدور الوطني للأزهر، وهذه المسئولية التي يحسُ بثِقَلِها ويدرِك أمانتها أمام الله والتاريخ، تمت دعوة ممثلي القوي السياسية كحلٍ يخرج به الناس من ضيق الاختلاف وخطره، إلي سعة الآفاق الرحبة والتعاون الجاد، من أجل بلدنا جميعاً، وتقديراً لدماء شهدائنا، وتضحيات جماهيرنا. وأوضح أن مصر ومستقبل أجيالها وطموحات شعبها أمانة في عنق كل فرد منا نحن المجتمعين هنا في هذه القاعة .. وإن اللحظة الحاسمة التي تعيشها مصر، لتجعلُ من أمنها واستقرارها، والحفاظ علي مكاسب ثورتها سقفاً تقف عنده كل منازع الفرقة والشتات .. وتتوحد تحته كل اختلافات التنوع والتكامل الذي ننشده لوطننا ولمصر في هذا المنعطف التاريخي الحاد. وشدد شيخ الأزهر علي أن الدساتير في حقيقتها إنما هي تعبيرٌ صادقٌ عن هُوية أُمّة، وضمير شعب، ومصالحِ مجتمع، كما أن تنوع الاجتهادات حول البناء السياسي والدستوري القادم لن يكون تنوعاً محموداً إلا إذا ظل في إطار وَحدة الوطن وأهدافه العليا. وعن مدنية الدولة قال الطيب: «إن العبرة ليست بالألفاظ ولا الاصطلاحات، بل العبرة بالمعني والمضمون والتشريع الذي يحكم المجتمع ويوجهه». وأضاف إن وثيقة الأزهر «هي مجرد إطار قيمي يصون أساسيات شعبنا وثوابتَه، ويعتبر الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة من ثوابت المطالب الوطنية، بكل ما تستوجبه من مواطنة كاملة، وتداول حقيقي للسلطة يمنع احتكارها من فريق، أو الوثوب عليها من فريق آخر. وأوضح ان هناك توافقًا واسعًا تم علي تلك الوثيقة من قوي مختلفة وأن هذا التوافق يؤهلها لأن تكون وثيقة يسترشد بها عند وضع الدستور، وميثاقَ شرف يلتزم به الجميع طواعية واختياراً، لا يفرَض علي أحد، وإنما يترك الأمر فيه للإرادة الشعبية التي يعبِّر عنها الدستور المنتظر. وأكد أن الأزهر لا يخامره شك في أن الدستور القادم سيكون ذ بإذن الله تعالي ذ ميزان عدلٍ بين الشعب المصري بكل أطيافه. كان بهو مشيخة الأزهر قد شهد مشادات من قبل ممثلي بعض الأحزاب السياسية الجديدة التي تم منعها من المشاركة حيث لم يتم توجيه دعوة لها. وكان من أبرز الحاضرين في مناقشة وثيقة الأزهر مرشحو الرئاسة المحتملين ورؤساء أحزاب الوفد والحرية والعدالة، و«المصريين الأحرار» و«النور»، «الجبهة الديمقراطية»، «العدل»، و«الكرامة»، و«التجمع»، والإصلاح والنهضة»، و«ائتلاف شباب ثورة 25 يناير بإضافة لرئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية. كما حضر د. احمد كمال أبو المجد، ود.كمال الجنزوري، د. يحيي الجمل، د.هبة رءوف، د. نصر فريد واصل، د.محمد مختار المهدي، د. عبد الرحمن البر عضو مكتب أرشاد الإخوان، د. عمرو الشوبكي ، د. محمد كمال إمام .