حالة من الانتعاش يشهدها التعاون السياحى المشترك بين الهند ومصر، حيث يعد السوق الهندى من الأسواق السياحية الواعدة لدفع الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة المقبلة، بعد أن شهدت السياحية الهندية زيادة كبيرة خلال ال 9 أشهر من العام الجارى. وأجمع الخبراء على ضرورة تسيير رحلات طيران منتظمة وعارضة من مختلف المدن الهندية إلى أهم المقاصد السياحية فى مصر، بهدف تقديم خدمة سياحية مريحة بأسعار منافسة فى السوق. وأشاروا إلى ضرورة قيام الشركات المصرية بتنويع المنتج السياحى المعروض،الذى يتلاءم مع السياحة الهندية خاصة نمط سياحة تصوير الأفلام الهندية، وهو نمط خاص بالسوق الهندى فقط، نظرًا لكثافة عدد الأفلام التى يتم إنتاجها فى الهند، والتى تزيد على نحو 1000 فيلم سنويًا. وفى إطار تدعيم التعاون المشترك فى ذلك القطاع نظم المركز الثقافى الهندى التابع للسفارة الهندية فى مصر ندوة بعنوان «السياحة المستدامة: سبل جديدة للتنمية» وأكد سفير الهند لدى مصر سانجاى باتاتشاريا، أن الندوة فرصة جيدة لمناقشة فرص تبادل الخبرات فى مجال تنمية السياحة بين الهند ومصر. وأشار إلى أهمية تعظيم الاستفادة المشتركة من هذا القطاع الحيوي، الذى يتيح فرصًا كبيرة لتوفير فرص عمل جديدة ودعم الاقتصاد المحلى وخفض معدلات الفقر. وأكد وجود آفاق واسعة للتعاون بين مصر والهند فى السياحة الثقافية والسياحة العلاجية، موضحًا أن مصر بدأت فى اتخاذ خطوات مهمة لدعم قطاع السياحة العلاجية والاستشفائية وأهمية تبادل الخبرات فى مجال تنمية السياحة فى دولتى الهند ومصر حيث يتسع المجال أمامهما للاستفادة من هذا القطاع؛ وأيضًا فرص الشراكة بين القطاعين العام والخاص فى مجال استخدام التكنولوجيا من أجل تعظيم فرص الاستفادة من السياحة المستدامة. وأشار السفير إلى أن قطاع السياحة يلعب فى العصر الحديث دورًا مهمًا حيث أصبحت المؤسسات الدولية وصناع القرار حول العالم ينظرون إلى السياحة باعتبارها أحد القطاعات البالغة الأهمية لتحقيق أهداف النمو الاقتصادى والتجارة والتنمية المستدامة. وقد اكتسب هذا القطاع أهمية خاصة فى أعقاب تعهد المجتمع الدولى بمواصلة الأنشطة المستدامة بيئيًا وتطبيق مفاهيم «السياحة الخضراء» و«السياحة المسئولة» حيث يتيح هذان القطاعان فرصًا كبيرة لتوفير فرص عمل جديدة ودعم الاقتصاد المحلى وخفض معدلات الفقر، بالإضافة إلى دورهما الكبير فى الحفاظ على التراث الطبيعى والثقافى للدول المضيفة. وقال روبين كاتاريا،مدير عام إحدى شركات السياحة إن مصر تتمتع بالعديد من المزايا والخبرات التى يمكن للهند أن تستفيد منها على رأسها طرق الحفاظ على الآثار، وارتفاع مستوى المرشدين السياحيين، والبنية التحتية المناسبة مقارنة بالهند، لافتًا أن مصر بها فنادق كبيرة فى مناطق متنوعة يمكنها أن تكون جاذبة لحفلات الزفاف. وفى إطار تدعيم السياحة بين البلدين قال سانجاى قاندهارى رئيس فرع شركة سياحة هندية- أن مصرستشارك فى معرضSATTE السياحى الدولى المنتظر عقده فى العاصمة الهندية – نيودلهى خلال الفترة من 31 يناير إلى 2 فبراير 2018، ويعتبر المعرض من أقدم وأكبر المعارض السياحية فى الهند. ومن جانبه قال إلهامى الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية الأسبق، إن السياحة فى مصر بدأت فى التحسن بعد الانخفاض فى أعداد السياح بعد عام 2011، وإن عام 2016 شهد زيادة تدريجية فى أعداد السياح، وشدد على ضرورة استغلال مواقع التواصل الاجتماعى بشكل أفضل للترويج للسياحة فى مصر، كأحد الطرق الأساسية للقضاء على كثير من أزمات السياحة ومواجهة الشائعات التى تطلق على مصر. واضاف ان قطاع السياحة تأثر بغياب السياح الروس، وتوقع أن يرتفع عدد السياح الروس بعد الانتخابات الرئاسية الروسية، وأعتبر منع بريطانيا مواطنيها من التوجه لمنتجعات شرم الشيخ «موقفًا غير مبرر». ولفت إلى أن التعاون فى السياحة العلاجية بين البلدين سيكون أكثر واقعية فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية، ويمكن عمل خطط متكاملة بين البلدين لدعم هذا القطاع، مقترحًا أن يكون هناك برامج تبادل دعائى بين البلدين. وأشارت الاحصاءات إلى أن عدد السياح الهنود الذين زاروا مصر خلال ال 9 شهور الأولى من العام الماضى بلغ حوالى 66 ألفًا و536 سائحًا، بنسبة زيادة قدرها 43% مقارنة بنفس الفترة من العام 2016، فيما وصل عدد السياح فى سبتمبر الماضى 7 آلاف و650 سائحًا بنسبة زيادة قدرها 46.2% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضى حيث بلغ 5 آلاف 233 سائحًا. كما أن السياح الهنود حققوا طفرة غير مسبوقة فى زيادة عدد الليالى بنسبة 205% وأن متوسط عدد إقامة السائح خلال زيارته لمصر بلغ 7.2 ليلة.
